إطلالة

صناعة السعادة في العيد

صناعة السعادة في العيد

تعد الأعياد من المناسبات الاجتماعية المهمة في حياة الناس، التي تمثل فرصة لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية ونشر السعادة والبهجة بين أفراد المجتمع. فالاستعداد للعيد لا يكون فقط من خلال شراء الملابس الجديدة والجميلة والظهور بالمظهر الحسن، فالشكل وحده لا يكفي إذا لم تصاحبه مشاعر البهجة والسعادة.

وحتى نحقق السعادة المرجوة ونستمتع بالعيد على أكمل وجه، فإننا بحاجة إلى ممارسة بعض الأمور التي تجلب لنا السعادة وتجعل أعيادنا مختلفة ومميزة. ومن هذه الأمور؛ التخطيط المسبق للاحتفال بالعيد من خلال تحديد المناسبات والأنشطة التي نرغب في تنظيمها أو المشاركة فيها، إضافة إلى التنسيق مع الأهل والأصدقاء لتنظيم اللقاءات الاجتماعية والزيارات المتبادلة. وقد يكون من الجميل عمل قائمة بالأشخاص الذين ترغب بزيارتهم أو الاتصال بهم، ولا تكتفي بالرسائل الجماعية. فكما أن التواصل الاجتماعي مهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتبادل التهاني والتبريكات فهو يساهم أيضا في تعزيز مشاعر السعادة والبهجة في العيد.

ومن وسائل صناعة السعادة في العيد؛ ممارسة النشاطات الترفيهية والتثقيفية، وذلك من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات المتنوعة المرتبطة بالعيد، والتي تعكس الثقافة والتراث المحلي. كما يمكن تنظيم المسابقات والمنافسات المتنوعة بين أفراد الأسرة. ومن الأشياء الجميلة كذلك تبادل الهدايا، وإعطاء العيدية للأطفال والشباب، ولا ننسى كبار السن من هذه الهدايا، فأثرها في نفوسهم كبير وتشعرهم بالاهتمام، فكل هذه الأمور تساهم في تعزيز السعادة والبهجة بين الأسرة والأصدقاء.

ولا تكتمل سعادتنا في العيد دون الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، حيث تعتبر جانبًا مهمًا لصناعة السعادة في العيد، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التغذية السليمة بتناول الطعام الصحي والمتوازن، وتجنب الإفراط في تناول الحلويات والوجبات السريعة. ولا ننسى ممارسة الرياضة، حيث يمكن الاستفادة من فترة العيد لزيادة النشاط البدني مثل؛ المشي أو الجري أو السباحة وغيرها من النشاطات الرياضية. كما أن الراحة والاسترخاء مهمة من أجل تجديد النشاط والحيوية، وأخذ قسط من الراحة والاهتمام بالنفس. 

في العيد، ركز على لحظات الفرح الصغيرة، ابتسم واضحك ولاحظ الجمال من حولك، فقد قيل: كن جميلا ترى الوجود جميلًا.
ومن أهم الأمور التي اختم بها حول صناعة السعادة في العيد هي: التأكيد على مبدأ تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال التسامح والتفاهم، فما أجمل أن نبدأ العيد وقد سامحنا كل من أخطأ في حقنا، واعتذرنا من كل من أخطأنا في حقه.  فالعيد فرصة لكي نطوي صفحة الماضي، ونغفر ونسامح الآخرين حتى تكتمل فرحتنا. كما أن العطاء والمشاركة مهمة في صنع السعادة من خلال تلمس حاجات المحتاجين وإدخال السرور عليهم بالهدايا والمؤانسة والمشاركة في بعض الفعاليات التطوعية، فللعطاء متعة لا يعدلها شيء. لا سيما وقد استشعرنا معاني زكاة الفطر السامية قبيل صلاة العيد.

في الختام، كل عام وأنتم بخير، وتذكر أن أفضل هدية تقدمها لنفسك في العيد هي أن تصنع السعادة لنفسك ولمن حولك.

 د. محمد المقهوي، استشاري الطب النفسي.
زاوية إطلالة مخصصة لنشر مقالات الكتّاب من خارج أرامكو السعودية.
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge