إضاءة

كلندر أرامكو..متعدد النكهات

كلندر أرامكو..متعدد النكهات

بينما ينشغل العالم بإشعال الأضواء احتفالًا بولادة عام جديد، ينشغل الموظف هنا بتعليق التقويم السنوي للشركة إيذانًا ببدء صفحة جديدة من المهام الوظيفية، ولا يكاد يخلو مكتب من هذه اللوحة البارزة التي تكتظ بالمواعيد والمناسبات، فهي تختصر الوقت ساعة البحث عن موعد ما لاجتماع هنا، أو مشروع هناك، أو إجازة سنوية ينبغي التخطيط لها منذ مطلع العام.

حتى المتقاعدون من موظفي الشركة ينتظرون نسختهم من «كلندر» أرامكو، وكأنه حديقة من الذكريات والأمنيات، يطمعون بنصيبهم منها كمن يطمع في القبض على خواطر الأمس، الخواطر التي لا يكفي مد الحياة وجزرها لصرفهم عنها، فالشركة بالنسبة إليهم هي ساحلهم الذي بللهم بلذيذ الذكريات، مرها وحلوها، يوم كانوا يؤرخون حياتهم وفق تقويمها السنوي.

لا شيء استثنائي في هذا الكلندر المحروس، ليس فيه ما يميزه عن باقي التقاويم التي تعاهدت الشركات والمؤسسات طباعتها، عدا الإجازات الخاصة التي يجري توصيفها بالعطل البديلة، غير أنه بألوانه المبهجة أكثر جاذبية، وأفصح مخاطبة للحواس، به كيمياء تجعله يتسلل إلى مواقع لا صلة له بها، وكأنه خريطة الوقت الأكثرموثوقية عند الناس.

ستجده معلقًا في مجالس الفلاحين وسط مزارع القطيف، وربماعلى طاولة موظف بنك يريد التحضر جيدًا لأيام الموظفين المشهودة في العطلات البديلة، بل حتى هناك في مكاتب العقار وغيرها من المواقع، التي لا تفسير لوجوده فيها سوى الاستئناس بظل الشركة وما تعنيه من موثوقية والتزام.

ما بين أحجامه المختلفة تتناثر الحروف والعبارات، حيث قَدَر الكلندر أن يمتلئ في كل عام بتفاصيل المواعيد المهمة، فبالرغم من التطورات التقنية التي أحالت التقويم إلى إحدى ملحقات البريد الإلكتروني والهواتف المحمولة، يختار الناس الاستمرار في الكتابة على الكلندر وتدوين ملاحظاتهم ومواعيدهم، لتصبح نهاية العام خارطة ملونة بألوان المهام والإنجازات، بها من حكايا الجد والعمل، والتعب والراحة لكل موظف منهؤلاء الموظفين.

هو باختصار التقويم الذي يرسم الطريق إلى الأيام القادمة، ويجعلنا في يقظة دائمة لجريان الوقت، بعيدًا عن غواية التقنية، وقريبًا من أفق الذكريات التي تتزين بالخربشة على الكلندر، والتنقل بين التقويمين الهجري والميلادي بكثير من السلاسة، لنرى الأفق القادم بوضوح، وضوح الواجبات، ووضوح الأمنيات التي توسع من بهجة النظر إلى كلندر أرامكو.

 

ترحب القافلة الأسبوعية بمشاركة الموظفين في الكتابة لزاوية إضاءة، وذلك لتعميم الفائدة من خلال ما يطرح فيها من أفكار متنوعة تعبّر عن آراء كتّابها.
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge