تعمل إدارة مشاريع مرافق الزيت حاليًا على بناء محطة جديدة لتحلية المياه بالتناضح العكسي في معمل فرز الغاز من الزيت في السفانية، بطاقة تبلغ 1500 جالون من المياه المحلاة في الدقيقة.
وتماشيًا مع مبادرة إدارة المشاريع، التي تهدف إلى التوسع في استخدام التقنيات الجديدة، تسعى إدارة مشاريع مرافق الزيت لاستخدام جهاز جديد لاسترجاع الطاقة في هذا المشروع، لتحقيق قيمة كبيرة من الناحيتين البيئية والاقتصادية، حيث سيؤدي الجهاز إلى توفير إجمالي في التكلفة يُقدر بـ 12 مليون دولار طوال دورة حياة المحطة.
التناضح العكسي
ويُعد التناضح العكسي تقنية شائعة وفاعلة لإنتاج المياه المحلاة، وقد اُنشئت عديد من محطات التناضح العكسي عبر مختلف المواقع داخل أرامكو السعودية.
وتولِّد هذه المحطات المياه المحلاة باستخدام تقنية الألواح الغشائية، حيث صُمِّمت هذه الأغشية على نحو فريد بحيث تسمح لجزيئات الماء بالنفاذ من خلالها، ومنع الجزيئات الأكبر من النفاذ، كما هو الحال مع الأملاح.
ولتحقيق النتيجة المرجوة من الفصل، يجب تمرير المياه المالحة الواردة من خلال غشاء التناضح العكسي تحت ضغط عالٍ جدًا؛ لذا تتطلَّب محطات التناضح العكسي التقليدية تركيب مضخات كبيرة عالية الضغط في أعلى المجرى المؤدي للأغشية.
وقد أثبتت محطات التناضح العكسي أهميتها في إنتاج المياه العذبة، ومع ذلك، لا يزال المجال متاحًا لأي عمليات تحسين تثبت فاعليتها.
تعزيز كفاءة الطاقة
وعندما تُرسَل مياه البحر إلى محطة التناضح العكسي لمعالجتها، فإن المياه العذبة المفصولة تغادر الغشاء عند ضغط منخفض لتخضع لمزيد من المعالجة، بينما تغادر المياه المالحة المركزة المحطة عند ضغط عالٍ، ومن ثم يُعاد ضخها في البحر.
وفي إطار سعيها لتحسين كفاءة هذه العملية التقليدية، نجحت إدارة مشاريع مرافق الزيت في تصميم جهاز جديد لاسترجاع الطاقة، يُعرف باسم "مبادل الضغط".
وفي التصميم الجديد، يقوم مبادل الضغط بموازنة الطاقة بين المياه المالحة المركزة ذات الضغط العالي ومياه البحر ذات الضغط المنخفض. وبالتالي، أمكن تصميم محطة التحلية الجديدة بمضخات أصغر بنسبة 60% من خلال هذا المشروع.
وتقدِّم هذه التقنية أسلوبًا مبتكرًا لإعادة تدوير الطاقة، مما يقلِّل من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المحطة، وتُسهم بشكل ملحوظ في حماية البيئة.
كما أسهم تقليص حجم مضخات الضغط العالي بنسبة 60% في انخفاض الإنفاق الرأسمالي في المحطة بمقدار 1.2 مليون دولار، في حين تنخفض المصاريف التشغيلية بمقدار 400 ألف دولار سنويًا. وإلى جانب ما أضافته هذه التقنية من قيمة، فإن الجهاز المُستخدم بسيطٌ إلى درجة مذهلة، وهو ما يميِّز هذه التقنية ويزيد من قيمتها.
تجدر الإشارة إلى أن الجهاز مُصمم ليعمل لمدة 25 عامًا، ويحتوي على أجزاء مصنوعة من مادة خزفية، ولا يحتاج إلى صيانة لأنه لا يحتوي على أي أجزاء إلكترونية.
