عروس البحر الأحمر

جدة ...المدينة التي لا تنام

جدة ...المدينة التي لا تنام

في غرب المملكة، تقع مدينة جدة، عروس البحر الأحمر، المدينة التي لا تنام، التي تشتهر بثقافاتها المتنوعة وشواطئها البديعة، واسواقها الشعبية التي تحمل عادات أهل جدة القدامى وتراثها الجذاب وأكلاتها الشعبية الشهية.

في إجازة قصيرة أو في عطلة نهاية الاسبوع، انطلق الى شواطئ عروس البحر الاحمر، وتمتع بجمال غروب شمسها حيث تزهو الشمس بعباءتها الصفراء وتنسحب نحو البحر. وتعرف على المواقع التاريخية فيها وأسواقها الشعبية ومهرجاناتها الغنية بالثقافة والفعاليات وتسوق في أفخم وأضخم المجمعات التجارية.

إنها مدينة التناقضات، فملامح الحداثة واضحة جلية في شوارعها ومبانيها، ومن ناحية أخرى هي عتيقة وموجودة منذ القدم. يوجد فيها مبانٍ ومراكز تجارية حديثة في جانب من جوانبها، وفي الجانب الآخر توجد المدينة القديمة (البلد) بمبانيها وأسواقها القديمة، إنه مزيج رائع يجعل هذه المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر مختلفة عن جميع المدن الأخرى في المملكة.
في هذه المدينة مزيج معقد من التفاصيل الممتعة التي لا يمكن تجاهلها أو الغفلة عنها، قد تجدها على الطرقات متجسدةً في منحوتات وأعمال فنية حديثة في الهواء الطلق والتي عادةً ما تزين الميادين في الشوارع، صممها فنانون دوليون وتحولت جدة بفضلها إلى متحف مفتوح.

الكورنيش ..سحر آخر 

كورنيش جدة له سحر آخر، اترك كل همومك خلفك وسر هناك وتأمل مياهه ليلًا أو نهارًا لتستمتع بكل لحظة تقضيها هناك. يتخلل الكورنيش مساجد جميلة ذات جدران بيضاء تطل على مياه البحر، ومن أهمها وأجملها مسجد الرحمة وهو عبارة عن هيكل ذو قبة فيروزية تم بناؤه فوق سطح البحر ومرتكز على الشاطئ بواسطة ممر منخفض الجدران، ويُعرف باسم «المسجد العائم» فعند ارتفاع المد يبدو كأنه يطفو فوق أمواج البحر.

وعند غروب الشمس، تضيء نافورة الملك فهد التي تقع في قلب مياه البحر الأحمر، وهي أعلى نافورة من نوعها في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها 312 مترًا، وتعمل ثلاث مضخات كبيرة على إمدادها بالمياه، حيث تضخ 625 لترًا في الثانية، ويتم ضخها بسرعة تبلغ 375 كيلومترًا في الساعة.

كما سجلت جدة رقمًا قياسيًا آخر تفتخر به وهو سارية العَلَم في ساحة الملك عبدالله، والتي يبلغ ارتفاعها 171 مترًا فهي أطول سارية عَلَم في العالم منذ أن تم تركيبها في عام 2014م.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد كبير من الشواطئ الخاصة، التي يمكنك الاستمتاع بها من خلال الغطس والغوص ومشاهدة الشعاب المرجانية الغنية أو الاستمتاع برحلة بسيطة بالقارب في «خور أبحر» الواقع في شمال المدينة، كذلك يمكنك استئجار قارب مع طاقم الملاحة للاستمتاع بالبحر وروعته.

كذلك هناك منطقة البلدة القديمة (البلد)، التي أضافتها اليونسكو إلى قائمتها لمواقع التراث العالمي في عام 2014م، حيث أشادت بهذا الحي التاريخي باعتباره  "انعكاسًا بارزًا للتقاليد المعمارية في البحر الأحمر".

تتميز (البلد) بوجود مبانٍ بيضاء مصممة بشكل معقد تتكون من عدة طوابق عالية، مبنية باستخدام المرجان وتضم نوافذ خشبية منحوتة يدويًا وشرفات ملونة تُعرف بالرواشين، بعضها مطلي باللون الأخضر الفاتح أو الأزرق والبعض الآخر بلون الخشب الطبيعي.

تم بناء هذه المباني بين القرن السادس عشر وأوائل القرن العشرين، وقد نمت جدة خلال هذه الفترة لتتحول من مستوطنة صغيرة لصيد الأسماك إلى مدينة محصنة بالأسوار، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى موقعها الإستراتيجي الواقع على طريق التجارة في المحيط الهندي وبوابة مكة المكرمة. 

مدينة الظلال 

في جميع أنحاء البلد، تم بناء المنازل معًا بشكل وثيق، بحيث يسقط ظل كل مبنى على المبنى الذي يليه ويظلله من أشعة الشمس. وفي داخل المباني تنتشر الغرف على عدة طوابق، ففي الماضي كانت الطوابق الأرضية مخصصة للمكاتب والتجارة مع وجود أماكن للمعيشة في الطابق العلوي، ومعظم العائلات كانت تقوم بتأجير غرف للحجاج الذين في طريقهم إلى مكة المكرمة.

وعندما تتجول في الأزقة الضيقة ستشعر أنك في أحد أكثر الأحياء إثارة في المملكة، حيث تؤدي مساكن التجار إلى الأسواق القديمة والمخابز التقليدية، وتطل على تلك المباني من الخلف مئذنة الجامع الشافعي المرتفعة، وهي أقدم مئذنة في المدينة وواحدة من أهم مواقعها الإسلامية.

يوجد في البلد 600 مبنى قديم محظور هدمه. كما تم ترميم عديد من المنازل بعناية شديدة في السنوات الأخيرة، واحتشدت المساحات الشاغرة بالمقاهي الملتوية أو المعارض الفنية وورش العمل الخشبية.

بيت نصيف 

من الفناء الصغير في الطابق السفلي إلى منطقة السطح المفتوحة، تم تجديد بيت نصيف بالكامل، الذي تم بناؤه في نهاية القرن التاسع عشر، حينها كان يأوي عائلة تجارية ثرية دائمًا ما تستقبل الزوار المهمين في  جدة، السقوف فيه مرتفعة وغرف الاستقبال فخمة، وفي منتصف المنزل يوجد درج خشبي عريض يمتد على طول الطريق. كما تم بناء السلالم للخيول أو الجمال لإحضار الطعام إلى المطبخ في الطابق العلوي. وفي عام 1925م استخدم الملك عبدالعزيز منزل نصيف كسكن ملكي.

شعار جدة هو «جدة غير» بمعنى «جدة مختلفة». إنها بالتأكيد مختلفة وتستحق الزيارة.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge