ينبع مدينة ساحلية جميلة، تصبح شيئًا فشيئًا مقصدًا للسياحة، حيث ينعم زائروها بمناخها الدافئ، ويستمتعون بالسباحة والغوص في مياه البحر الأحمر. هناك، تجذب الشواطئ الرملية البيضاء وقاع البحر الغني بالمفاجآت الناسَ من جميع أنحاء البلاد.
المدينة مقسمة إلى ثلاثة أقسام، فينبع النخل كانت محطة على طريق قوافل التوابل والبخور بين اليمن ومصر ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. وينبع الصناعية هي منطقة الصناعة، التي تحتوي على مصافي ومعامل للبتروكيميائيات. أما ينبع البحر فهي مركز المدينة، وفيها توجد عديدٌ من المباني التاريخية.
بيوت الطين.. ومرافق النفط
للوصول إلى ينبع النخل، عليك أن تسافر مدة 45 دقيقة إلى الشمال الشرقي من مركز المدينة. هناك، تجد قرى قديمة يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام.
السنوسي ولورانس العرب
وعندما آلت الشمس إلى الغروب، كنا نستمتع بالمدينة القديمة في ينبع البحر، ومبانيها الأثرية المصنوعة من الحجر والطين، بجدرانها الداخلية ذات الألوان الفاتحة، والأبواب والنوافذ الزرقاء الفاتحة. احتفظت منازل هؤلاء التُجار بطابعها المعماري، حيث إنهم استخدموا في تشييدها مواد يمكن لها أن تصمد أمام الظروف المناخية الساحلية القاسية.
ويكمن العنصر الأكثر روعة في بناء هذه المباني في (الرواشن)، وهي نوافذ بارزة مؤطرة بأعمال شبكية خشبية منحوتة بإتقان، وهي مصممة لإدخال النسيم والضوء إلى المكان، وتجدها في أجمل حلة في منزل الشيخ حسن بابطين، الذي بُنيَ عام 1921م.
جوَّلنا في الأزقة، وانتهى بنا المطاف أمام منزل حجازي تقليدي عاش فيه توماس إدوارد لورانس، المعروف بلورانس العرب، بين عامي 1915م و 1916م. وقد تم ترميم المنزل الآن وتحويله إلى متحف. لورنس اكتسب شهرته بعد تأليفه لكتابه (أعمدة الحكمة السبعة) عام 1922م، الذي أُنتج بناء عليه فِلم "لورنس العرب" في عام 1962م.
كان الظلام قد أرخى سدوله عندما مررنا بمسجد السنوسي المُضاء، الذي بناه محمد علي السنوسي عام 1838م، واستُخدم كمدرسة دينية. وكثيرًا ما كان إمام المسجد عالمًا من ينبع يعقد دروسه اليومية المجانية للطلاب الباحثين عن العلم.