إضـــاءة

لا تكن فريسة للمعلنين!

لا تكن فريسة للمعلنين!

جاء في وسائل الإعلام، مؤخرًا، أن الهيئة الناظمة لقطاع الإعلام في بريطانيا قد منعت بثّ إعلان لمسحوق غسيل، بعد ادعاء المعلن أنه المنتج «الأكثر احترامًا للكوكب»، وهو أمر ينطوي على تضليل كبير. وخلصت الهيئة في قرارها إلى أن هذا الادعاء غير واضح، وأن الإعلان «قد يكون مخادعًا»، خصوصًا أنه لا يُظهر أن دورة الحياة الكاملة للمنتج ذات أثر بيئي واضح مقارنةً بالتركيبة السابقة، وأكدت الهيئة البريطانية أن الإعلان لن يصل الجمهور مجددًا بصيغته الحالية.

بمجرد قراءتي لهذا الخبر، شعرتُ بكثير من الأسى لكثرة الإعلانات «المضللة» التي يطرحها مشاهيرنا في مختلف برامج التواصل الاجتماعي، وهو ما يستدعي تقنين مثل هذه الإعلانات. وهو ما حدث لحسن الحظ، حيث أقر مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع استحداث ترخيص يُمنح للأفراد، لتقديم المحتوى الإعلاني عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك إسهامًا في تنظيم قطاع الإعلانات والمحتوى الرقمي في المملكة.

قوبل هذا الخبر بترحيب كبير من عامة الناس، خاصة من تضرروا منهم من تلك الإعلانات المضللة، وتصاعدت نبرة الأصوات المنادية بوجوب الحذر من إعلانات المشاهير، التي يروجون لها مع افتقارها شبه التام للمصداقية وجنوحها لإيقاع المتابعين في شِراكها.

ولا شك أنه لأمر مؤسف حقًّا أن يجد المحتوى الرقمي المعتمد على الإعلانات الزائفة رواجًا لدى هذا العدد الكبير من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، علمًا أن المشاهير، كما بات معروفًا، يحصلون على قيمة الإعلان بحسب عدد متابعيهم، فكلما كثر عدد المتابعين كلما زاد سعر الإعلان، ولا يهم الشهير أو الشهيرة، في هذه الحالة، إن كان الإعلان حقيقيًّا وصادقًا أم زائفًا ومضللًا، كما حدث مع مسحوق الغسيل في بريطانيا!

أعترف أنني واحدة من بين كثيرات وكثيرين غيري، ممن وقعوا ضحية لإعلانات المشاهير، التي تستغل اهتمام وحرص كثير من الناس على الحصول على منتجات مميزة وبأسعار معقولة؛ فإذا كانت العطور تستهويك على سبيل المثال، وشاهدت إعلانًا يظهر فيه أحد المشاهير وهو يمسك بقارورة عطر يرش منها بسخاء على ثوبه أو قميصه من جهة، ويرش من يتابعه بشتى ضروب القسم والحلفان وأعظم الأيمان من جهة أخرى، مرددًا أن هذا العطر ليس له مثيل، فلا بد أن متابعي المُعلن سيتوقفون أمام هذا الإعلان المثير، والأرجح أن كثيرين منهم سيقعون في حبائله ويقدمون على شراء المنتج الذي لم يختبروا جودته بأنفسهم.

القرارات الرسمية على أهميتها غير كافية، فلا بد أن يكون المستهلك أكثر وعيًا وأكثر حذرًا لكي لا يكون فريسة سهلة وضحية مضمونة ولقمة سائغة لإعلانات يتكسب منها المشاهير الباحثين عن الثراء السريع ممن يفرغون جيوب الناس من الأموال لتكتنز بها حساباتهم البنكية

ترحب القافلة الأسبوعية بمشاركة الموظفين في الكتابة لزاوية إضاءة، وذلك لتعميم الفائدة من خلال ما يطرح فيها من أفكار متنوعة تعبّر عن آراء كتّابها. cw@exchange.aramco.com.sa
 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge