بمبادرات نوعية مثل (اكتفاء) و(نماءات أرامكو)..

اقتصاد قوي بسواعد وطنية

اقتصاد قوي بسواعد وطنية

يُعد برنامج «صنع في السعودية»، الذي أطلقته هيئة تنمية الصادرات السعودية في مطلع عام 2021م، مُحركًا أساسًا لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 الاقتصادية الرامية إلى تنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني، وتغيير الصورة النمطية عن المملكة، باعتبارها دولة تعتمد في صادرتها بشكلٍ كبير على النفط. 

ويأتي ذلك عبر الوصول إلى سوق وطنية كبيرة تضم خليطًا من المنتجات والعلامات التجارية المتعددة لرفع نسبة تنوع الصادرات، وتعزيز قدرة الإنتاج الصناعي الوطني ليكون رافدًا رئيسًا من روافد الاقتصاد الوطني، ووصولًا إلى إسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي بما تصل نسبته إلى %65، ورفع نسبة الصادرات غير النفطية في إجمالي الناتج المحلي غير النفطي إلى %50 بحلول عام 2030.

جودة تستحق الثقة

ويهدف برنامج «صنع في السعودية» إلى تعزيز مكانة المنتج السعودي وفق أعلى معايير الموثوقية والتميُّز، مما يُسهم في توجيه القوة الشرائية نحو المنتجات والخدمات المحلية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وذلك باستثمار الأدوات والأفكار والمهارات المناسبة للوصول بالمنتج السعودي إلى الأسواق الدولية. 

كما يحرص البرنامج على تعزيز ثقافة الولاء للمنتج الوطني من خلال غرس روح الثقة بالجودة المُقدمة، والحث على إعطاء الأولوية للصناعة المحلية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي على مختلف المستويات؛ إذ يسعى البرنامج اليوم لبناء هوية موحدة لـ 1900 منتج وطني تابع لأكثر من 800 شركة لتسويقها محليًا وخارجيًا. 

ولا ريب في أن توطين التصنيع يترك أثرًا كبيرًا على الاقتصاد الوطني، حيث يشجع الشركات على تأسيس مرافقها الصناعية في المملكة، ليُسهم ذلك في صنع آلاف الوظائف للمواطنين، وتحقيق عوائد لتحفيز النمو الاقتصادي في المملكة. وفي هذا السياق، أعلن المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية عن وجود 10,138 مصنعًا سعوديًا اليوم في المناطق الإدارية المختلفة في المملكة، وبقطاعات إستراتيجية متعددة تخدم الاقتصاد السعودي.

التكاتف الوطني لدعم المنشآت الوطنية

وقد جاء برنامج أرامكو السعودية لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء) داعمًا لتوجهات الدولة وتطلعاتها في توطين الصناعة وسلاسل الإمداد، ومتواكبًا مع أهداف برنامج «صنع في السعودية» لتحقيق رؤية المملكة 2030.

وقد قدّم (اكتفاء) الدعم اللازم لأعمال التصنيع المحلية، وذلك بوضع معايير جودة عالية وموثوق بها؛ إضافةً إلى إبراز فوائد إقامة شراكات ناجحة مع القطاعين الخاص والحكومي، لخلق بيئة تجارية وصناعية مزدهرة؛ إذ تعتزم الشركة دعم الأعمال التجارية المحلية وتنميتها من خلال توطين %70 من إجمالي إنفاقها على المشتريات محليًا في المملكة. وتسير الشركة اليوم بخطواتٍ واضحة نحو الهدف؛ ففي عام 2020م، وصل معدل الإنفاق المحلي في الشركة إلى %57 من إجمالي إنفاق المشتريات.

ومنذ إطلاق البرنامج عام 2015م، حققت الشركة إنجازات كبيرة في مجال التوطين، إذ أدى تشجيع الشركات على تأسيس مواقع منشآتها التصنيعية في المملكة إلى توفير آلاف الوظائف للمواطنين، مما انعكس إيجابًا على النمو الاقتصادي المحلي بتدفقات جديدة للإيرادات، ووفرت في الوقت نفسه بيئة مساندة للأهداف الاقتصادية الطموحة التي تستهدفها رؤية المملكة 2030، إذ تضطلع أرامكو السعودية بالمسؤولية المناطة بها تجاه تحقيق هذه الرؤية. كما ستتوسع فوائد سلسلة التوريد المحلية المستدامة بشكل أكبر، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة والمرونة، وتوفير فرص العمل، وخفض التكاليف، لتحسين إدارة وأداء سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية في القطاع الصناعي النابض بالحياة في المملكة.

وقد أثمرت جهود التوطين بالفعل، إذ نجحت الشركة حتى الآن في استقطاب حوالي 500 استثمار بقيمة إجمالية تزيد على 6.5 مليار دولار، مما نتج عنه إنشاء 96 مصنعًا من أكثر من 19 دولة، وتوفير أكثر من 5600 فرصة عمل مباشرة. كما تسهم هذه الاستثمارات ببناء سلسة إمداد سعودية متكاملة بمنتجات تُصنع لأول مرة في المملكة.

(نماءات أرامكو) تتوسع 

على صعيد آخر، كشفت الشركة، مؤخرًا، عن توسعات كبيرة في برنامجها للاستثمارات الصناعية (نماءات أرامكو)، الذي أتى بدوره داعمًا لبرنامج اكتفاء و«صنع في السعودية»، إذ يهدف بشكل أساس إلى الاستفادة من الفرص الواسعة في المملكة لدفع عجلة التوطين والنمو والتنوع الاقتصادي. وتضمنت التوسعات توقيع 22 مذكرة تفاهم جديدة، بالإضافة إلى اتفاقية مشروع مشترك، تركز على أربعة قطاعات رئيسة، وهي: الاستدامة، والتقنية، والخدمات الصناعية، والمواد المتقدمة.

تعافي الاقتصاد السعودي من تداعيات الجائحة

وقد كانت الأزمة العالمية لجائحة كورونا برهانًا أثبت مدى قوة السوق السعودية في مواجهة التغييرات؛ إذ أعلنت الهيئة العامة للإحصاء، مؤخرًا، نموًا في الناتج المحلي يقدر بنسبة %1.5 في الربع الثاني من عام 2021م، بالمقارنة مع ذات الفترة من عام 2020م. فقد عززت الصناعة المحلية والأنشطة غير النفطية هذا النمو بنسبة %10.1. كما ارتفعت الصادرات السعودية غير النفطية بنسبة %70 في مايو 2021م، مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، وكانت الصناعات الكيميائية إحدى أبرز الصادرات بقيمة 7 مليارات ريال سعودي. 

وقد تَجسد أوضح مثال لمنافع التصنيع المحلي بعد الهجمات الإرهابية على خريص وبقيق في عام 2019م، حيث أدّى توفر القطع والآلات المصنعة محليًا إلى إعادة تشغيل مرافق الأعمال في وقت وجيز بسبب جهود دعم التحول الصناعي الوطني لتوفير سلسلة إمداد مستدامة على نحو أكبر. وذلك ما أكده المدير العام للمشتريات، الأستاذ سالم الهريش، حيث قال: «بصورة مشابهة، أسهم التصنيع المحلي خلال جائحة فيروس كوفيد-19 في توفير البضائع والخدمات عندما انغلقت الدول على نفسها بالكامل وأصبح التنقل أمرًا أشبه بالمستحيل، الأمر الذي عزز من الكفاءة والمرونة، وحسّن مواعيد تسليم البضائع وتنفيذ الخدمات ضمن القطاع الصناعي الحيوي في المملكة».

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge