لماذا يقول الأطفال الصغار "لا" لوالديهم؟

 لماذا يقول الأطفال الصغار "لا" لوالديهم؟

يعيش الأطفال في مرحلتي الحبو ورياض الأطفال في عالم يكونون هم محوره، فهم يريدون أن يفعلوا ما يريدونه وقتما يريدون. وفي الواقع، يُعد التصرف على هذا النحو ملائمًا لنمو شخصياتهم. كما أنهم يحبون أيضًا الثبات على مواقفهم، والتعرف على الأمور التي سيقومون بها.

ولذلك، فهم يقولون "لا" من أجل تفادي المجهول، على سبيل المثال: "لا أريد أن أركب الطائرة"، أو من أجل تجنب التغيير، مثلًا: "لا أريد أن أذهب إلى دار رياض جديدة". وحينما يريد الطفل أن يتجنب الفشل يقول مثلًا: "لا أريد أن أتدرب على لعب الكورة"، ومن أجل تجنب فقدان السيطرة، تقول الطفلة على سبيل المثال: "لا أريد أن ألبس هذا الفستان".

بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يشجع الوالدان دون قصد عدم التعاون لدى أطفالهم، وذلك من خلال تجاهلهم عندما يتعاونون، وتركيز الانتباه عليهم عندما لا يفعلون ذلك. وهذا ما يجعل الأطفال يدركون سريعًا أن عدم التعاون هي الطريقة الأكثر سهولة لجذب انتباه والديهم.

وأخيرًا، لا يرى الأطفال الصغار عادة الصورة الكبيرة التي يضعها الوالدان في الحسبان عندما يقومان بتقديم الأوامر، كما لا يتملكهم أي إحساس بالوقت، لذا فإنهم لا يتفهمون إلحاح الوالدين في عديد من المواقف.

أساليب خاطئة للتحفيز

من الطبيعي أن تشعر الأسر بالغضب عندما لا يتعاون أطفالها. وهذا الغضب يؤدي في كثير من الأحيان إلى التذمر، "كم مرة يجب أن أقول لك ذلك؟"، أو الوصم ببعض الصفات السيئة، "أنت كسول للغاية"، أو التوسل، "افعل ذلك من أجل أمك"، أو إلقاء اللوم، "لا تؤخرني مرة أخرى"، أو التوبيخ، "لقد خاب أملي فيك".

وعندما لا تؤتي هذه الإستراتيجيات ثمارها، قد يختار الآباء أسلوب الرشوة والإغراء، مثل: "إذا ارتديت حذاءك، فسأعطيك بعض الحلوى"، أو يلجؤون في النهاية إلى التهديد، "إذا لم ترتد حذاءك فسوف أضربك بشدة".

قد تبدو هذه الأساليب مبررة عندما يقول الوالدان إن عدم تعاون طفلهما يُعد تحديًا لهما. وقد يخشى الوالدان ألا يستمع الطفل إلى توجيهاتهما مطلقًا، أو ألا يكون قادرًا أبدًا على التعايش مع الآخرين، أو ألا يتعلم اتباع التوجيهات في المدرسة. كما قد يصدر الوالدان ردود الأفعال نفسها بشكل تلقائي عندما يشعران أنهما في مأزق أمام طفل يأبى التعاون معهما، أو عندما يعتقدان أن طفلهما يظهرهما كوالدين سيئين.

وينبع هذا التفكير الذاتي غير المنطقي من خوف الوالدين من أنهما لا يسيطران على سلوك طفلهما، فيحدِّثان أنفسهما بأنهما يجب أن يتحكما في طفلهما، وإلا ستنتج عن ذلك عواقب وخيمة!

والغضب الذي يشعر به الوالدان هنا هو علامة على أنهما في حاجة إلى تغيير حديثهما الذاتي. وقد أظهرت الأبحاث أن الحديث المنطقي لدى الوالدين يمكن أن يتغلب على ردود الأفعال غير المنطقية التي قد يُتصوَّر أنها تنفع في تقويم سلوك الطفل؛ فتفكير الوالدين بأن سلوك طفلهما هو أمر مناسب لمرحلة نموه، يتيح لهما إعادة صياغة الموقف والنظر إليه على أنه فرصة تعليم، ما يمكنهما من التعاون مع طفلهما بدلًا من معاقبته والعمل ضده.

ولن تتأتى أي نتائج إيجابية من التذمر من الطفل أو رشوته أو تهديده، لأنه قد يفعل ما طُلب منه بدافع الخوف أو الشعور بالذنب أو الخجل، لكنه لن يتعلم المهارات اللازمة لمواكبة العالم كإنسان مسؤول ومكتفٍ ذاتيًا ومراعٍ لشعور الآخرين، بل إنه سوف يتعلم العكس تمامًا، أي سيتعلم كيفية تخويف الآخرين لحملهم على فعل ما يريده.

هيَّا أمشِّط شعركِ

الأم: هيا بنا لأمشط شعركِ.
الطفلة: لا أريد أن أفعل ذلك.

نورة تبلغ من العمر خمسة أعوام، وتعاني والدتها بشكل يومي في مسألة تهذيب شعر ابنتها وتمشيطه، فكلما حاولت الأم أن تمشط شعرها، تبكي ابنتها أو تصرخ.

ماذا يجب عليك أن تفعلي:

ضعي قاعدة تنص على أن شعر طفلك يجب تصفيفه أو تمشيطه كل يوم.

خصصي وقتًا طويلًا لتمشيط شعر طفلك، حتى لا تتعجلي عند القيام بذلك.

اختاري الأمشاط والفرش التي يسهل استخدامها.

دعي طفلك يشارك في اتخاذ القرارات المتعلقة بتسريحة الشعر.

 

شارك الآخرين ألعابك

الأب: شارك أصدقاءك ألعابك.
الطفل: لا، لا أريد ذلك.

أحد أكثر الأمور إثارة للاهتمام هي الكيفية التي يتطور بها الأطفال وفقًا لجدول زمني يحدد مراحل نموهم، حيث يدرك بعضهم مفهوم المشاركة في سن الثانية، بينما قد لا يتمكن آخرون من اكتساب هذه المهارة حتى سن الرابعة أو الخامسة. اجعل هدفك تشجيع المشاركة لدى الأطفال في جميع الأعمار، وأدرك أنها مهارة يحتاج كل طفل إلى تعزيزها باستمرار.

ماذا يجب عليك أن تفعل:

ضع قواعد للمشاركة؛ على سبيل المثال، "عندما تضع اللعبة على الأرض، يمكن لأي شخص اللعب بها، ولكن حين تمسكها بيدك، فستظل معك وحدك".

عوِّد طفلك على المشاركة من خلال ضرب الأمثلة، فمثلًا قدِّم إليه حصة من طعامك، أو اسمح له أن يرتدي حذاء شقيقه. 

ابدأ برنامجًا للتوعية الأسرية من خلال مشاركة الألعاب والملابس غير المستخدمة مع الأشخاص المحتاجين.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge