إطلالة

لكي يكون العود.. أحمد

لكي يكون العود.. أحمد

تعود الحياة المنتظمة في أكثر الأسر بعودة الدراسة من جديد، بعد شتات إجازة امتدت شهرين متتابعين، تفرقت في دروبها رغبات أفراد الأسرة، وربما فقد بعضُهم بعضًا وهم بين جدران بيت واحد.

ومن أجل الأولاد تعيد الأسرة برمجة يومها من جديد من أول يوم دراسي؛ بما يحقق أكبر قدر من استثمار الوقت في مصلحتهم، وهكذا يجب أن تفعل، على أن تكون العودة مدروسة وواعية.

فيجب أن يكون التخطيط لليوم الدراسي وإجازة نهاية الأسبوع في وقت واحد؛ للمواءمة بين غلبة الجدية على الأول وغلبة الترفيه على الثاني، فيتقبل الأولاد ذلك. وأن يكون مشتركًا نابعًا من اهتمامات الأولاد، وخبرات الآباء والأمهات، ولندربهم على التخطيط الجيد للوقت، وليتحفزوا للتنفيذ؛ لأنهم شاركوا ووضعوا الخطة.

ومن الخلل في بناء شخصيات أولادنا أن نظن أن الدراسة هي جسرهم الوحيد نحو النجاح في المستقبل، بينما أثبتت الدراسات والواقع بأن المهارات قسيمة المعلومات، وأن التدريب قسيم التعليم، وأن الخبرات لا توجد في الكتب بل في معترك الحياة، وبناء العلاقات التي توصلت بعض الدراسات إلى أنها تمثل أكثر من 80% من التأثير في تصدير الناجح في مجتمعه الدراسي، والوظيفي، والعام، ولذلك فيجب أن يكون للقراءة الحرة نصيب من أوقات أولادنا إلى جوار الكتاب المدرسي، وأن يكون لحلق القرآن الكريم، وبرامج غرس القيم، ولقاعات التدريب على المهارات، ولصالات الرياضة، ولمراكز تعليم اللغات، ونحو ذلك وجود محدد ومُزمَّن في تلك الخطة الطموح.

 إضافة إلى ذلك، من حق الأطفال علينا أن يبكروا في نومهم، ولسنا في حاجة لنثبت أضرار السهر، وفوائد التبكير. ولكني هنا أؤكد بأن الطفل الذي ينام مبكرًا ويصحو لصلاة الفجر؛ ليبدأ يومه بكل نشاط وحيوية وصحة، ويؤدي جميع أدواره في توازن تام، هو الطفل السعيد، الذي أخذ كفايته من النوم في وقت النوم، وأقبل على الحياة بروح متجددة، ونفس متفتحة.

ولذلك من الضروري جدًا أن نقدم مجموعة من التوصيات قبل دخول المدرسة، والأفضل أن تكون بطريقة الأسئلة أكثر من الطريقة المباشرة، ومن ذلك: ما صفات الأصدقاء الذين يستحقون صحبتك؟ كيف تُشعر المعلم بحرصك على التعلم والمشاركة اليومية؟ ما موقفك من السلوك السئ الذي قد تراه من طالب آخر؟ ما النشاط المدرسي الذي ترغب أن تسجل فيه؟ ولماذا اخترته بالذات؟ ما الفرق الذي تستهدف أن تحدثه في مذاكرتك ونتائجك هذا العام؟ ثم تعلق بخبراتك على كل ما يقول، دون أن تشعره بأنك أضفت إليه بقدر ما يشعر أنك عززت أفكاره.

الدكتور خالد الحليبي، كاتب وباحث في الدراسات الاجتماعية.
زاوية إطلالة مخصصة لنشر مقالات الكتّاب من خارج أرامكو السعودية.
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge