ضمن المبادرة السنوية لاقتراح كتب تناسب القراء من جميع الفئات العمرية..

قائمة مكتبة (إثراء) تنتخب فوائد التجارب وعصارة الفكر وفتنة الحب

قائمة مكتبة (إثراء) تنتخب فوائد التجارب وعصارة الفكر وفتنة الحب

الصيف والقراءة، وثالثهما السفر؛ ثلاثيةٌ ربما كان لها سحرها الخاص لدى كثير منا، حين نتحين فرص الإجازة الصيفية لقضاء وقت ممتع نستريح فيه من روتين العمل اليومي، أو إجهاد العام الدراسي. وإذا كانت الجائحة قد فرضت قيودها الخاصة على هذا الأخير، فإنها دون شك قد جدَّدت تقدير هواة القراءة العميق للكُتُب، التي تسافر بنا على جناح الأفكار إلى عوالم شتى قد لا يحلم المرء أن يصل إليها مهما امتد به العمر.

وحين تساورنا رغبة القراءة، فإن الخطوة الأولى هي الحيرة التي تراودنا حين نشاء أن نختار كتابًا، هذا إن لم تكن هناك خطة مرسومة في شكل قائمة من الكتب التي نأمل أن نضع أيدينا عليها متى ما حانت الفرصة! وفي حين أن لكل قارئ أسلوبه في اختيار الكتاب الذي يقرؤه، إلا أن القوائم التي تقدمها المراكز الثقافية ربما كانت بالنسبة لكثيرين خير معين على الخلوص من هذه الحيرة إلى قراءة كتاب ممتع ومفيد.

وعلى هذا النحو، وفي استمرار لعادتها الثقافية السنوية، قدَّمت مكتبة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) قائمة منتخبة من عشرة كتب تقترحها على القراء، حيث يأتي ذلك في سياق المبادرة التي أطلقتها أرامكو السعودية من خلال المركز للتشجيع على القراءة بين مختلف الفئات العمرية. ومن المقرر أن تصدر المكتبة قائمة أخرى من الكتب المخصصة للأطفال قريبًا.

وفيما يلي، نستعرض بإيجاز القائمة الرئيسة من الكتب المنتخبة، مع الإشارة إلى مضمونها الذي يكشف عن السبب الكامن وراء اختيارها، فيما سنتطرق إلى قائمة كتب الأطفال حين صدورها.

هربًا من الفوضى

لأن الصيف ربما كان موسمًا للفوضى، أو موسمًا للتخلص منها، ولأن النجاح يبدأ من المنزل وينتهي إليه، فلن يجد القارئ وقتًا أنسب لاختيار كتاب (انشروا الفرح)، ففيه تقدِّم ماري كوندو للقراء دليلًا مفصلًا ومصورًا حول كيفية تنظيم المنزل، وتجيب عن جميع الأسئلة التي قد تطرح نفسها في هذا المجال، وتنتقل بين الصفحات لتتناول نظريًا وعمليًا جميع ما يتصل بالفوضى والنظام على الطريقة اليابانية.

الحياة.. لوحةٌ فنية

إن شئت أن تنسلخ لوهلة من واقع الحياة فتنظرَ إليها من الخارج، فربما تختار الإبحار مع عالم الاجتماع زيجمونت باومان في كتابه (فن الحياة)؛ فحياتنا في هذا العصر كما يتأملها الكاتب هي أشبه شيء بقطعة فنية تتشكل بألف شكل وفقًا للقرارات التي نتخذها، أو قل إنها مشروع يحدد مساره آلاف الخيارات التي نختارها لأنفسنا. وهذه التشبيهات لا يرى باومان أنها تنطبق على عصور مضت كان اختيار الفرد فيها ضمن مساحة ضيقة محدودة، وكان الطريق الذي يسلكه واضح المعالم في كثير من الأحيان. وسواء أتفقت مع باومان أم اختلفت معه، فإنك بحاجة لاستحضار نفسك العميق وأنت تغطس معه إلى أغوار عميقة من التأمل والتفكير.

بشر اليوم أسماكٌ حمراء

تضاعف إجازة الصيف من إغراء الثورة الرقمية وبنات أفكارها من شبكات التواصل الاجتماعي، التي لا شك أن لها فوائدها الجمة ومتعتها الخاصة، لكن الحقيقة التي لا مناص منها أن لهذه الشبكات في المقابل ضرائب ندفعها من وقتنا وحياتنا. فإذا أردت أن تتأمل في آثار هذا الأمر، فعليك بكتاب (حضارة السمكة الحمراء)، حيث يستكشف برونو باتينو التطورات التي أضفتها التقنيات الجديدة على تفاصيل حياتنا اليومية، لتخلق ما يشبه الحضارة الجديدة، التي تتسم بطابع خاص يتقاطع بوجه من الوجوه مع أسماك الزينة الحمراء ذات الذاكرة القصيرة التي لا تتجاوز تسع ثوان.

على خُطى الفلاسفة

محبو الفلسفة، أو من يساورهم الفضول لمعرفة أعلامها وأبطال ميدانها، قد يجدون في كتاب (أحفاد سقراط) من تأليف علي حسين وجبة شهية لا تنقصها المتعة أو المعرفة. وكما قد تستشف من عنوان الكتاب، يستطلع حسين حكايات الفلاسفة الكبار الذين شاركوا سقراط غرامه بالفلسفة، لكنهم شقوا لأنفسم طرقًا متشعبة للوصول إلى الحقيقة أو ربما الوهم. وفي مقالات مفصلة تلمع لك الأسماء وعناوين الكتب، سواء تلك التي حظيت بنصيبها من الشهرة، أو الأخرى التي تغافل عنها الزمن وهو يسرد حكاية لا تزال تكتب نفسها حتى الآن.

التأمل في ملامح التشكيل العربي

من دائرة الفنون، تنتخب مكتبة (إثراء) كتاب (لغز الفن)، للفنان والناقد التشكيلي طلال معلا، الذي يستجلي ملامح الجمال في التشكيل العربي، ويستعرض بعين الناقد الخبير مفاصل التحوُّل التي عبرها هذا الفن من طور إلى آخر. كما يختبر الكاتب الاتهام السائد الذي يُساق بادعاء تقليد الإنتاج العربي في هذا الفن للتيارات الغربية.

من أفواه رجال وسيدات الأعمال

قد تمثل استراحة الصيف فرصة مناسبة للتأمل فيما مضى من تجارب، وتطوير أدوات جديدة لصناعة النجاح المستقبلي، ولهذا فإن القراءة في تطوير الذات تُعد خيارًا محببًا بالنسبة لكثير من الشباب اليافع. ولهواة هذا الطيف من الكتب، ربما يُعد كتاب (كيف بنيت نجاحي) من تأليف غاي راز خيارًا مناسبًا، فهو يوفر تجارب ملهمة تتضمن دروسًا ونصائح عملية تقود إلى النجاح في مجال الأعمال، يستمدها الكاتب من مقابلاته لأكثر من مئتي رجل وسيدة أعمال حققوا أهدافهم في عالم تحتدم فيه المنافسة.

رصيد تجارب وشهادة عصر

للسير الذاتية عشاقها والمخلصون لها، فهي تخاطب طموحات الإنسان وخيبات أمله، وتقطع به أشواطًا من سنين الخبرات والإنجازات والتعثرات في غضون صفحات معدودة. ولهواة هذا اللون من الفن، تنتخب مكتبة (إثراء) سيرة الدكتور حمزة المزيني، الشخصية المعاصرة التي طافت بأصقاع المجتمع (واستقرت بها النوى)، لتضع بين يدي القارئ تجارب متنوعة ورصيدًا من المعلومات والملاحظات، يدلي بها شاهد عصر على فترة تمخضت عن تغيرات هائلة، لا على صعيد الواقع المعاش فحسب، بل على صعيد الفكر أيضًا كما يشير إلى ذلك الكاتب.

تفاصيل النهاية المؤسفة

إذا كنت عاشقًا للتفاصيل الغريبة والمريبة، وتستهويك معرفة الأسباب والظروف التي قد تدفع بكاتبة لم تتخط السابعة والعشرين من العمر إلى الانتحار، فإنك لن تعدو كتاب (في أثر عنايات الزيات) لإيمان مرسال، التي تبذل غاية جهدها في استقصاء الأسرار الخفية التي تحف بـ (عنايات) ونهايتها المؤسفة. إنها سيرةٌ ذاتية بقالب غير مألوف، ومحاولة جريئة لتعقب أطياف روح إنسانية آثرت الرحيل على أن تبقى على قيد الحياة!

الحبُّ مُتعقَّلًا..

فضاءات الحب الشاسعة تخضع لسطوة العقل في كتاب (طوق الحمامة) لابن حزم الأندلسي، الذي يدرس عاطفة الحب الإنسانية ومظاهرها وأسبابها، متناولًا في الأثناء أخبار المحبين وأشعارهم وحكاياتهم، لا من زاوية أدبية صرفة تطلق العنان للخيال، بل من منظور تحليلي يتملَّى ويتأمل، ويقدم النصيحة والفائدة إلى جانب التسلية، في لغة ترِّق تارة لهمس الحب، وتدِّق في أخرى لحديث العقل!

.. والحب مُتخيَّلًا

يقتحم غابرييل غارسيا ماركيز أرض العشاق المحذورة بجواد مطهَّم من خيال، ويطلق العنان لشياطين الحب وملائكته في روايته (عن الحب وشياطين أخرى). هناك يلعب ماركيز على أوتار المشاعر والكلمات، حين يروي حكاية قسٍّ يقع في حب فتاة تتلبَّسها الشياطين. وكعادته التي درج عليها في أعماله الأدبية، يمزج ماركيز بين الواقعية والخيال ليوهم القارئ أنهما شيءٌ واحد، ويجسد في تفاصيل شخصيات الرواية ثنائية الحب والجنون!

للوصول إلى المكتبة الإلكترونية لمركز (إثراء)، اضغط هنا.

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge