برنامج الشركة للبحوث والتطوير يصنع القيمة ويحصد ثمار الاستدامة..

رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية يلتقي الباحثين في ديترويت وهيوستن

رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية يلتقي الباحثين في ديترويت وهيوستن

اطّلع رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، معالي الأستاذ ياسر بن عثمان الرميّان، على جانب من جهود الابتكار لعلماء الشركة للبحوث والتطوير في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال زيارة قام بها، مؤخَّرًا، لمركز الأبحاث في ديترويت، الذي يُعد واحدًا ضمن شبكة عالمية من مراكز الأبحاث التابعة للشركة، التي تُقدِّم إنجازات مهمة تصنع القيمة للشركة، وتُسهم في تحقيق أهداف الاستدامة.

وعلَّق الرميّان على هذه الزيارة قائلًا: «اطّلعت على جهود رائدة في مركز الأبحاث التابع للشركة في ديترويت، تتدرج من محض تغييرات جزئية على تقنيات حالية بإمكانها الحد من الانبعاثات على المدى القصير، لتصل إلى أفكار تنطوي على تغييرات جذرية بالمقارنة مع محرك الاحتراق الداخلي».

من جانبه، كان كبير المسؤولين التقنيين، الأستاذ أحمد الخويطر، حاضرًا خلال الزيارة، حيث قال في هذا الصدد: «زيارة معالي الأستاذ ياسر الرميان هي دلالة واضحة على أن التقنية هي أولوية ملحّة بالنسبة للشركة؛ لأنها تبتكر حلولًا للمستقبل وتُسهم في معالجة شؤون الاستدامة».

برنامج عالمي قائم على التعاون

ومن المعروف أن برنامج البحوث الخاص بأرامكو السعودية يتخذ من الظهران مركزًا له، ويشتمل على شبكة من المراكز العالمية التي تتضافر جهودها الجماعية، وتصبّ في إطار صنع القيمة وتطوير الحلول التقنية عبر كافة مراحل سلسلة القيمة، وفي نهاية المطاف توظيف هذه الحلول داخل الشركة وتسويقها تجاريًّا.

وتحظى مراكز الأبحاث التابعة للشركة في الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل مرتفع على صعيد التوظيف العملي للتقنيات، كما سجَّلت 400 براءة اختراع حتى الآن.

إلى جانب ذلك، حصد علماء الشركة في هذه المراكز 180 جائزة احتفت بإنجازاتهم في مجال الابتكار.

وفي هذا الإطار، قال المدير التنفيذي لشركة أرامكو الأمريكتين، الأستاذ نبيل العفالق: «تشرَّفنا بزيارة معالي الأستاذ ياسر الرميّان واطّلاعه عن كثب على الإنجازات المميَّزة التي أحرزها الباحثون، ومدى التزامهم بتحقيق التميُّز على أعلى المستويات».

من جانبه، قال مدير البحوث والتطوير في شركة أرامكو الأمريكتين، الأستاذ محمد العسكر: «أرامكو السعودية ماضيةٌ في تحوُّل سريع نحو تعزيز ريادتها التقنية على صعيد العالم. وهذا التحوُّل شاهد على نجاح التخطيط الإستراتيجي ونجاعة الاستثمار في الشركة الأم، بالإضافة إلى الكفاءة العالية التي يتمتع بها الباحثون».

كما أشاد العسكر بكفاءة الشركاء الذين تتعاون معهم الشركة في مجال البحوث والتطوير، بما في ذلك مصنعي المركبات، والمختبرات الوطنية، والشركات التقنية الناشئة، والجامعات، إلى جانب مختلف المؤسسات المرموقة.

تقنية النقل

ويبذل مركز الأبحاث في ديترويت جهودًا حثيثة في سبيل تطوير تقنيات النقل، والبرهنة على إمكانية الجمع بين تعزيز الكفاءة وخفض الانبعاثات في قطاع النقل من خلال إجراء التحسينات على المحركات وأنواع الوقود، وبالاستفادة من تقنيات استخلاص الكربون المخصصة للمصادر المتحركة، واستخدام الوقود منخفض الكربون كالهيدروجين.

وفي هذا الصدد، قال قائد الأبحاث في مركز ديترويت، ديفد كلاري: «استطعنا تطوير حزمة من التقنيات الجديدة، التي من شأنها أن تحد من الآثار البيئية في قطاع النقل بشكل كبير، ولها فرصة واقعية من حيث سهولة توظيفها وتكاليفها المعقولة؛ هذا إلى جانب الابتكارات التي تستهدف تطوير الحلول على المدى البعيد».

واستعرض الباحثون في المركز تقنيات تقدِّم فائدة ملموسة من حيث تعزيز كفاءة الوقود، حيث طُورت لاستخدامها على المدى القريب بالتعاون المكثَّف مع مصنعي المركبات.

كما تسعى أرامكو السعودية في الوقت نفسه إلى تطوير حلول أكثر تقدُّمًا من شأنها تحقيق انخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث من المتوقع أن تكون جاهزة لطرحها في الأسواق بحلول عام 2027م.

وخلال الزيارة، استعرض باحثو الشركة المنهج الفريد الخاص بمحركات احتراق البنزين عالي الضغط، التي تُوجّت بأول محرك خاص بأرامكو السعودية يتم تطويره وتنفيذه. هذا المحرك يتكامل مع نظام طاقة مركَّب في سيارات الركاب خفيفة الاستخدام، ليُسفر عن انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تتجاوز 30%، وتحقيق معدل انبعاث يقترب من الصفر بالنسبة للملوثات الصادرة عن عادم المركبة، وذلك بالمقارنة مع محركات الاحتراق الداخلي المتطورة والمتوفرة في السوق اليوم.

إلى جانب ذلك، طُوّرت محركات مماثلة لمركبات الشحن للمسافات الطويلة، أدَّت إلى انخفاض الملوثات من غازات أكسيد النيتروجين بنسبة تتجاوز 90% قياسًا بالتنظيمات الحالية التي تشترطها كلٌ من الوكالة الأمريكية لحماية البيئة، وهيئة المورد الهوائي بولاية كاليفورنيا.

الهيدروجين والوقود الاصطناعي

إلى جانب ذلك، تطرَّقت الزيارة لمناقشة أهمية الأنواع الجديدة من الوقود في تحقيق مستوى يقترب من الصفر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وخفض انبعاث الملوثات إلى المستويات المستهدفة في قطاع النقل.

وتتضمن المشاريع القائمة استخدام الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون لتطوير أنواع من الوقود الاصطناعي، ليتواكب ذلك مع الإعلان، مؤخرًا، عن معملي اختبار بالتعاون مع شركة (ريبسول) في إسبانيا، ومشروع (نيوم) في المملكة.

كما يعمل الباحثون في أرامكو السعودية على أبحاث تُعنى بكافة مفاصل سلسلة القيمة لوقود الهيدروجين، حيث يجري العمل حاليًّا على تطوير محركات تعمل بالوقود الهيدروجيني بغرض الاستخدام التجاري في المركبات، وذلك بالتعاون بين مركز الأبحاث في ديترويت وشركة رائدة في تصنيع المركبات.

البحوث والتطوير لقطاع التنقيب والإنتاج

التحق خبراء مركز الأبحاث التابع للشركة في هيوستن بنظرائهم في مركز ديترويت، ليستعرضوا خلال الزيارة جهودهم في تطوير تقنيات التنقيب والإنتاج، التي تُسهم بشكل مباشر في معالجة التحديات التي تعترض أعمال التشغيل، وتعزِّز الاستدامة، وتحقِّق النجاح على صعيد الاستفادة العملية من التقنية.

واستعرض الفريق مجموعة من سوائل التحفيز والحفر طوَّرها مركز الأبحاث في هيوستن، حيث أسهمت في خلق فرص التوطين في المملكة، والحد من اعتماد أرامكو السعودية على شركات الخدمة. وتتميَّز هذه الحلول بإمكانية تحضيرها على نحو أسرع، كما تقدِّم أداءً أفضل، وتحسِّن معدل الاستخلاص.

من جانب آخر، يحتضن مركز هيوستن فريق تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات، حيث بدأ الباحثون، مؤخرًا، في تطوير نموذج أولي لنظام رصد للانبعاثات قائم على الذكاء الاصطناعي.

ويستفيد هذا النظام من نماذج وخوارزميات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، تم تطويرها داخليًّا بغرض رصد وتقدير كمية انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وتحديد مصدرها، بالاعتماد على حزمة بيانات متعددة الأطياف تُجمع عبر الأقمار الصناعية والقياسات الجوية والطائرات المسيَّرة.

ويوفّر هذا النظام أيضًا آلية مراقبة لسلامة الأصول في حقول الإنتاج. ومن المقرَّر أن يخضع النظام للاختبار الميداني خلال العام الجاري، كما سيتم توظيفه ضمن نموذج اختبار أولي ثم ضمن منشأة اختبار خلال عام 2023م.

وفي ختام الزيارة، قدّم الفريق استعراضًا حيًّا لأداة استشعار طوَّرتها الشركة، وهي عبارة عن روبوت بحجم الكف مزوَّد بمستشعرات تمكنه من جمع البيانات عند إلقائه في بئر إنتاج، بحيث يرجع إلى السطح عند وصوله إلى عمق معيَّن مضبوط برمجيًّا.

هذه الأداة من شأنها أن تحل بديلًا عن المركبات المزوَّدة بالأسلاك والمستخدمة في مثل هذه الأغراض، وبالتالي تُسهم في تحقيق وفورات كبيرة في التكلفة والوقت.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge