بدأت جين سويلين لافيل، الباحثة في العلوم المعرفية بجامعة أدنبرة الأسكتلندية، كتابها "العقل الاجتماعي، مقدمة فلسفية" بملاحظة واقعية هي أن أغلب البشر ينشغلون دائمًا بما يجري في عقول غيرهم، في محاولة للتكهن به، ومن ثم التصرف وفقًا على أساسه. وتستفسر عن الشيء المميز في التواصل البشري، وتوضح أن تفاعلاتنا مع الأشخاص الآخرين تتم اعتمادًا على علاقتنا بهم، فالتبادلات الاجتماعية مع شخص غريب لا تتشابه مع تلك الخاصة بالأصدقاء المقربين والأقارب، لكن يظل الأمر المؤكد أن مثل هذه التفاعلات تختلف تمامًا عن تلك التي نقوم بها مع الصخور والأشجار وكرات التنس؛ لأننا، وباختصار، لا نعتقد أن تلك الأخيرة تملك عقولًا.
ويطرح الكتاب في محاولته فهم السلوكيات التواصلية للإنسان مجموعة من الأسئلة الأساس منها: ماذا تعني قراءة العقل؟ ومتى نقوم بها؟ وكيف نفكر في عقول الآخرين؟ وهل يمكن التنبؤ بما سيقرره شخص آخر في موقف معين؟
وسعت الكاتبة من خلال نماذج من دراسات الحالة إلى الإجابة عن كافة هذه الأسئلة عبر تسعة فصول توزعت على ثلاثة أجزاء رئيسة، استعرض أولها أسس الجدل حول المعرفة الاجتماعية وآليات تفسيرها والتراث الفلسفي لمحاولات فهم عقول الغير، وناقش الجزء الثاني طرق التعامل مع الاتجاهات الافتراضية للآخرين، أما الجزء الأخير من الكتاب فشرح عددًا من نظريات قراءة الأفكار والدور الذي يلعبه علم النفس الشعبي في هذا الإطار.
وتكمن أهم مزية للكتاب أنه يعتمد في سعي مؤلفته لفهم التفاعل البشري على أبرز نتائج الأبحاث في علم الأعصاب، وعلم النفس الارتقائي الذي يوضح آليات فهم الأطفال للعقول الأخرى أثناء نموهم، وعلم النفس الإكلينيكي الذي يتعامل مع الراشدين.
وتتبنى "لافيل" تعريفًا بسيطًا لمفهوم "قراءة العقول" الذي يتأسس كتابها عليه، فهو يعني قدرة الأفراد على التقاط ما يمكن أن يفكر فيه الآخرون في المواقف الحياتية المختلفة.
العنوان: العقل الاجتماعي، مقدمة فلسفية
تأليف: جين سويلين لافيل
ترجمة: أحمد زايد
الناشر: المركز القومي للترجمة
عام النشر: 2022
عدد الصفحات: 368
ردمك: 5-2261-92-977-978
