سجلت أرامكو حضورها في أحداث جماهيرية عالمية لأجل الترويج لحلول تقنيات النقل النظيفة، وتعريف الجماهير في مختلف أرجاء العالم بمحركات الاحتراق الداخلي منخفضة الانبعاثات، فدخلت شراكة في رعاية طويلة الأجل مع فورمولا ١ بداية من ٢٠٢٠م، وراعية لفريق أستون مارتن في موسم ٢٠٢٢م. ومن نجاح إلى آخر، وقعت أرامكو مذكرة تفاهم مع فورمولا موتور سبورت المحدودة، لاستخدام الوقود المستدام منخفض الكربون في بطولتي فورمولا ٢ و ٣ ابتداءً من عام ٢٠٢٣، ثم دراسة العمل على هذا النحو على سيارات السباق ذات المقعد الواحد لفورمولا ١؛ وهو ما يتماشى مع خطة الاتحاد الدولي للسيارات في تشغيل جميع السيارات بوقود مستدام بحلول ٢٠٢٦ والحد التام من الانبعاثات الكربونية بحلول ٢٠٣٠.
وكانت أرامكو قد شاركت في رالي دكار السعودية في يناير ٢٠٢٢م (الموسم السابق) بشاحنة جوسين التي تمكنت من إنهاء السباق وإثبات تعدد استخدامات الهيدروجين، وإمكانياته كوقود بديل منخفض انبعاثات الكربون في قطاع النقل الثقيل، باعتبار أن رالي داكار واحدًا من أحدث وأكثر رياضات السيارات صعوبة في العالم واختبار مثالي لقدرة المركبات على التأقلم في أصعب الظروف.
ويميز المركبات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني أنّ إخراجات العادم فيها عبارة عن بخار ماء فقط، وتمتعها بإمكانية التزود السريع بالطاقة، وتوفيرها مدى طويلًا للقيادة. ومع تجاوز أرامكو بعض التحديات التي تُهيء الاستخدام على نطاق موسع، والتوقع لنمو استخدام الهيدروجين في نظام الطاقة العالمي، فإنّ لدى أرامكو كشركة رائدة في استخدام الهيدروجين فرصة لعرض إمكانات الهيدروكربونات كمصدر موثوق للهيدروجين والأمونيا مُنخفضَي الكربون.
وتمتلك أرامكو العديد من الابتكارات وبراءات الاختراع فيما يخص محركات المركبات، منها ما هو عبارة عن تصميم مبتكر كليًا لمحرك احتراق داخلي، ومنها ما يتعلق بمواد التصميم وحجم المحرك، ومنها ما يتعلق بطريقة الاشتعال في محركات الاحتراق الداخلي، والهدف المشترك منها جميعًا هو تحسين كفاءة حرق الوقود مع الحد من الانبعاثات مقارنة بما تقدمه المحركات في سوق السيارات. ومن الابتكارات ما يُعيد الاستفادة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إذ يتم استخلاصه من أنبوب العادم وتخزينه، ومن ثم يمكن بيعه لشركات مختصة بتحويله إلى مواد خام تدخل في صناعة في منتجات صناعية مثل الإطارات.
وقد أطلقت أرامكو السعودية في أكتوبر من ٢٠٢٢م أحد أكبر صناديق الاستدامة في العالم بقيمة ١.٥ مليار دولار (٥.٦٢٥ مليار ريال) بهدف تشجيع الاستثمار في التكنولوجيا لدعم انتقال مستقر وشامل للطاقة، ويخطط الصندوق للاستثمار في التقنيات التي تدعم طموح الشركة المعلن، من تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة مع خفض الانبعاثات إلى تحقيق صافي صفر انبعاثات بحلول ٢٠٥٠ في عملياتها التشغيلية؛ ولعلّها فعلًا أكثر المؤهلين لقيادة الابتكارات في تحول جزء كبير من طاقة كوكبنا الأزرق إلى طاقة نظيفة على مر العقود الثلاثة القادمة بفضل ما تمتلكه من خبرات العقود الماضية في مجال الطاقة.
فاليوم وبصفتها إحدى أكبر شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم تواصل أرامكو السعودية تطوير التقنيات التي تعمل على الحد من الانبعاثات وتحسين كفاءة استهلاك الوقود، بل وتقدم حلولًا لجمع الانبعاثات وتحويلها إلى مادة خام ثم إلى منتجات صناعية نافعة. وترتبط بعض تلك التقنيات بمنظومة الحركة في مركبات النقل وسيارات الركاب، على أن يكون الهدف الأسمى هو الوصول إلى اقتصاد قائم على الحياد الصفري، إنفاذًا لرؤية المملكة ووفاءًا بالتزاماتها العالمية تجاه المناخ وحماية لمستقبلنا جميعًا.
حسن كتبي، إعلامي سعودي وصانع محتوى إعلامي متخصص في عالم السيارات.
زاوية إطلالة مخصصة لنشر مقالات الكتّاب من خارج أرامكو السعودية.