الإبحار بين الكثبان في الربع الخالي..

الإبحار بين الكثبان في الربع الخالي..

بالنظر إلى شغفي بالاستكشاف، فإن فكرة خوض مغامرة في الربع الخالي لطالما كانت بمثابة تحدٍّ كبير بالنسبة لي، حتى حانت الفرصة المناسبة للقيام بذلك نهاية العام الماضي.

ألَّفنا فريقًا من ثمانية أشخاص لخوض الرحلة، وأمضينا ثلاثة أشهر في التحضير لها، حيث اجتمعنا أكثر من مرة لدراسة المخاطر المحتملة والتحديات التي قد نصادفها.

وكانت المهمات المُلقاة على عاتق كل واحد منا محدَّدة بوضوح، بما في ذلك تحديد مسار الرحلة، وإحضار مستلزمات الرعاية الطبية، وتوفير المؤن، والتجهيز للأمور اللوجستية، وأخيرًا توفير قطع الغيار التي قد نحتاجها.

صحراء شاسعة

يُعد شهر يناير الوقت الأمثل للقيام بمثل هذه الرحلة، وذلك بسبب أن الرمال تُصبح أكثر ثباتًا، كما أن الجو يكون أكثر ملاءمة.

وتتطلَّب الرحلة الحصول على ترخيص يحدِّد مسار الرحلة، كما أن من المهم التأكد من التزوُّد بكميات كافية من الوقود لقطع الصحراء من الشرق إلى أقصى الغرب. بالإضافة إلى ذلك، فإن معدات الإنقاذ لا يُستغنى عنها، خاصة من أجل سحب السيارات في حال علقت وسط الكثبان الرملية.

انطلقنا في رحلتنا في آخر يوم من شهر ديسمبر الماضي، حتى يتسنى لنا الاحتفال برأس السنة في الصحراء الشاسعة. وكان الأمر مذهلًا؛ كانت الرمال تحيط بنا على امتداد البصر، وفي المساء بدت النجوم قريبة كما لو أنه كان بإمكانك إمساكها بيدك.

وتضمَّنت رحلتنا عددًا من محطات التوقف بهدف التغذية والاستراحة، والحصول على قسط من النوم، وملء المركبات بالوقود.

مناظر ساحرة

زرنا عديدًا من المواقع الساحرة خلال رحلتنا، ومن بينها بئر الشلفا ذات المياه العذبة، وموقع نيزك الوبر، وبئر جلاب للمياه الكبريتية الحارة، كما زرنا محمية الحياة الفطرية حيث حظينا بفرصة رؤية أنواع عديدة من الحيوانات.

وإذا كنت لم تزر صحراء الربع الخالي من قبل، فستعتريك الدهشة وأنت ترى الكثبان الرملية الضخمة، التي يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 300 متر. أمَّا الليل في قلب الصحراء فكان مشهدًا ساحرًا حيث السماء الصافية، والنوم تحت رداء النجوم، في جو يأسر الألباب!

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge