الأسرة

عودة حضورية لطلبة المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال

عودة حضورية لطلبة المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال

عاد طلبة المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال، ممن هم أقل من 12 عامًا، إلى مقاعد الدراسة في المدارس الحكومية و الأهلية و العالمية، صباح يوم الأحد، مع استمرار التعليم عن بعد من خلال مختلف المنصات للطلبة الذين يتعذر حضورهم لأسباب صحية.

وتأتي هذه المبادرة التي تهدف إلى تلقي الطلبة تعليمهم كما في السابق، أي قبيل جائحة كورونا (كوفيد- 19)، تأكيدًا على استمرار تكامل الجهود بين وزارتي التعليم والصحة وهيئة الصحة العامة «وقاية»، وتطبيق البروتوكولات والإجراءات الاحترازية حتى تكون العودة آمنة.

وبالفعل، ما إن اقترب الموعد، حتى التزم تجميع مدارس المملكة للمرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال بكامل الوقاية الشاملة، وهي الآن على أتم الاستعداد لحضور الطلبة.

ومن هذا المنطلق، أجرت «القافلة الأسبوعية» مقابلة مع عدد من الموظفات والمعلمات في مدارس مختلفة، إلى جانب الوقوف على رأي الأمهات، ورؤيتهن بعودة طلبة المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال إلى المدرسة، بعد غياب امتد مايقرب من العامين.

الحد من تفشي الفيروس

تقول نوف السبيعي التي تعمل وكيلةً إدارية عن عودة طلاب وطالبات الابتدائية ورياض الأطفال: «فصل دراسي يبدأ بعودة هذه الأرواح الصغيرة إلى الفصول، ولطالما انتظرنا هذه اللحظة، وانتظرها الصغار قبل الكبار بكل ترقب وشوق، حيث إن عودتهم مطلب أسري وتربوي».

وتضيف: «وكما هو معلوم، تستعد المنشآت التعليمية في مملكتنا لاستقبال الطلبة ممن هم أقل من ١٢ عامًا في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية بخطى مدروسة وسط تدابير وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد- 19)، وذلك من أجل تحقيق عودة آمنة لمقاعد الدراسة، ولتكون سلامة الطلبة أولوية قصوى ومحور هذه الإجراءات».وكما عهدنا، ستعمل المنشآت التعليمية بوتيرة تصاعدية عالية المستوى لتجهيزالبيئة المدرسية لاستقبال الطلبة، وسط أقصى درجات السلامة من تعقيم شاملوضمان التباعد الاجتماعي الآمن في الصفوف والمرافق التعليمية كافة.

وأشارت السبيعي إلى أهمية دور أولياء الأمور في تهيئة أبنائهم نفسيًا للعودة الطبيعية إلى الدراسة، مؤكدة أنهم شريك أساس في التوعية والإرشاد بما يتعلق في هذه الثقافة، وبناء جيل واعٍ ومدرك للمسؤوليات.

ضمان سلامة الطلبة

وتشارك وكيلة المدارس الأستاذة سارة السديري، التي تنتظر عودة الطلاب والطالبات بمحبة وشوق لهم، قائلة: «ما نقدمه للحد من تفشي الفيروس بين الطلبة هو توزيعهم في الفصول بأعداد قليلة عن السابق لسلامتهم، كما عُقمت المدرسة والفصول وجميع المرافق، وحرصنا أشد الحرص على الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية بدءًا من لبس الكمامات والتباعد ووصولًا إلى منع التجمعات بأنواعها، بالإضافة إلى تجنب المصافحة وتنظيم جلوس الطالبات داخل الفصول بما يضمن مسافة التباعد الآمنة بين مقاعدهم الدراسية».

وتضيف السديري: «لقد أرسلنا رسائل للأسر وأولياء الأمور نطلب فيها تحديث حساب توكلنا لمتابعة حالة الطلبة الصحية، وشددنا على أهمية التزام الطلبة بالتدابير الوقائية بإحضارهم مقتنياتهم الخاصة لضمان عدم تبادلها مع أقرانهم، والحرص على عدم التأخر عليهم وقت الانصراف حتى لا يطول مكوثهم بالمدرسة، وذلك لسلامتهم ولضمان عدم تعرضهم لأي نوع من الإصابة».

وتقول السديري بأن هذه الخطوة تصب في مصلحة الطلبة والطالبات، إذ إن تلقي التعليم مباشرة من المعلم عند عودة المدارس سيكفل تعويضهم بجميع المهارات المفقودة خلال الجائحة.

وإلى جانب ذلك، أشارت السديري إلى أهمية التعاون بين المدرسة وأسرة الطلبة عن طريق نشر رسائل توعوية في منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدرسة تحثهم على اتباع التوجيهات والإرشادات المرسلة لهم، وإعلامهم بمتابعة الموجه الصحي المدرسي للإرشادات بمختلف أنواعها، لتفادي مخاطر انتشار الفيروس، والمتابعة المستمرة معهم فيما يخص تحديثات تطبيق توكلنا.

العودة إلى الحياة الطبيعية

وتقول نورة علي، وهي مشرفة نشاط: «المسؤولية ليست بالأمر الصعب، فدولة مثل المملكة العربية السعودية قامت بحملات أشادت بجهودها أكثر دول العالم، حيث ركزت على التوعية بأهمية تحملنا مسؤولية حياتنا في ظل هذه الجائحة، وجاهدت بكل جهودها على أن يبقى المجتمع واعيًا، والآن وبعد مضي عامين، نستطيع أن نقول بكل سعادة أننا لن نقلق كما في السابق، فجميعنا بتنا على قدر واعٍ من الثقافة وفهم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا»، وتضيف: «نتمنى من جميع الأسر عدم الخوف من عودة أطفالها إلى مدارسهم، فالجميع ملتزم بإرشادات وزارة التعليم والصحة».

وتقول نورة إن الصحة ليست في الجسد فقط، وإنما نحن بحاجة ماسة لصحة العقل وهو الأهم في بناء المستقبل، ورغم تقديرنا لنجاح التعليم عن بعد خلال العامين الماضيين، إلا أنه كان سلاحًا ذا حدين، وكان يجب على الطلاب والطالبات العودة إلى المدارس وتلقي التعليم المباشر والعودة إلى الحياة الطبيعية.

على أهبة الاستعداد

ميعاد عادل، وهي أم لطفلتين في المرحلة الابتدائية، وهما لارا وديما، تقول عن هذه العودة: «في الحقيقة أنا متحمسة جدًا لعودة ابنتيّ إلى المدرسة، فخلال فترة وجودهما في البيت، تلقتا ثقافة صحية سواء مني أو من والدهما، فصارتا لا تخرجان من البيت من دون تعقيم يديهما ولبس الكمام، لذا فأنا لا أشعر بالقلق أوالخوف من تواجدهما مع زميلاتهما في المدرسة، وأنا متأكدة أنهما ستعودان كما في السابق، حيث الدراسة والمرح وتبادل الأفكار والأحاديث مع بعضهن بعضًا».

وأشارت ميعاد إلى وجود مشكلة مقلقة في الدراسة عن بعد، حيث انعدم التفاعل إلى حد كبير بين الطالب والمعلم، كما أن بعض المعلومات تحتاج إلى إيماءات معينة من المعلم لتصل بصورة أفضل، بالإضافة إلى أن بعض الطلبة بدأوا بالشعور بالملل من الدراسة عن بعد وفقدان التركيز، مما أدى إلى ضعف التفاعل بين طرفي العملية التعليمية، لذا فإن العودة إلى المدرسة هو الحل الأمثل.

العودة حاجة ملحّة لصالح الطلاب والمجتمع

  • يتوافق قرار عودة الدراسة حضوريًا للابتدائية ورياض الأطفال مع تقريراليونسيف الذي تضمن بأن المدارس آخر ما يُغلق وأول ما يعاد فتحه خلال الجائحة.
  • شدد تقرير اليونسيف على أهمية أن يكون عام 2022 السنة التي تحظى فيها الأولوية للتعليم لصالح الأطفال وألا تُعطل الدراسة.
  • تناول تقرير اليونسيف أثر إغلاق المدارس على الأطفال نفسيًا ومعرفيًا، وأنها ستكلف الجيل الحالي التفاعلات الشخصية اليومية مع الأصدقاء، إلى جانب المهارات المطلوبة في كل مرحلة تعليمية.
  • تسبب إغلاق المدارس، وفقًا لتقرير اليونسيف، بوجود مشكلات في تعلم القراءة والحساب لدى الأطفال في العالم.
  • ألحق إغلاق المدارس خسائر كبيرة بالتعليم، حسب تقرير اليونيسيف مطالبًا بوضع برامج تتضمن حصول الطلاب الحاليين على قدر مماثل من التعليم، الذي حصلت عليه الأجيال السابقة.
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge