قال أحد كبار التنفيذيين في أرامكو خلال أحد المؤتمرات الكبرى حول المناخ، إن استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه «تقنية فريدة» يمكن أن تلعب دورًا مساعدًا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا. وجاءت تعليقات الأستاذ فهد الضبيب، النائب الأعلى للرئيس للإستراتيجية وتحليل الأسواق، أثناء حلقة نقاش تحت عنوان «إطلاق إمكانية استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه»، في مؤتمر أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وانضم إليه كلٌّ من الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي لاستخلاص الكربون وتخزينه، جاريد دانيالز، والنائب الأعلى للرئيس لمناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة ليندي، أوليفر فان.
دور استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه
قال الضبيب في معرض حديثه عن الدور المحتمل لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه: «نرى الآن، وأكثر من أيّ وقت مضى، العديد من المسارات المحتملة نحو مستقبل مستدام.» وأوضح أن استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه هو تقنية يمكن استخدامها فيما تتواصل جهودنا لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في مزيج الطاقة، ودعمًا للاقتصاد القائم على تدوير الكربون.
وتساعد هذه التقنية في إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. ويمكن أن تُسهم في خفض الانبعاثات من القطاعات التي يصعب تخفيف الانبعاثات فيها، وذلك لتحقيق تحوّل ناجح في قطاع الطاقة، وإحراز تقدم في الطموحات المتعلقة بالتخلص من الكربون. ونظرًا للخبرة الواسعة التي تتمتع بها أرامكو في استخلاص الغاز وإدارة خطوط الأنابيب وما في باطن الأرض، يمكن القول بأن الشركة في وضع جيد يؤهلها للاستفادة من هذه الخبرة في مشاريع استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه.
وأشار الضبيب إلى أن استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه لا يزال في حاجة إلى المزيد من الاستثمارات العالمية حتى يتسنّى له أن يلعب دورًا أساسيًا في الحل المناخي، مبينًا أن هذه التقنية مكلفة نظرًا للتكاليف المرتبطة ببنيتها التحتية وأعمال تشغيلها.
وأضاف أنه يجب وضع قابلية التطوير في الاعتبار عند تصميم بنية تحتية قوية لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه بحيث تشتمل على خطوط أنابيب، ومرافق ضغط، وشبكات نقل من أجل النمو المستقبلي.
مركز الجبيل
في نوفمبر 2022م، أبرمت أرامكو اتفاقية تطوير مشتركة مع شركتي «شلمبرجير» و»ليندي»، وذلك لإنشاء مركز لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه في منطقة الجبيل الصناعية بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. وسيكون هذا المشروع واحدًا من أكبر مراكز استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه على مستوى العالم. ويهدف إلى استخلاص ما يصل إلى 9 ملايين طن متري في السنة من ثاني أكسيد الكربون بدءًا من عام 2027م، مما يُسهم في تحقيق هدف المملكة المتمثل في استخلاص 44 مليون طن متري في السنة بحلول عام 2035م.
ويُعد مركز الجبيل المرحلة الأولى فقط ضمن خطة أرامكو الطموحة لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، والتي تهدف إلى تمكين العديد من المشاريع المختلفة من الإسهام في استخلاص ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035م. وتتعاون أرامكو مع شركة سيمنز إنرجي لتطوير مشروع لاستخلاص الكربون من الهواء مباشرة في الظهران، على سبيل المثال، وذلك بغرض تمهيد الطريق لإنشاء محطة تجريبية أكبر حجمًا. ويرى الضبيب أن «هذه لحظة فارقة ليس في القطاع فحسب، بل في المملكة والمنطقة بأسرها.»
التعاون
ومن أجل الاستمرار في دفع عجلة التقدم التقني، وخفض تكاليفه في نفس الوقت، دعا الضبيب إلى التعاون بشكل أكبر، قائلًا: «في بدايات أيّ قطاع، تحتاج إلى تواجد الجميع حول مائدة الحوار لمناقشة جهودهم ومشاركتها. وتظل وزارة الطاقة هي المحفز لذلك سواءً لمناقشة استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه في المملكة أو الطموح المرتبط بذلك.» وأضاف الضبيب أن أرامكو شريك أساس في دعم هذا الطموح، مشيرًا إلى أن نظام الطاقة معقد وكبير الحجم، ولا بد من التعاون، ما يعني أنه يتعيّن على الخبراء الإستراتيجيين أن يكونوا مُتفَتحين لضمان استخدام رأس المال بشكل فعّال.
واختتم الضبيب حلقة النقاش، قائلًا إنه كان مؤمنًا بشدّة باستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وقد ناشد صنّاع السياسات والجهات التنظيمية والمؤسسات المالية حول العالم لتقديم حوافز مالية إلى العملاء المحتملين، وذلك للمساعدة في خفض التكلفة، وتمكين التقنية من الازدهار.
