حصاد العام في (إثراء).. حزمةٌ من البرامج المتنوعة وخمس جوائز محلية وعالمية

حصاد العام في (إثراء).. حزمةٌ من البرامج المتنوعة وخمس جوائز محلية وعالمية

يُسدل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) الستار على العام الجاري 2021م، بعد تنظيمه لحزمة من البرامج والمبادرات المتنوعة في أرجاء المملكة، مستهدفًا مختلف الفئات العمرية والاهتمامات تحت خمس ركائز رئيسة، هي الفن والمعرفة والثقافة والإبداع والمجتمع. وبلغ عدد البرامج التي قدمها المركز أكثر من سبعة آلاف برنامج، استقطبت 500 ألف زائر من داخل المملكة وخارجها، للمشاركة عبر مختلف الفعاليات والأنشطة والتجارب المحلية والإقليمية والعالمية الملهمة.

وقد حصد (إثراء) عديدًا من الجوائز والإنجازات خلال 2021م، من أبرزها حصوله على الاعتماد من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية كأول وحدة تطوعية تطبِّق المعيار الوطني السعودي للتطوع (إدامة)، وفوزه بالمركز الأول في الجائزة الوطنية للعمل التطوعي عن القطاع الخاص، وتتويجه بجائزة (المؤسسات الثقافية) لعام 2021م عن مسار المؤسسات الثقافية الكبيرة والناشئة من القطاع الخاص، إلى جانب حصوله على شهادة (مواءمة) من الفئة الذهبية كمنشأة حققت معايير هذه الشهادة نظير الخدمات التي توفرها في دعم ذوي الإعاقة وتحقيق احتياجاتهم.

كما فاز المركز بجائزة (ماركوم) من بين ستة آلاف مؤسسة مشاركة حول العالم، وهي من أهم الجوائز الدولية المتخصِّصة بتكريم أفضل الأعمال في مجالي التسويق والاتصال، حيث حصل على جائزة (ماركوم البلاتينية) في فئة إنجاز الفريق، وجائزة (ماركوم الذهبية) في فئة المحتوى المقدم عن برنامج اليوم العالمي للكتاب، إضافةً إلى جائزة الفئة الثالثة، التي حققها من خلال تنظيمه للمعرض الافتراضي (كوفيد-19) بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للإغلاق الكلي لكافة مناطق المملكة بسبب الجائحة.

السينما والتقنية

من جانب آخر، أعلن المركز عن إنتاج فِلمين جديدين خلال مشاركته في الجناح السعودي ضمن مهرجان (كان) السينمائي لعام 2021م، حيث قدَّم كاتب السيناريو والمنتج المصري، محمد حفظي، فِلم (الهارب)، فيما قدم المخرج السعودي، خالد فهد، فِلم (طريق الوادي)، حيث يتم إنتاج الفِلمين برعاية (إثراء)، ومن المقرر إطلاقهما في عام 2023م، في خطوة تأتي عقب النجاح الدولي الذي حققه الفِلم التجريبي (جود) في عام 2018م، وهو الفِلم الأول الذي ينتجه المركز، ويتمحور حول انعكاسات تأملية غير تقليدية لدورة الحياة.

وفي تجربة تفاعلية فريدة من نوعها، تضمَّن موسم الإبداع تنوين 2021م في نسخته الرابعة فعالية (لحظة تنوين)، حيث شارك أكثر من 4600 زائر في رسم لوحات جماعية عبر جوالاتهم الذكية لتتناغم مع اللوحة التي رسمتها 300 طائرة مسيَّرة في سماء (إثراء)، في مشهد فني شهد حضورًا لافتًا وتفاعلًا غير مسبوق. كما تضمن الموسم إطلاق تقرير (الصناعة الثقافية والإبداعية)، الذي ناقش ثلاثة محاور تستعرض الوضع الحالي للعرض والاستهلاك الثقافيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقييم مؤشر الإبداع الثقافي من خلال الأبعاد والقطاعات المختلفة في المملكة، إلى جانب مناقشة تأثير الجائحة على الصناعات الثقافية، وذلك بالتعاون مع مجموعة متنوعة من الشركاء المحليين والعالميين.

كما أعلن (إثراء) عن وصول برنامج فورمولا 1 للمدارس إلى المملكة، حيث يهدف إلى إلهام الطلاب لاستعمال تقنية المعلومات، وتطبيق مبادئ الفيزياء والديناميكا الهوائية والتصميم والتصنيع والعلامات التجارية والجرافيكس، وتطوير المهارات المرتبطة بالرعاية التجارية والتسويق والقيادة والعمل الجماعي والوسائط والإستراتيجيات المالية. وسيتم تدريب 20 طالبًا وطالبة بعد اختيارهم من المدارس الحكومية والخاصة، من خلال برنامج تدريبي مكثف يقدِّمه خمسة مدربين مختصين، بهدف ابتكار ثلاثة نماذج مصغَّرة لسيارات الفورمولا 1 لتشارك في نهائيات عام 2022م في المملكة المتحدة.

وانطلاقًا من رؤية ورسالة (إثراء)، التي تتمثَّل في المحافظة على التنمية البشرية، نظَّم المركز حملة موجهة للمجتمع لتعزيز الوعي حول مخاطر استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ولإيجاد وتطوير الحلول المُحتملة، وذلك من خلال برنامج الاتزان الرقمي (سينك).

الفن والكتاب

وقد شهد شهر ديسمبر كشف الستار عن العمل الفني الفائز بجائزة إثراء للفنون في نسختها الرابعة، الذي حمل عنوان (E Pluribus Unum – صخرة عصرية) للفنانة نادية الكعبي-لينك، حيث يُعرَض خلال بينالي الدرعية للفن المعاصر. ويسلِّط العمل الفائز الضوء على إحدى آثار الجائحة، التي ألقت بظلالها على الرحلات الجوية التجارية وتسببت بتراجع حركتها حول العالم، ليثير تساؤلات حول كيفية قياس التقدم البشري والنمو الاقتصادي.

وضمن الفعاليات المصاحبة لمسابقة (أقرأ) في دورتها السابعة، أطلق المركز (معرض الكتاب للأطفال) في نسخته الأولى وسط مشاركة دولية بلجيكية، للاحتفاء بالإسهام البلجيكي في مجال أدب الأطفال، وما أنتجه من شخصيات ألهمت أجيالًا من القرَّاء الصغار مثل (تان تان) و(السنافر). واستضاف المعرض 10 دور نشر محلية وإقليمية وعالمية متخصصة في أدب الطفل. وتعزيزًا للأدب العربي الأصيل، احتفل (إثراء) باليوم العالمي للغة العربية، مُحتفيًا بفن المقامات وكنوز بديع الزمان الهمذاني والحريري، ليبلغ عدد زوّاره المشاركين في الفعاليات تسعة آلاف زائر.

المعارض وبرامج الإبداع

وقد تخلَّل هذه البرامجَ عديدٌ من المعارض الفنية، ومن أبرزها المؤتمر الدولي للفن الإسلامي، الذي جاء تحت شعار (المَسجِد: إبداعُ القِطَع والشّكل والوَظِيفَة)، مستعرضًا عناصر الفن المعماري والقطع الأثرية للمساجد وتطوُّرها عبر الأزمان، وكذلك معرض الفن المعاصر (بصر وبصيرة)، الذي سلَّط الضوء على كيفية التفكير واستيعاب الأمور من حولنا عبر تقديم 27 عملًا فنيًا من إنشاء 21 فنانًا محليًا وعالميًا. كما نظَّم المركز معرض (ثرى)، الذي يُعد الأول من نوعه في المملكة من حيث إعادة تصور الطريقة التي نعالج بها المشاكل البيئية الأكثر أهمية في العصر الحالي.

ومن بين البرامج التي أطلقها مركز (إثراء) برنامج الحلول الإبداعية، الذي انطلق تحت شعار (ابتكار محتوى رقمي فعَّال)، حيث سلَّط الضوء على التقنيات الرقمية الفاعلة التي تعزّز إنتاج المحتوى الإبداعي في المملكة، كما سعى لتوفير بيئة للمبدعين والمبتكرين في مختلف المجالات المعرفية والفنية والإبداعية، وتقديم دورات تدريبية احترافية عبر المنصات الرقمية، إلى جانب إطلاق مبادرة "الشرقية تبدع" في نسختها الثانية في 10 مجالات إبداعية متنوعة، وذلك بمشاركة أكثر من 100 جهة، و200 مشاركة إبداعية، و150 معلّم ومعلّمة؛ بهدف جعل المنطقة الشرقية الوجهة الأولى للإبداع على مستوى المملكة، حيث تمنح المبادرة فرصًا متعددة لاستكشاف الأفكار والمواهب التي تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة في حقول الفكر والثقافة والإبداع. 

وتضمنت البرامج إطلاق مبادرة (المسرح في المدارس) في نسختها الأولى بالتعاون مع إدارة تعليم المنطقة الشرقية، بهدف بناء منصة ثقافية تعزّز شغف التعلّم والابتكار، وتنمي الاهتمام بالفن المسرحي عبر تبسيط المفاهيم من خلال تصميم وتقديم دورات تدريبية للمعلمين والمعلمات. كما نظم المركز برنامج التواصل العلمي (بايكون) في نسخته الأولى بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للثابت الرياضي (باي Pi)؛ لإتاحة الفرصة للمبدعين والمهتمين بالعلوم والتقنية عبر استضافة مجموعة من المتحدثين والخبراء المحليين والعالميين.

وإلى جانب هذه الأنشطة والبرامج، نظَّم المركز مخيم الأطفال الصيفي، والاحتفالات السنوية بالأعياد الرسمية، كما احتفى باليوم الوطني السعودي عبر فعاليات ثقافية وفنية تعزز الانتماء بالهوية الوطنية.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge