مراجعة كتاب

العقل الواعي واختراع الثقافات الإنسانية

العقل الواعي واختراع الثقافات الإنسانية

يقدم هذا الكتاب، كما تشير كلمة غلافه الأخير، دليلًا لا غنى عنه في فهم قدرة الإنسان الأساسية على معرفة ونقل تجربته عن العالم من حوله، وتصور موضعه فيه. الكتاب بعنوان «الإحساس والمعرفة والوعي.. كيف تصبح العقول واعية؟»، تأليف أنطونيو داماسيو، أستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا.

ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام رئيسة حملت عناوين: «عن الوجود» و«عن العقول» و«عن التأثير» و«عن الوعي»، يعالج من خلالها مؤلفه، مستندًا إلى نتائج أحدث الأبحاث في مجالات علم الأحياء والجهاز العصبي وعلم النفس والذكاء، والتفاعلات الذهنية، وعديدًا من الموضوعات، منها مفاهيم الإدراك والعلاقة بين العقل والجسد والانتباه والوعي ومشاكله وحالات غيابه والذكاء غير العقلي وصنع التصورات العقلية المتباينة والكفاءة البيولوجية وأصل الإحساسات وعلاقتها بالسياق الاجتماعي والثقافي.

يؤكد داماسيو في كتابه، من خلال الأمثلة التوضيحية، على أن العقل البشري الواعي ساعد في اختراع الثقافات الإنسانية التي استطاعت أن تتعامل بكفاءة لا نظير لها مع صعوبات الواقع المتجددة التي لا تكف عن الظهور والتجدد، فالإنسان يتمتع بذكاء فطري يجعله يتأقلم مع أوضاعه للحفاظ على حياته قبل أي شيء ثم لتطوير قدراته لتأمين وجوده فيها على نحو لائق، وهكذا وكما يوضح، لا يتوقف عقل الإنسان عن رسم نماذج ومخططات صريحة متعددة الأبعاد يصنع من خلالها صورًا عن العالم المحيط به، وهي تصورات تضم داخلها مجموعة متنوعة من المشاعر التي مر بها وترتبط بشكل جوهري بوعيه وحسه البشري.

ويوضح المؤلف أن الإنسان يتمتع بقدرة مدهشة على استشعار كل ما من شأنه أن يحقق له مصلحة وفائدة ويبعد عنه كافة المخاطر على اختلاف أنواعها، فعَبْرَ هذه الصور التي يصنعها عقله عن عالَمِه والتي تأتي بفضل ما يتمتع به من إدراك تساعده فيه كافة حواسه، يمتلك كافة المعلومات التفصيلية التي تساعده على تمييز الجيد من الرديء، والضار من النافع في كافة جوانب حياته اليومية.

ويلفت الكاتب في عمله إلى أهمية البحث بشكل مستفيض في كافة عناصر الوعي الإنساني عند دراسة السلوك البشري، فهو يُعدّ أحد محدداته الرئيسة. يكتب: «الوعي يجعل معايشة التجارب الذهنية ممكنة، من السرور إلى الألم، إضافة إلى كل ما نشعر به ونتذكره ونستعيده ونعالجه في وصفنا للعالم من حولنا وللعالم في داخلنا خلال عملية الملاحظة والتفكير والمنطق العقلي»، وهكذا يصبح الوعي «ضرورة لا غنى عنها في ازدهار الثقافات الإنسانية»، كما أن له دورًا في «تغيير مسار البشرية.»

العنوان: الإحساس والمعرفة والوعي ؛ كيف تصبح العقول واعية
المؤلف: أنطونيو داماسيو
ترجمة: د. عامر شيخوني
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون
عام النشر: 2022م
عدد الصفحات: 165 صفحة
ردمك: 9786140135284

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge