أرامكو السعودية... أرباح قياسية، وموثوقية عالمية

أرامكو السعودية... أرباح قياسية، وموثوقية عالمية

نجحت أرامكو السعودية في تحقيق أداءٍ ماليٍ قياسيٍ، ومؤشرات ماليةٍ وتشغيليةٍ إيجابيةٍ شاملةٍ، في العام ٢٠٢٢، حيث شكلت أرباحها الأكبر على الإطلاق مقارنة مع شركات النفط الغربية، وما يعادل ثلاثة أضعاف الأرباح التي حققتها إكسون موبيل في العام نفسه، ما يعكس قوة الشركة وقدرتها على تحقيق نمو استثنائي، مدعومٍ بموثوقيةٍ عاليةٍ حتى في الأزمات العالمية. 

ويؤكد ارتفاع صافي الدخل بنسبة ٥٤٦٪ على أساس سنوي إلى ٦٠٤ مليار ريال سعودي وارتفاع التدفقات النقدية الحرة إلى ٥٥٧ مليار ريال سعودي كفاءة أداء الشركة، وقوتها المالية، وتحولًا لافتًا في الدخل. وإن ربطه المحللون بارتفاع أسعار النفط، وزيادة الإنتاج، وهو أمر صحيح، إلا أن من المهم التوسع في الرؤية التحليلية لتشمل القدرات التشغيلية، والسياسات التي تعتمدها الشركة لضمان جاهزيتها المعينة على التكيف مع متغيرات السوق، ونمو الطلب، والقدرة على تلبيته في وقته، اعتمادًا على القدرات الموثوقة، والجاهزية، وكفاءة التشغيل.  

وتشير البيانات المالية إلى ارتفاع النفقات الرأسمالية بنسبة ١٨٪ على أساس سنوي وهو ما يوضح جانبًا مهمًا من أعمال الشركة المستدامة، الضامنة لتوفير طاقة إنتاجية متوافقة مع متطلبات السوق الحالية والمستقبلية، والمحققة لجانب مهم من أمن الطاقة. كما أن ضخ ما يقرب من ٢١٤١ مليار ريال على المشروعات الرأسمالية، وهو أكبر برنامج إنفاق استثماري في تاريخ الشركة، بالرغم من ضبابية المواقف الدولية تجاه الطاقة الأحفورية والتجاذبات البيئية والتشريعية التي يمكن تصنيفها ضمن الإجراءات التحيزية ضد النفط؛ يعكس رؤية الشركة الإستراتيجية، وحرصها على تكريس موثوقيتها، وتعزيز جاهزيتها، وقدرتها على مواجهة متغيرات الطلب وبما يضمن توفير طاقة موثوقة ومعززة لاستقرار الأسواق العالمية الأكثر حساسية لانخفاض الإمدادات.

إن اعتماد إستراتيجية طويلة المدى تعتمد في مدخلاتها البيانات الدقيقة لمستقبل الطاقة، وترجح في الوقت عينه، الرؤية العلمية على شعارات وأمنيات مناوِئِي النفط، تعزز من ربحية الشركة، وموثوقيتها، وقدرتها على استثمار المتغيرات العالمية لمصلحة مساهميها، كما أنها تساهم بشكل مباشر في تحقيق أمن الطاقة العالمي، من خلال قدراتها الإنتاجية الاستثنائية، وضمان الإمدادات. 

ولا شك أن أمن الطاقة هو جزء لا يتجزأ من إستراتيجية أرامكو السعودية، المرتبطة بالسياسة النفطية السعودية، والتي تراعي مصالح المنتجين والمستهلكين في آن، وتنظر برؤية بانورامية للاقتصاد العالمي، وانعكاس قطاع الطاقة على النمو بشكل عام. كما تهتم الشركة بتكريس التزامها البيئي، وخفض الانبعاثات الكربونية من خلال استثمارها في تقنيات جديدة تحقق مستويات أدنى من الانبعاثات، وبما يتوافق مع المتطلبات البيئية الدولية. 

وسيظل النفط والغاز مصدرين رئيسين للطاقة، بل من المتوقع تنامي أهميتهما العالمية مع زيادة الطلب العالمي، ومحدودية مصادر الطاقة الأخرى. وستظل أرامكو السعودية المصدر الموثوق لعملائها، وحملة أسهمها، والمعززة لاستقرار الأسواق وإمدادات الطاقة العالمية.

 
فضل البوعينين، كاتب ومحلل اقتصادي سعودي.
زاوية إطلالة مخصصة لنشر مقالات الكتّاب من خارج أرامكو السعودية.
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge