كتاب

الأعداد وبناء الإنسان

الأعداد وبناء الإنسان

يبحث هذا الكتاب في تاريخ العلاقة بين الأعداد وعمليات الحساب والإنسان، ويؤكد أن الأعداد منسوجة في حاضرنا، ومنقوشة في ماضينا، وتطبع حياتنا كلها كبشر على نحو يستحيل معه الاستغناء عنها.

الكتاب بعنوان "الأعداد وبناء الإنسان، العد ومسارات الحضارة الإنسانية"، من تأليف الأمريكي كيليب إفريت، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة ميامي، وقد تُرجم إلى أكثر من لغة نظرًا لأصالة موضوعه، وأسلوب كتابته الذي جمع بين البحث العلمي الرصين والسرد التاريخي المشوق.

يوضح الكاتب كيف أن الأعداد، ويقصد بها الكلمات وغيرها من الرموز التي تُستخدم للإشارة إلى كميات محددة، ليست إلا مجموعة من الاختراعات التي أسهمت في تميز نوعنا، ونجحت في تغيير البيئات التي نحيا فيها ونتطور، مثلها في ذلك مثل الطهي والأدوات الحجرية وغيرها من الابتكارات. وهو يرى أن دور الأعداد في البناء الحضاري الإنساني لم يحظ بالانتباه الكافي مقارنة بتركيز العلماء الكبير على مخترعات مهمة أخرى.

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء. يتناول الجزء الأول بالتفصيل كافة الأوجه التي تؤكد تغلغل الأعداد في الحياة الإنسانية، ويستعرض الجزء الثاني بعض ثقافات مجموعة من الشعوب في التعبير عن الكميات والأرقام في حياتها اليومية. أما الجزء الثالث فجاء تحت عنوان: "الأعداد وتشكيل حياتنا"، وهو يُعد بحثًا متكاملًا في مسألة اختراع الأعداد والحساب، وتأثيرهما في نمط المعيشة وتطور أدواتها.

وفي سياق هذه الأجزاء، يضرب المؤلف عديدًا من الأمثلة على الدور الحيوي الذي تلعبه الأعداد في حياة البشر، مثل السؤال البسيط الذي قد يُوجه لأحدنا وهو "كم عمرك؟"، والذي يُعد كافيًا للغاية لتوضيح مثل هذا الدور، لأن إجابته التي لا تستغرق من تفكيرنا سوى قدر ضئيل من الثواني ولا يوجد ما هو أسهل منها، تحدِّد عديدًا من أوجه حياتنا نفسها.

يقول إفريت: "على خلاف ما كنا نعتقده من قبل، فإن الأعداد ليست مجرَّد مفاهيم تتولَّد لدى الأفراد بصورة تلقائية وفطرية. وعلى الرغم من أن الكميات ومجموعات العناصر يمكن أن توجد مستقلة بعيدًا عن خبرتنا العقلية، فالأعداد ابتكارٌ من العقل البشري، واختراع معرفي قد غيَّر كيفية إدراكنا للكميات وتمييزها إلى الأبد".

وسيتأكد القارئ من خلال صفحات هذا الكتاب من نجاح مؤلفه في تحقيق هدفه الرئيس منه، حيث أعاد الاعتبار للأعداد وطرق الحساب والأرقام، التي تماثل أهميتها في نظره أهمية الدور الذي لعبه اختراع رمزي آخر هو اللغة؛ فالأعداد هي باختصار الاختراع الذي مكن الإنسان من إدراك الوقت ومروره بطرق جديدة، وساعد من دون شك في تغيير خبراتنا الإدراكية والسلوكية إلى الأبد.

 


العنوان: الأعداد وبناء الإنسان، العد ومسارات الحضارة الإنسانية
المؤلف: كيليب إفريت
ترجمة: الزهراء سامي
الناشر: مؤسسة هنداوي
عام النشر: 2020م
عدد الصفحات: 283 صفحة
ردمك: 978152730604

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge