مع تطور نمط الحياة التي نعيشها، قد ينشغل كل من الأب والأم في أعمالهما الوظيفية، مما قد يضطرهما لترك أطفالهما بمفردهم في البيت، حين يتحلون بالإدراك والنضج الكافيين لذلك. كما قد يغادر الوالدان المنزل لأسباب أخرى، كالذهاب إلى المتجر أو السوق لشراء حاجات ضرورية، أو حضور مناسبة اجتماعية لا يمكن تفويتها.
وقد يبعث هذا الأمر الوالدين على القلق والخوف، لا سيما في المرات الأولى من تركهم لأطفالهم. لكن هناك عديدًا من الاحتياطات التي يمكن من خلالها التخفيف من هذا القلق، والإسهام في حماية الأطفال حينما يكونون بمفردهم في المنزل.
وينضج الأطفال بطريقة مختلفة بعضهم عن بعض، وليس هنالك عمر محدد يكونون فيه مستعدين للمكوث وحدهم في المنزل. ولكن هناك أسئلة يمكن أن يطرحها الوالدان لتساعدهما على معرفة ما إذا كان الطفل مستعدًا لذلك أم لا.
وتنبغي الإشارة إلى أن بقاء الأطفال الناضجين لوحدهم في المنزل قد يكون تجربة إيجابية مع حسن الاستعداد لذلك، حيث قد يدفع ذلك الطفل إلى التحلي بالثقة والاعتماد على نفسه، وتعلم الطريقة الصحيحة للتعامل مع المواقف المختلفة.
إزالة المخاطر المحتملة
يتميَّز الأطفال بالفضول وحب الاستطلاع، لذا قد يعثرون على أغراض خطرة حينما يكونون بمفردهم في المنزل. لذا، يجب الحرص على أن تُحفظ مصادر الخطر في أماكن آمنة بعيدًا عن متناول أيديهم، بما في ذلك المواد الكيميائية والمنظفات والسكاكين والعدد اليدوية والشفرات الحادة والأدوية وغيرها.
التواصل المستمر
يجب على الوالدين التواصل بشكل مستمر مع أطفالهم عبر الهاتف، للاطمئنان عليهم ومعرفة ما يفعلونه. كما ينبغي تنبيه الأطفال على ضرورة إخبار أحد الوالدين إذا ما أرادوا مغادرة المنزل، مع تحديد وقت مغادرتهم وعودتهم. ويمكن للوالدين الاستعانة بالأصدقاء والجيران أو أفراد الأسرة للاطمئنان على أطفالهم، لا سيما خلال المرات الأولى التي يمكثون فيها لوحدهم في المنزل.
توفير المعلومات المهمة
على الوالدين وضع المعلومات المهمة في مكان بارز ومعلوم لدى الأطفال، قرب التلفاز أو الهاتف أو الثلاجة على سبيل المثال. وينبغي أن تشتمل المعلومات على أرقام الطوارئ المهمة، وأرقام التواصل مع الوالدين، ورقم هاتف جار أو قريب يسكن بالقرب من المنزل، أو صديق موثوق به يستطيع الوصول إلى الأطفال بسرعة عند الضرورة، إلى جانب عنوان السكن.
التدريب على الحالات الطارئة
من الضروري تدريب الأطفال على ما يجب فعله عند حدوث حالة طارئة، حيث ينبغي أن يعرفوا طريقة طلب المساعدة عبر الاتصال بخدمات الطوارئ عند الضرورة. ويمكن تدريب الأطفال من خلال محاكاة حالات الطوارئ المختلفة، حتى يشعر الأبوان بالطمأنينة لقدرة أبنائهم على التصرف بطريقة صحيحة في مثل هذه الحالات.
وينبغي أن يكون لدى الأسرة خطة توضح مسار الخروج من المنزل في حالة الحريق، بحيث يجري التدرب عليها حتى يعرفها الأطفال. كما يمكن طرح أسئلة متعلقة بالمواقف الطارئة للتأكد من فهم الأطفال لطريقة التصرف الصحيحة، من قبيل: «ما الذي ينبغي فعله إذا حاول أحدهم دخول المنزل؟»، أو «ما الذي ينبغي فعله إذا تعرضتم للأذى؟»، أو «ما الذي ينبغي فعله إذا أردتم اللعب في منزل صديق؟».
وإذا كان منزلك يقع في منطقة تواجه أحوالًا جوية صعبة، مثل العواصف الرملية، فيجب الإعداد لخطة إضافية للتعامل مع مثل هذه الأحوال. كما يُفضل أن يتعلم الأطفال كيفية القيام بالإسعافات الأولية، وأن يحصلوا على تدريب الإنعاش القلبي والرئوي إن أمكن. وينبغي أيضًا أن يعرفوا كيفية التصرف في حال سماع صوت الإنذار من أجهزة الكشف عن الدخان.
وضع قواعد واضحة
ينبغي أن يكون لدى الأطفال معرفة واضحة بكيفية التصرف خلال الوقت الذي يمكثون فيه في المنزل وحدهم؛ فيجب إطلاعهم على الأمور التي يمكنهم القيام بها، وتلك التي يجب عليهم تجنبها. ومن الأمثلة على ذلك: هل يُسمح لهم باستخدام الإنترنت إذا كانوا لوحدهم في المنزل؟ هل يستطيعون دعوة صديق إلى المنزل؟ وغير ذلك.
ويجب أن تأخذ القواعد في الاعتبار المخاطر الخاصة بالمنزل والحي. كما على الوالدين مناقشة هذه القواعد مع أطفالهم، والحرص على تمتعهم بالمهارات والنضج اللازمين للتعامل مع كافة المواقف بطريقة آمنة.
قواعد السلامة للأطفال
- يفضل منع الأطفال من الطبخ، والاقتصار على الطعام الجاهز وأجهزة التسخين سهلة الاستخدام.
- على الأطفال عدم الرد على الهاتف أو فتح الباب لأي أحد، وعلى الوالدين التواصل مع أبنائهم كل ساعتين.
- إبقاء الأبواب والنوافذ مقفلة في جميع الأوقات، مع تمكن الأطفال من قفل وفتح كافة النوافذ والأبواب في الحالات الطارئة.