فخر إدارة المشاريع البحرية في أرامكو السعودية

مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية يخدم حركة الملاحة العالمية

مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية يخدم حركة الملاحة العالمية
للبحر النصيب الأكبر من تراث الخليج العربي الإنساني والصناعي على حدّ سواء، فعلى شواطئه قامت حواضر ومدن عريقة منذ كان الخليجيون العرب بحّارة وغواصين يصيدون الأسماك ويستخرجون اللؤلؤ. ثم نُصبت على شطآنه وفوق مياهه المنشآت النفطية لتصدير الطاقة إلى أصقاع الأرض منذ ما يزيد عن الـ 90 عامًا.
 جاءت رؤية المملكة 2030 لاستثمار مكامن قوّة المملكة من الشواطئ الممتدة والحركة البحرية النشطة وعزيمة أبنائها لتضيف إلى هذه الصناعة إضافة نوعية لرفد قطاع المنشآت البحرية. 

كان إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية ضرورة ملحّة لرفد هذه الحركة البحرية الهائلة على مياه الخليج العربي والبحر الأحمر، وخصوصًا أن المملكة تتمتع بموقع إستراتيجي مميّز، وقوة استثمارية رائدة، وتشغل مياهها 6% من الحركة البحرية العالمية.
 

أشرفت إدارة المشاريع في أرامكو السعودية على بناء مشروع مجمّع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية الذي يعد تحدّيًا كبيرًا للمهندسين في الشركة كونه مختلفًا عن خبرات الشركة الكبيرة في الزيت والغاز. كما يُعدُّ المجمع خطوة على الطريق الصحيحة في رفد صناعة الزيت والغاز، وإضافة قيمة لهذه الصناعة الإستراتيجية للمملكة. 

ومن الجدير بالذكر أن الشركات المشغلة لهذا المجمع متعددة النشاطات، لذلك كان تحديًا آخر أن تؤهل البنى التحتية للمشروع حسب احتياجات ومتطلبات كل شركة بشكل منفرد. 

- يغطي نطاق عمل التجريف واستصلاح التربة وبناء الأرصفة البحرية مساحة 11.25  مليون متر مربع
- تم تجريف واستصلاح أرض المشروع بحجم 35 مليون متر مكعب
- تم تأهيل وتحسين خواص التربة بمساحة بلغت 7.4 مليون متر مربع
- بناء مصدّات صخرية وخرسانية بطول 12 كم
- استخدام 6 مليون طن من الصخور المختلفة
- إنشاء قناة بحرية بطول 23 كيلومتر وعرض 330 متر، وعمق 11 متر
- استخدمت في بناء هذا الرصيف 15,773 كتلة خرسانية تزن الواحدة منها 70 طنًا

 

 
الرئيس التنفيذي للشركة العالمية للصناعات البحرية، الأستاذ عبدالله الأحمري، قال: "إن الشركة العالمية للصناعات البحرية، وهي مشروع مشترك لأرامكو السعودية جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة لبناء مركز لوجستي إقليمي يعزز مكانتها كبوابة استراتيجية لثلاث قارات. وتطمح الشركة إلى تحقيق الريادة العالمية من خلال تقديم المنتجات المتطورة والحلول المبتكرة لشركات صناعة السفن ومنصات الحفر. ويعد تطوير الشركة العالمية للصناعات البحرية كمنشأة بحرية متقدمة أمرًا ضروريًا لتحقيق أهداف برنامج تطوير الصناعات الوطنية". وأضاف: "ولكونها مشروع دعم رئيس للمجمع، تُعدُّ الشركة العالمية للصناعات البحرية عاملًا محفزًا للنمو الاقتصادي ولدعم أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال تأسيس صناعة لوجستية جديدة، كما تُعدّ أيضًا أكبر حوض بحري متكامل الخدمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع مخطط طموح لتحقيق التوسّع على الصعيد العالمي. كما توفر الشركة خدمات بحرية متقدمة ومستدامة ترسم مستقبل الصناعة البحرية، وتقدم الشركة خدمات بناء وصيانة السفن التجارية".

خبرة نوعية للمهندسين الشباب

وأثنى نائب الرئيس لإدارة المشاريع البحرية والمباني والبنية الأساس، الأستاذ مراد السيد، على الكوادر الشابة السعودية من المهندسين الذين عملوا بجهد وتصميم منقطعيّ النظير أثناء مراحل المشروع. وقال: "اكتسب مهندسو أرامكو السعودية خبرات هائلة في هذا المشروع الضخم، وسيكونون مؤهلين لأي أعمال مشابهة في المستقبل، وخصوصًا أن خبرات أرامكو السعودية والمشاريع أغلبها في مجال النفط والغاز، بينما يُعدّ هذا المشروع فريدًا وخبرة جديدة واسعة لهم". وأكّد السيد أن التحدّي الأكبر لم يكن في ضخامة المشروع فحسب، بل في شموليته لتنوع أعمال الشركات التي اتحدّت لتشغيل المشروع، ولذلك كانت إدارة المشاريع تتعامل مع متطلبات البنية التحتية لكل شركة بشكل منفصل، فمنها شركات مختصة بالمحركات، ومنها شركات مختصة في صناعة السفن، وأخرى في صناعة المنصات البحرية، لذلك كان المجمع فكرة شاملة عملاقة، وكان على فريق إدارة المشاريع أن يتعامل مع احتياجات ومتطلبات كل شركة". وفيما يتعلق باهتمام أرامكو السعودية في البيئة والسلامة في جميع أعمالها، أضاف السيد قائلًا: "تضع إدارة المشاريع البحرية الاهتمام بالشأن البيئي في كل خطوة تخطوها متماشيًا مع اهتمام الشركة الحثيث فيها، ولذلك، حصل المشروع على جائزة مبادرة السعودية الخضراء 2023 وذلك لتخفيض البصمة الكربونية، واستخدام «البوزلان» في تركيب الخلطة الاسمنتية الصديقة للبيئة".

وأوضح السيّد أن هذا المشروع هو واحد من أوائل المشاريع  التي بدأ فيها استخدام مركز تحكم ومراقبة للسلامة والأمن في المشاريع المستقلة، وأصبح هذا الأمر متطلبًا في المشاريع التي تبعته، مؤكّدًا على أن حركة السفن في الخليج العربي والبحر الأحمر تُشكّل ما مجموعه 6% من الحركة البحرية العالمية، وخصوصًا نشاطات أرامكو السعودية، لذلك كان اختيار موقع رأس الخير لقربه من أعمال الشركة والمنصات البحرية، كما سيخدم المشروع دول الإقليم مثل قطر والبحرين والكويت والعراق، وأي مشغل موجود في الخليج يستطيع الاستفادة من المجمع في موقعة الحالي. 

 

تحدّيات ونجاحات كبيرة 

وفي حديث لمدير إدارة مشروع مجمّع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، الأستاذ ناصر البيشي، قال إنّ إدارة المشاريع في أرامكو السعودية قامت بالتخطيط لتنفيذ المشروع، وقسّمته إلى مراحل رئيسة، تبدأ بالأعمال التأهيلية لموقع المشروع من تجريف واستصلاح الموقع برّا وبحرًا، وبقية المراحل من تصميم وتوريد وإنشاء المرافق الإنتاجية والخدمات المساندة، وكذلك المرافق السكنية والمكاتب الإدارية. بالإضافة إلى بعض الأعمال الأولية من مكاتب وسكن وشبكة طرق نفذت ضمن المراحل الأولية لتجهيزات الموقع لتنفيذها ضمن الجدول الزمني ومراعاتها لأعلى معايير السلامة والبيئة والجودة. مضيفًا: «إن إرساء عطاءات المشروع كانت ضمن ثلاث حزم كبيرة هي الحفر والردم لخلق مساحة يابسة كافية، والمناطق المكتبية والسكن، والمناطق الإنتاجية. وينقسم المشروع إلى خمس مناطق إنتاج: منطقتين لصناعة المنصات والحفارات البحرية، ومنطقة لصناعة السفن، ومنطقتين لصيانة السفن والمنصات والحفارات البحرية.»

 

تحدّيات من واقع العمل

وعن التحدّيات التي واجهت المشروع؛ قال البيشي: "كان علينا نقل وتأمين 6 مليون طن من الصخور المطابقة للمواصفات والمقاييس المطلوبة التي تبعد آلاف الكيلومترات، لذلك سُيّرت 120,000 رحلة برية وبحرية إلى مناطق مختلفة لتأمين ذلك". وأضاف قائلًا: "لتأمين 3 مليون متر مكعب من الخرسانة للمشروع، شجّع فريق المشروع الشركات على إنشاء مصانعها بالموقع وإمداد الكميات اللازمة من الخرسانة الجاهزة". وسيشمل مجمع الملك سلمان ثلاثة أحواض جافة مساحتها توازي مساحة 14 ملعب كرة قدم، ولإنشاء هذه الأحواض الضخمة يجب تجفيف مياه البحر بمعدل 4.000.000 متر مكعب في عمل يتواصل على مدار الساعة.

 
من جانب آخر؛ قال أحمد الغبيني، الذي يعمل ممثلًا أعلى للجهة المالكة لمجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية. "ترأست اللجنة التي تتكون من ممثلين من إدارات عدة في أرامكو السعودية والشركات المشغلة للموافقة وتسليم المرافق للشركات المشغلة للمجمع. وقد اكتمل عدد من المرافق في المجمع وتسلمتها الشركة العالمية للصناعات البحرية لتبدأ بأعمال التصنيع في المجمع الذي سيخلق فرص عمل جديدة، إضافة إلى الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي".

تجارب ثريّة للمهندسين الشباب

وأشرف مهندس المشاريع الأعلى، أحمد العراضي، على تطوير البنية التحتية لإحدى مناطق الإنتاج في المجمع، الذي يتكون من شبكات ضخمة تحت الأرض مثل مرافق المياه والهواء والغازات الصناعية، وذلك لتوفير الخدمات اللازمة للإنتاج. وقال العراضي في هذا الصدد: "مع كل التحديات التي واجهت سنوات المشروع وخصوصًا فترة الجائحة، استطعنا كفريق إكمال هذه الأعمال في فترة زمنية قياسية، وتمكنا أيضًا مع التخطيط الجيد إنجاز أكثر من 250 كيلومتر من الأنابيب المعدنية وغير المعدنية في أقل من عام".
 
وشارك مهندس المشاريع الأعلى، هيثم السراج، في تنفيذ أعمال المشروع التي تضمنت تحديات هندسية كبيرة، تعامل معها الفريق وفق خطة عمل محكمة ومهنية عالية. وقال السرّاج: "شُيّد سد مؤقت بعمق 14 متر لعزل مياه البحر وتهيئة موقع الأحواض الجافة للأعمال الإنشائية، ونُزحت المياه داخل الأحواض بمعدل يصل إلى 4 مليون متر مكعب على مدار 24 ساعة يوميًا، لقد كان عملًا هائلًا".كما شُيّدت مناطق تشغيلية تشمل مصانع لبناء أجزاء السفن وتزويدها بعدد كبير من الرافعات لتسهيل وتسريع الإنتاج. جديرٌ بالذكر أن جميع المناطق التشغيلية وغير التشغيلية في المشروع مرتبطة بشبكة كبيرة من الخدمات الأرضية من مياه وكهرباء وتصريف وجميع أعمال البنى التحتية.
 
وأشرف مهندس المشاريع الأعلى، بدر العتيبي، على التصاميم الهندسية الميكانيكية للمشروع. وحول ذلك قال: "خلال جائحة كورونا، استطاع فريق العمل إكمال وإنهاء التصاميم عبر التواصل عن بعد مع المختصين والمكاتب الهندسية خارج المملكة، وهذا تطلب الكثير من الجهد في التنسيق والتركيز حتى الانتهاء من المهمة على أكمل وجه".
 

إحدى أكبر الرافعات في العالم

أشرف الموظف محمد التريكي على سلاسل إمداد المواد بالإضافة إلى الإشراف على توريد وتركيب المعدات الثقيلة عالية الدقة، ومن أكبر التحديات التي واجهها المشروع هو المحافظة على سلاسل الإمداد في ظل التقلبات الحادة في الأسواق خلال السنوات القليلة الماضية، والأخذ بالاعتبار رفع نسبة المحتوى المحلي. وفي هذا الإطار أكد التريكي قائلًا: «كم كانت رائعة لحظة وصول مجموعة من أكبر الرافعات في العالم لموقع المشروع والتي تمتلك إحداهن قدرة رفع تصل إلى 1600 طن، ومع وجود ثلاث رافعات أخرى قدرة كلّ منها 500 طن، لتعطي هذا المجمع العملاق قدرة رفع مجتمعة تصل إلى 3000 طن.»
 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge