خلال مشاركته في منتدى مبادرة السعودية الخضراء 2023
الناصر يدعو قادة العالم في قطاع الطاقة إلى الاستثمار في مزيج الطاقة المستقبلي المستدام وميسور التكلفة
أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، أمام منتدى مبادرة السعودية الخضراء 2023 الذي عقد في دبي بالإمارات العربية المتحدة، مؤخرًا، أهمية الدور المحوري الذي سيواصله قطاع النفط والغاز لدفع عجلة الاقتصاد العالمي بوصفه جزءًا من مزيج الطاقة المستقبلي، مصرحًا أن القطاع بحاجة إلى استثمارات استراتيجية مستمرة وفاعلة لأداء الدور المنوط به.
وفي ظل التوقعات التي تشير إلى استمرار ارتفاع الطلب على النفط والغاز تبعًا للنمو السكاني الكبير الذي يشهده العالم، شدد الناصر على ضرورة المحافظة على توازن أسواق الطاقة، مع مواصلة الجهود لتحقيق الحياد الكربوني. وقال الناصر: «بالرغم من دخول جميع مصادر الطاقة المتجددة إلى السوق، فقد لا يكفي ذلك لتلبية الطلب الإضافي الذي نتوقعه. لذا نحن بحاجة لطاقة آمنة ومستدامة وميسورة التكلفة.»
إطلاق ميثاق خفض الانبعاثات في قطاع النفط والغاز
وقد أطلقت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، قبل يومين من انعقاد منتدى مبادرة السعودية الخضراء، ميثاق خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع النفط والغاز، وذلك في مؤتمر الأطراف COP28، وهو ميثاق عالمي لقطاع النفط والغاز يهدف لتسريع وتيرة العمل المناخي وتحقيق تأثير واسع النطاق في قطاع النفط والغاز.
ووقعت الميثاق، حتى الآن، شركات النفط التي تستحوذ على أكثر من 40% من إنتاج النفط عالميًا، وتُمثل شركات النفط الوطنية أكثر من 60% من الشركات الموقعة، وهو أكبر عدد لشركات النفط الوطنية الملتزمة بمبادرة خفض الانبعاثات الكربونية. ولم تكتف أرامكو السعودية بالتوقيع على الميثاق، بل شاركت في صياغته أيضًا.
ويدعو الميثاق قطاع النفط والغاز رسميًا إلى تكاتف قطاع الطاقة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050 أو قبل ذلك، وخفض انبعاثات غاز الميثان إلى الصفر، والتخلص من ممارسات حرق الغاز الروتينية في الشعلات بحلول 2030، ومواصلة العمل على تحقيق أفضل الممارسات في القطاع للحد من الانبعاثات الكربونية.
الحاجة ماسة للمزيد من الاستثمارات
وأثناء جلسة نقاش لمبادرة السعودية الخضراء تحت عنوان «تعزيز التحول في قطاع الطاقة لمستقبل منخفض الكربون»، استعرض الناصر استثمارات أرامكو السعودية في مصادر الطاقة المتجددة والبديلة، كما أشار إلى الحاجة لاستمرار الاستثمار في شتى مناحي قطاع الطاقة عالميًا عقب فترة طويلة اتسمت بضعف الاستثمار على مدى العقد الماضي.
وقال: «لم يتحقق بعد الطلب على الهيدروجين بشكل كاف. فعلى الرغم من وجود الهيدروجين الأزرق أو الأخضر، فالطلب عليهما غير ملموس لأسباب لا تخفى، فتكلفتهما عالية بسبب ارتفاع تكلفة بنيتهما التحتية. وبالنظر إلى ذلك كله، فإن إمدادات الطاقة المتجددة - مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح - على مدى الـ 15 سنة الماضية تقترب من 15 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم. وهذا بالطبع لا يكفي».
وأضاف أنه من الضروري مواصلة الاستثمار في النفط والغاز نظرًا للزيادة المتوقعة في الطلب. وأوضح قائلًا: «يجب أيضًا أن نأخذ معدل تراجع الإنتاج في الاعتبار، وأعني بذلك انخفاض الطاقة الإنتاجية للآبار الموجودة.»
التركيز على الاقتصادات النامية في دول الجنوب العالمي
وشارك الناصر في حوار مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إينرجيز، باتريك بوياني لبحث مستقبل مزيج الطاقة منخفض الكربون في ظل نمو متوقع للطلب على النفط والغاز، مع التركيز بشكل خاص على الاقتصادات النامية في دول الجنوب العالمي.
وأوضح الناصر أنه من المقدر أن يكون هناك 2 مليار مستهلك إضافي للطاقة بحلول 2050، وسيكون ما بين 90 إلى 95% منهم في دول الجنوب العالمي. وأضاف: «لذا، من الضروري أن نهتم بجميع الأطراف المعنية، وأن نسعى إلى تأمين طاقة آمنة ومستدامة وبتكلفة ميسورة للجميع.»
وتسلط مبادرة السعودية الخضراء الضوء على أهداف المملكة للحد من الانبعاثات الكربونية، ودعم مصادر الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين النظيف، وتنمية الاقتصاد القائم على تدوير الكربون والتشجير، وحماية بيئة المملكة الطبيعية.
ومبادرة السعودية الخضراء هي مبادرة للمجتمع بأكمله، تهدف إلى توحيد جميع جهود الاستدامة في المملكة لتوسيع نطاق العمل المناخي فيها.
شرح الصورة أعلى الصفحة: المهندس أمين الناصر، خلال مشاركته في المنتدى يؤكد الحاجة إلى المحافظة على توازن أسواق الطاقة مع مواصلة الجهود لتحقيق الحياد الكربوني.