بهدف زراعة 65 ألف نبتة محلية..
افتتاح متنزه جديد في الحي السكني بالظهران بتصميم يعزز الاستدامة
افتتحت خدمات أحياء السكن المتنزه المركزي الجديد، مؤخرًا، في شمال شرق ملعب الغولف في الظهران، وذلك في إطار سعيها نحو تحسين جودة وسلامة الحياة لموظفي أرامكو السعودية وأسرهم، حيث حرصت الدائرة على إنشاء معلم ترفيهي استثنائي لتعزيز الاستدامة البيئية للحي السكني في الظهران.
ولا شك أن هذا المتنزه المركزي يعد بتوفير جو جذاب للمجتمع السكني في الظهران، ويبعث على شعور عميق بالجهود المبذولة للمحافظة على البيئة، من خلال تبني مفهوم المتنزه الطبيعي المستدام ذاتيًا. وقد تم إنجاز المشروع بنجاح في غضون ستة أشهر من بدايته رغم عديد التحديات التي واجهها فريق العمل فيه.
التزامٌ بالاستدامة
وبهذه المناسبة، قال النائب الأعلى للرئيس للموارد البشرية والخدمات المساندة، الأستاذ نبيل الجامع: «إنها إضافة فريدة للحي السكني في الظهران، حيث وسع الفريق هذه المساحة الصغيرة فأصبحت تضم مجموعة كبيرة من الأنواع النباتية الأصلية. ونعتقد أن هذا يوفر فرصة عظيمة لسكان الحي السكني وزواره للاستمتاع بمكان جميل، ويعكس في الوقت نفسه التزام الشركة بالاستدامة».
وتابع الجامع قوله: «هذه ليست سوى البداية، حيث سنشهد مزيدًا من المبادرات والأنشطة لجعل الأحياء السكنية نابضة بالحياة ومزدهرة؛ وسوف يكون هذا المتنزه بمثابة واحة طبيعية في وسط الظهران».
من جهته قال المدير التنفيذي لخدمات أحياء السكن، الأستاذ فهد الضبيب: «تشكلت لدينا على مر السنين معرفة وخبرة في نقل المياه من أجل تحويل الصحراء إلى واحة خضراء، وذلك ضمن خبرة أرامكو السعودية الواسعة التي تشمل نقل ومناولة السوائل من النفط والمياه».
وأضاف قائلًا: «يُبرز المتنزه المركزي بالظهران هذه الخبرة المعرفية، فهو يمثِّل ملاذًا طبيعيًا خلابًا لتحسين مستوى عيش الناس في المنطقة، وتعزيز جودة حياتهم. وفي غضون ثلاثة أعوام سوف نرى المنطقة بأكملها تعج بالحياة وتكتنفها الأشجار».
وقال المدير العام لخدمات أحياء السكن، الأستاذ محمد السلطان: «توجد عديدٌ من المبادرات الخضراء في المناطق النائية، ولكننا أردنا أن نأتي بها إلى هنا أيضًا في الحي السكني، من خلال زراعة 65 ألف نبتة محلية أصلية عند الانتهاء من هذا المشروع». وتندمج في هذا المتنزه وسائل الترفيه، جنبًا إلى جنب مع المبادرة الخضراء.
وفي السياق نفسه، قال مدير إدارة خدمات أحياء السكن في الظهران بالوكالة، الأستاذ فيصل الجندان: «على الرغم من أن خدمات أحياء السكن لها تاريخ طويل في مشاريع البستنة وتصميم الحدائق، إلا أن المتنزه المركزي الجديد يشكل إضافة سارّة للحي السكني في الظهران، وهذا من شأنه أن يحسن من جودة حياة قاطني الحي السكني».
وأضاف قائلًا: «سوف يصبح المتنزه المركزي في الظهران حديقة وارفة الظلال في غضون بضع سنوات، وسوف تُثمّن الأجيال المقبلة كل لحظة قضيناها في تطوير هذا المكان الرائع».
نحو مجتمع أكثر اخضرارًا
ويهدف إنشاء هذا المشروع إلى توفير مساحة رحبة لقاطني الحي السكني ومرتاديه، في بيئة متوازنة بيئيًا ومستدامة تبرز أهمية المحافظة على الموارد الطبيعية، مع التأكيد على إعادة التدوير وإعادة الاستخدام.
وقد تم تجهيز هذا المشروع بحيث يسخِّر الطبيعة القائمة دون التأثير على أي بنية تحتية، فهناك جدول مائي يتدفق بحرية بفعل الجاذبية على امتداد المتنزه دون استخدام أي أدوات ميكانيكية. كما يستخدم المشروع مياه الصرف الصحي المعالجة بدلًا من المياه العذبة لتجسيد إعادة تدوير الموارد وإعادة استخدامها.
ويستخدم المتنزه أيضًا الطاقة الشمسية ذات تكاليف الصيانة المنخفضة للإضاءة. وقد صُنعت كراسي الجلوس المنتشرة في جنباته من مواد مستعملة، كما صُنعت صناديق إعادة التدوير من الخشب المعاد تدويره لتعزيز مفهوم الإدارة البيئية للنفايات.
ويضم التنوع الحيوي للمتنزه المركزي في الظهران حيوانات محلية كالسلاحف والضفادع، بالإضافة إلى أسماك الجامبوزيا (سمكة البعوض) والتيلابيا (البلطي)، التي تتغذى على البعوض والحشرات المائية، مما يمنع تكون الآفات البيولوجية في المياه.
وتم تحويل ما يزيد على 250 ألف متر مربع من الأراضي الوعرة باستخدام أحدث تقنيات البستنة الجافة، وفق مفهوم تصميم الحدائق بأقل قدر من الحاجة لمياه الري، وذلك للمحافظة على موارد الري مع توسيع الغطاء النباتي، والمحافظة على الشكل الجمالي.
ومن بين ما يزيد على ١٦ ألف شجرة وشجيرة محلية جرت زراعتها في المتنزه، هناك ما بين 10 إلى 12 نوعًا من الزهور الأصلية من شبه الجزيرة العربية. ويساعد المتنزه في الحد من الانبعاثات الكربونية، كما أنه مورد تعليمي لتثقيف الموظفين وأفراد أسرهم حول مختلف أنواع النباتات.
