نجح فريق العمل في مشروع برنامج تحديث مصفاة الرياض في تنفيذ وإكمال المشروع في وقت قياسي قبل موعد التسليم المخطط له بالرغم من ظروف الإغلاق التي حدثت في ذروة أزمة انتشار جائحة كورونا العام الماضي.
وقد ثابر الفريق على العمل وأنجزه في أمان خلال فترة الإغلاق المحددة ضمن برنامج التحديث الشامل للمصفاة الذي بدأ في شهر مارس من العام الماضي والذي كان مخططاً له أن يستغرق أكثر من عامين لإتمامه.
فنظرًا للتفاني في الأداء والعمل الذي التزم بمعايير السلامة للفريق المكون من أكثر من 2000 من المختصين الميدانيين في المشروع، اكتمل مشروع تحديث المعالجة الهيدروجينية قبل موعده المقرر بوقت كبير. ونظرًا لإنجازه ضمن الميزانية المحددة، فإن العمل المعجل قد وفر مامجموعه 3.1 مليون ساعة عمل بينما تطلب فقط إغلاقًا واحدًا بدلًا من الإغلاقين المحددين في الأصل.
وقد تميز المشروع بهذا الكم الكبير من التسارع في الإنجاز، مع تحسين الكفاءة التشغيلية لأعمال المصفاة وتقليص التكاليف التشغيلية بشكل فاعل.
حجم الأعمال في المشروع
كان نطاق المشروع كبيرًا، حيث توجب على الفريق إزالة 61 قطعة من المعدات التي تزن 3,638 طنًا. وحفر ثم ردم 3,013 مترًا مكعبًا في الموقع لفسح المجال للتركيبات الجديدة، وتصميم وتركيب 17 وحدة معالجة جديدة كبيرة الحجم و27 مبدلًا، بالإضافة إلى تركيب 8,000 متر من شبكة الأنابيب الجديدة، وتصنيع وإنشاء 800 طن من الوحدات الهيكلية الفولاذية، وتركيب 141,000 متر من الكابلات للكهرباء وأجهزة القياس، وتنفيذ 257 من الوصلات الفرعية، وإنجاز 339 من أعمال الفحص الهيدروستاتي.
التحديات والإنجازات
وقد صممت التحسينات التي أدخلها الفريق على وحدات المصفاة ضمن عملية التحديث لمساعدة أرامكو السعودية على تلبية الطلب المحلي على الوقود بطريقة موثوقة واقتصادية. فلتحسين عمليات المعالجة في المصفاة، ركز نطاق عمل المشروع على تحسين المرافق المتقادمة مع تركيب ثمانية وحدات معالجة جديدة و12 مبدلًا بين اللقيم وفيض وحدة المعالجة، يتم تركيبها في وحدة التكسير الهيدروجيني لمعالجة المعدل المتزايد للقيم الجديد.
وكذلك تم تبديل وحدات معالجة ومبدلات أخرى لتحسين الإنتاج وتعزيز الربحية بما فيها وحدات المعالجة الهيدروجينية للنفتا والكيروسين ووحدات التهذيب البلاتيني التي تنتج البنزين ووقود الطائرات وغاز البترول المسال. وقد ركز الجزء الأخير من مشروع التجديد على تحسين وحدة التهذيب الهيدروجيني بهدف إنتاج 97% من الهيدروجين الخالص لدعم الطلب.
الجزء الأخير
ومن أبرز التحديات التي واجهت فريق العمل في المشروع برزت في البداية صعوبة عدم وجود خرائط محدثة متجهية لحركة المواد المعالجة في المصفاة. وللتغلب على صعوبة وضع خرائط ورسومات متجهية محدثة للمصفاة التي أنشئت في عام 1979م، استخدم الفريق المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد لمسح وإنتاج البيانات المطلوبة للمهمة مما نتج عنه توفير التكاليف وتسريع المخرجات.
ومن بين التحديات التي واجهها الفريق، أنهم وجدوا أمامهم عملًا كبيرًا لابد من إنجازه في وحدة التكسير الهيدروجيني نظرًا لوجود وحدات المعالجة المتقادمة، مما تطلب إحداث تغييرات بارزة في التصميم وتحسينات لأكثر من 20 قطعة لتحسين مهام الوحدة وقدرتها الإنتاجية.
وعلى صعيد آخر كان هناك تحد مختلف يتعلق بمواصفات المواد ونقلها. فقد كان لابد لإحلالات التجهيزات والأنظمة الجديدة بدلاً من القديمة من أن تلتزم بالمواد التي ينتجها مصنعون قليلون فقط حول العالم. وقد تم شراء ونقل وحدات التكسير الهيدروجيني إلى جانب 12 مبدل لقيم خاص بها والتي يبلغ إجمالي وزنها 2,670 طنًا من أوروبا إلى الرياض مما تطلب من فريق المشروع العمل بتفان خارج ساعات الدوام المعتادة لإتمام العمل في موعده الصعب. وتبع تحديات الشراء والتسليم عملية التركيب التي شكلت تحديات جديدة.
وخلال فترة تصميم أعمال التحديث، اتبع الفريق منهجية للبناء المعياري لتقليص وجود الفتحات الجانبية المطلوبة لإيقاف العمل. وقد شكلت التركيبات المعيارية الضخمة للتجهيزات والمعدات مع أحجامها الهائلة بالأطنان ضغطًا على الأيدي العاملة. لذلك، تم تعديل الخطة وتسريعها لتنفيذ المشروع بإغلاق واحد فقط. تم إنجاز هذه المهمة الرئيسة على يد فريق من المهنيين المتفانين في عملهم.