حوار مع كاتب

الأدب طريقٌ إلى دلالات الحياة الخفية

الأدب طريقٌ إلى دلالات الحياة الخفية

معجب الشمري، كاتب سعودي صدر له أكثر من عمل إبداعي في الأدب وتطوير الذات، منها روايتا: "تارتاروس" و"مرقص المتسولين"، وكتاب "اليأس مقبرة الإنسان".

 

• تميل أكثر إلى الكتابة الروائية للتعبير عن أفكار واقعية متنوعة، كما نقرأ في "مرقص المتسولين" على سبيل المثال. لماذا اخترت الفن الروائي تحديدًا لأداء هذه المهمة؟

الرواية تستطيع أن تصنع مساحة خاصة غير قابلة للتقييد، كما يمكن التخلُّص فيها من كون الأفكار أو القناعات أو المبادئ ملكًا للمؤلف بنسبتها إلى الشخصيات. وأعتقد أن أبرز ما يجعل الرواية ملاذًا للكتَّاب هي المساحات الشاسعة للصراعات الفكرية.

 

• وهل ترى أن بوسع الأدب أن يقدم حلولًا للمشكلات المجتمعية؟
ليس هذا دورًا رئيسًا للأدب وإنما يأتي على ذلك الشكل. الأدب طريقة عظيمة للوصول إلى دلالات الحياة الخفية، وما تجده فيه لا يمكن أن تجده في أي بقعة أخرى من العالم، لكنه يفعل ذلك بشكل هادئ تمامًا.

 

• قلت من قبل إن الكتابة هي نوع من الملاذ أو الفرار بشكل أو بآخر. ماذا كنت تقصد بذلك؟

إذا أوشك الكاتب على الهلاك فرَّ من نفسه إلى الكتابة، وإذا وصل الكاتب إلى أقصى مراحل الحياة أعاد نفسه للكتابة؛ إذا حزن أو فرح، أو ضحك أو بكى. الكاتب يؤمن أن الكتابة هي سبيله الأعظم للطواف حول الكون وقد تتشكَّل تلك الرحلة عبر نص قصير.

 

• وما مقدار تقاطع سيرتك الشخصية مع شخصياتك المتخيلة؟

ما زلت أحاول الوصول إلى شخصية يمكن من خلالها تصوّر السمة المرجوُّة سواءً للأفكار الكاملة، أو القناعات والمبادئ. لدي عمل أدبي يشابه ذلك تمامًا، لكني ما زلت أخاف على نفسي من نشره، لأني أدرك كيفية سيطرته علي. سأعلق به لو فعلت ولن أنجو، وأظنه سيكون الأخير.

 

• كيف تنظر إلى قارئك؟ هل تنشغل به وأنت تشرع في كتابة أعمالك الإبداعية لكي يصله معنى محدد أردته، أم تترك له تأويل ما يقرؤه كيفما أراد؟

أظن الكاتب يراقب ذلك مهما حاول الإنكار، فالقارئ هو الوجهة التي تعلم أنها ستحاكم ما تنتجه. لكن الفكرة أحيانًا ليست مؤهلة للشرح، وقد تجدها داخل جملة مُبهمة. كل كاتب له طريقة في ذلك، ولكني أميل إلى جعل الفكرة غير واضحة، حيث أعتقد أنه جزء من دور القارئ أيضًا أن يبحث في داخل الكاتب وأن يتورَّط، كما أن جزءًا من المهمة أن يورِّط الكاتب قارئه.

 

• لك تجربة في كتابة أعمال تُصنَف ضمن كتب "تطوير الذات"، كيف تقيم هذا التوجه؟

دائمًا ما أقول يجب أن يترك الإنسان أثره، فالحياة الحقيقية هي الأثر. نحن نكتب، وأثق بأن جميع ما نكتبه له أثر في نفس القرَّاء. لكن شريحة كبيرة من الناس تميل إلى أنواع مختلفة من الكتابة وتتعدد اهتماماتها. وقد كان هناك اهتمام بالغ وكبير بتطوير الذات خلال هذه المرحلة، فقمت بنقل تجربة حقيقية لأفكار متعددة بشخصيات وانتماءات وظروف مختلفة كذلك، لإثبات حقيقة أن الإنسان يمكن أن يصنع كل شيء دون أن يعتذر بالحجج. وصُدمت حقيقة بمدى اهتمام القرَّاء وردود الفعل على هذه التجربة التي أصفها بأنها إنسانية وعظيمة.


• ماذا عن عملك المقبل؟

سيصدر بحول الله في أكتوبر المقبل، وسيتم تدشينه في معرض الرياض الدولي للكتاب، وهو عمل مختلف عن جميع ماسبق ونشرته، حيث سيكون في هيئة تساؤلات نفسية فلسفية لآخر جنِّي يعيش على وجه الأرض قبل نهاية الكون.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge