هناك عديد من الأسباب التي تقف وراء زيادة الوزن عند الأطفال، ولعل أبرزه اتناول كميات كبيرة من الأطعمة، والإكثار من تناول الوجبات الجاهزة، والأطعمة المحتوية على كمية عالية من الكربوهيدرات، حيث إنها تتحول مباشرة إلى سكر بعد هضمها، لتتراكم على شكل دهون في الجسم. وإذا زادت الدهون المتراكمة عن الحد الطبيعي، خصوصًا حول منطقة البطن، يعاني الشخص من السُمنة، ويصعب عليه التخلص منها إذا استمر على نفس الحال.
إلى جانب ذلك، يمضي الأطفال اليوم ساعات كثيرة في لعب الألعاب الإلكترونية، التي لا تتطلب أي مجهود بدني. هذه الفترات الطويلة من الكسل البدني، وآلاف السعرات الحرارية التي تتضمنها تلك الأطعمة، تؤدي إلى ظهور كيلوغرامات زائدة لديهم، بالإضافة إلى تدهور حالتهم الصحية والنفسية.
أهمية التربية
وهناك مشكلات أخرى مرتبطة بالسمنة لدى الأطفال، فمن الشائع مثلًا أن يتعرَّض الطفل الذي يعاني من السمنة للتنمر والانتقادات والسخرية، لا سيما من الأشخاص الذين يلتقي بهم بشكل يومي في المدرسة أو الأماكن الأخرى التي يرتادها. وقد يشعره ذلك بالإحراج ويضعف ثقته بنفسه، فيقتنع بأنه «سمين»،وأن هذا واقع لا يستطيع تغييره، فيمنعه ذلك من التصرف على سجيته.
من هنا يجب التركيز على تربية الأطفال بطريقة تساعدهم في المحافظة على وزن صحي، وتشجعهم على ممارسة التمارين البدنية والهوايات الرياضية. وعلى الأهل أن يهتموا اهتمامًا بالغًا بتقديم التغذية السليمة لأطفالهم، وغرس العادات الصحية فيهم منذ الصغر، ومن ضمنها كيفية اختيار الغذاء الصحي والمفيد.
ومن الضروري أن يلعب الأبوان دور القدوة في هذا المجال، لأن الطفل يتعلق بالأكل الذي يتناوله أبواه، ويكتسب منهما كثيرًا من عادات الطعام. كما ينبغي الحرص على تناول الطفل للطعام المتنوِّع الكامل، الذي يلبي احتياجه من المُغذيات في مرحلة النمو.
وعلى الأهل توفير الغذاء الصحي الجذَّاب للطفل، مثل الطبق الملوَّن المكون من الخضراوات، والتنويع في الحصة المناسبة لهم من البروتين، والابتعاد عن الطبخ بالزيوت المهدرجة التي تزيد من التهابات الجسم، واستبدالها بدهون صحية.
عادات الطعام والحياة
ويُنصح أيضًا بمشاركة الطفل في الطبخ، فذلك يساعد على تعزيز الثقة في نفسه، ويشجعه على أن يحب ما صنعه ويتناوله. كما ينبغي الابتعاد عن المشروبات الغازية لأنها تحتوي على نسبة عالية جدًا من السكر، مما يتسبب في رفع هرمون الإنسولين.
أيضًا من المهم التقنين من أكل الوجبات الخفيفة ذات المحتوى المحتوى المرتفع من السكر، مثل الشوكولاتة والشيبسات والحلويات، ويمكن استبدالها بالفواكه لأنها تحافظ على مستوى هرمون الأنسولين.
ويُفضَّل الحد من تناول الطعام من خارج المنزل، أو تقنينه قدر المستطاع، لأن هذا الطعام في أغلب الأحيان يحتوي على مواد مصنعة قد تضر الصحة. ومن الضروري تحديد وقت معين لمشاهدة التلفاز واللعب عبر الأجهزة الذكية التي لاتتضمن الحركة، وتشجيع الأطفال على القيام بنشاط يومي، كالمشي أو لعب كرة القدم أو غيرها من النشاطات الرياضية المفضلة لدى الطفل.
وأخيرًا، على الأهل تقبل هيئة الطفل كما هي، وعدم تأنيبه وتوبيخه، بل يجب عليهم احتواؤه وتعزيز ثقته بنفسه، ومساعدته في إيجاد حلول للتمتع بحياة صحية مليئة بالإنجازات.
* رميز نصير، أخصائية تغذية.