وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن "الصحة النفسية من الأمور الرئيسة لتوطيد قدرتنا الجماعية والفردية على التفكير والتأثر، والتفاعل بعضنا مع بعض كبشر، وكسب لقمة العيش، والاستمتاع بالحياة. وعلى هذا الأساس، يمكن اعتبار تعزيز الصحة النفسية وحمايتها واستعادتها شاغلًا حيويًا للأفراد والجماعات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم".
غالبًا ما نهمل صحتنا النفسية ونركز على صحتنا الجسدية، ولكن الصحة النفسية هي جزء رئيس من الصحة، فصحتنا لا تكتمل من دون تعزيزها. وفي ظل العزلة الناتجة عن استمرار أزمة كوفيد-19، يمكننا اكتشاف آفاق جديدة لتعزيز صحتنا النفسية، وليتاح لنا الاستمرار في التفكير بالآخرين والاهتمام بهم، ومشاركتهم الشعور بالامتنان للنعم والبركات التي نحظى بها.
وفيما يلي مجموعة من نصائح خبراء مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي حول الصحة النفسية:
الشعور بالامتنان
يساعد التفكير الواعي وتذكُّر النعم على تعزيز الصحة النفسية والجسدية، كما يمكن أن يساعد التعبير المنتظم عن الامتنان للآخرين، وللنفس كذلك، في المحافظة على المشاعر الإيجابية وزيادة الرضا عن أسلوب الحياة واكتساب المرونة النفسية.
وفي هذا الصدد، تقول أخصائية طب الأسرة في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، الدكتورة أريج الدوسري: "يمكننا ممارسة الامتنان عبر العادات اليومية، من خلال تخصيص بعض الوقت لشكر أحدهم، بالقول أو بالرسائل النصية مثلًا، بحيث يصبح الشعور بالامتنان متأصلًا في طبيعتنا".
ضبط النفس
جزء من تحقيق الأهداف طويلة الأمد يعتمد على ضبط النفس وتعزيز الإرادة. تقول مديرة وحدة خدمات التغذية السريرية في المركز، غادة الحبيب: "يُعد ضبط النفس أمرًا رئيسًا لتعديل أسلوب الحياة، ومنع الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وغيره من المشاكل الصحية، أو تأخيرها. ومن خلال مساعدتنا على الاستمرار في مساعينا، يُعد ضبط النفس مفتاحًا مهمًا للنجاح في تحقيق أهدافنا".
التواصل مع الآخرين
معظم الأشخاص يشعرون بالحاجة إلى التفاعل مع الآخرين والعلاقات الاجتماعية بشكل عام، ولكن بسبب أزمة كوفيد-19 قد نشعر بالوحدة والعزلة. ويقول رئيس قسم الطب النفسي في المركز، الدكتور عبدالصمد الجشي، إن عدم تلبية احتياجات التواصل الاجتماعي يولِّد شعورًا بالوحدة والعزلة الاجتماعية، مما يمكن أن يؤدِّي لظهور أعراض القلق والاكتئاب على الأفراد.
ويضيف الجشي: "يُنصح بإيجاد طرق جديدة للتواصل مع استمرار الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، مثل الاتصالات الهاتفية والمحادثات النصية ومكالمات الفيديو ومراسلة الأصدقاء والأقارب، فمن المفيد التواصل مع الآخرين بشكل مستمر، ومناقشة مشاعرنا وأفكارنا معهم".
