إضاءة

القصيبيُّ.. الأمور بخواتيمها!

القصيبيُّ.. الأمور بخواتيمها!

كثيرًا ما نرى قادة ناجحين ونتساءل: هل يشترك هؤلاء القادة بخصائص معينة؟ ما هي سماتهم المميِّزة؟ وكيف أصبحوا ما هم عليه الآن؟ وهل القادة يولدون أم يصنعون؟

مما لا شك فيه أن القادة الناجحين يشتركون بسمات معينة وعادات توالدت لديهم مع مرور الوقت. فعلى سبيل المثال، القيادي الراحل غازي القصيبي، عندما كانت توكل إليه أي مهمة عمل جديدة، كان يقرأ ويدرس ويحضر للعمل الجديد كما يحضّر طلبة الدكتوراه للامتحان الشامل، وذلك لتوسعة مداركه وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات الصحيحة، وهذه من سمات القادة الناجحين.

لذا فإن العادات الصغيرة تولّد أهدافًا تصبح مع مرور الوقت سلوكيات. ولكن، إذا نظرنا إلى أي اثنين من القادة الناجحين، فمن المحتمل أن يتشاركا في بعض السمات، ولكن أيضًا مع وجود سمات أخرى تختلف عند  كلٍّ منهما. فكل فرد لديه مجموعة فريدة من الصفات والخصائص ونقاط القوة لتحقيق دور قيادي فاعل.

بالتالي، فقد قام عديد من الباحثين بفحص سلوك القادة لتحديد السمات السلوكية التي تشكل أسلوب القيادة وكيف ترتبط سلوكيات معينة بالقيادة الفاعلة. وبناء على نظرية السمات التي أجراها بروفيسور علم النفس، رالف ستوجدلي، اكتشف أنه من أشهر الخصائص والسمات التي يتميز بها القائد الناجح هي الذكاء العام، وحب المبادرة، ومهارات التعامل مع الآخرين، والثقة بالنفس، والسعي لتحقيق المسؤولية والنزاهة. 

ومع ذلك، أشار، إلى أن أهمية وقيمة سمة معينة كانت في الغالب مرتبطة بـموقف وتختلف باختلاف الوضع. على سبيل المثال، قد تسهم المبادرة في نجاح القائد في ريادة الأعمال لكنها قد لا تكون ذات فائدة لقائد في منظومة بيروقراطية مستقرة. وبالتالي، فإن امتلاك خصائص شخصية معينة لا يضمن النجاح.

أما فيما يخص السؤال الأزلي حول ما إن كان القادة يولدون أم يصنعون، فقد تضاربت الدراسات التي أجريت بين نظرية الرجل العظيم التي تنص بأن القادة يولدون والنظريات الحديثة التي تؤمن بأن القادة يصنعون، ولكن تشير البحوث بأن سمات القيادة تنقسم إلى ثلثٍ مولود به وثلثين يكتسبهما الإنسان. 

من وجهة نظري الخاصة، أؤمن بأن هناك قادة قد رزقهم الله الفطرة وحباهم بها، وهناك قادة تعلموا وصنعوا من أنفسهم قادة ناجحين. وبطبيعة الحال، إذا لم يعمل القائد على تطوير مهاراته وتنمية خبراته لبناء عادات فاعلة، فلن يتمكن من تحقيق أهدافه وتعزيز دور القيادة لديه؛ فبحسب ما ذكر الكاتب مالكوم جلادويل في كتابه «الاستثنائيون»، من أجل أن تتقن أي مهارة يجب عليك ممارستها في مدة حوالي 10٫000 ساعة، وهذا هو مفتاح النجاح.

لذلك، إذا لم يعمل القائد على تنمية ذاته، فلن يتمكن من إثبات نفسه. أيضًا، هناك عامل مهم لبزوغ بعض القادة عن غيرهم ألا وهو «التوقيت»؛ فوجودهم في المكان المناسب والوقت المناسب يؤهلهم لفرص كثيرة.

في الختام، أستشهد بمقولة القصيبي كقائد إداري محنك، عندما قال: «لا يهم أن يولد الإنسان إداريًا، أو يكتسب المقدرة الإدارية من التجربة، فما يعنينا هو النتيجة النهائية».

 

ترحب القافلة الأسبوعية بمشاركة الموظفين في الكتابة لزاوية إضاءة، وذلك لتعميم الفائدة من خلال ما يطرح فيها من أفكار متنوعة عبر آراء كتّابها.
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge