في بيتنا موهوب نفخر به

في بيتنا موهوب نفخر به

تذكر بعض المصادر المختصِّصة في التربية وعالم الطفولة أن مهمة اكتشاف مواهب الطفل تقع على بيئته المباشرة، التي تتمثِّل في والديه وأسرته بالدرجة الأولى؛ ذلك لأنَّ النسبة العظمى من مواهب الطفل تبرز في السنوات الأولى من عمره، ما يجعل المسؤولية الأسرية بالغة الأهمية في اكتشاف المواهب وتنميتها واستثمارها استثمارًا سليمًا.

ويتطلَّب الأمر استحضار الإرادة والوعي، وتعزيز المراقبة والتبصُّر النافذ، لاستمطار ما يتمتَّع به الطفل، أو ما يتَّسم به من سمات الموهبة والابتكار والتميز، في أي من المجالات التي يُحتمل أن يكون موهوبًا فيها.

أم حمود هي إحدى تلك الأمهات اللاتي يحرصن على الاهتمام بمواهب أبنائهن، حيث أعربت في حديث معها أنها تنتظر اليوم الذي ترى فيه مواهب أبنائها، قائلةً: "لابد أن يكون لأبنائي طاقات من الإبداع، وعليَّ أن اكتشفها حتى أحرِّضهم على استثمارها".

وأوضحت أم حمود أنها تأخذ أطفالها على الدوام إلى مركز إثراء، لأنها تريد أن يكون لهم مواهب يجدون أنفسهم من خلالها، لتصبح بمثابة مساحة مختلفة خارج إطار الدراسة. وتأمل أم حمود أن يكون أحد أطفالها عازفًا والآخر خيَّالًا، لكنها تضيف أن الأمر في النهاية يعود إليهم، فالمهم أن يكون للطفل حياة مختلفة خاصة به، يمكنه من خلالها إظهار إبداعاته على الملأ.

وعبر "القافلة الأسبوعية"، ارتأينا أن نسلِّط الضوء على نماذج من الموهوبين، سوًاء أكانوا صغارًا أم كبارًا، لنناقش معهم كيف اكتشفوا مواهبهم، وهل لعبت الأسرة دورًا كبيرًا في نجاحهم أم لا؟

تُجيد الرسم وتحبُّ الكتب

ليلاس سعد عمرها 13 عامًا، وتقول إنها تعلمت الرسم من قناة على منصة اليوتيوب، حيث تُشير إلى أن أمها وجدتها دُهشتا من موهبتها، كما حرصت الأخيرة على تشجيعها على الرسم، والاستمرار في تطوير موهبتها.

وعند سؤالها عمَّا تهوى أن ترسمه، أجابت: "أحب أن أرسم الشخصيات الكرتونية، حيث أطمح في المستقبل أن تكون لدي شخصيات كرتونية خاصة بي، ومن خلال ذلك من الممكن أن أقدِّم مسلسلًا كرتونيًا أو فِلمًا".

وتقول والدة ليلاس أنها أيضًا قارئة نهمة جدًا، حيث إنها تقرأ باللغتين الإنجليزية والعربية، ولديها مكتبة خاصة ومتنوعة.

مارية وسكتها الطويلة

أمَّا مارية الناصر فتبلغ من العمر 24 عامًا، وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الدراسات القرآنية، وعاشقة للقراءة.

وكانت مارية تكتب خواطرها بشكل مستمر، واكتشفت من خلال ما دونته في مفكرتها، التي تحمل الرسائل وقصائد الشعر وغير ذلك، أنها تستحق أن تظهر ما كتبته لنفسها ليقرأه الجميع.

وقد ساعدتها أسرتها في إصدار كتابها، الذي جاء تحت عنوان (سكة طويلة). ويناقش الكتاب أجزاء من صور الحياة التي لولاها لا يمكن للحياة أن تكتمل. تقول مارية: "كنت محظوظة جدًا فقد وقفت أسرتي معي، بل إنها تشعر بالفخر لربما أكثر مني".

نادية ونظرةٌ مستقبلية

وحصلت نادية الدوسري على شهادة دبلوم في الإدارة، لكن الأقمشة والعباءات والألوان استهوتها منذ صباها المبكر. وما إن تحدثت مع والدتها عن رغبتها في أن يكون لها علامة تجارية في السوق، حتى وجدت تشجيعًا كبيرًا ليس من أمها فحسب، وإنما من أسرتها جميعًا.

وتقوم نادية الآن بتصميم العباءات، وعند سؤالها حول السبب وراء اختيارها لهذا المجال، أجابت: "هوايةٌ أضمرتها في خاطري لسنوات. وحينما قررت أن أكون في مجال التصميم، كان أهم قرار اتخذته هو تصميم العباءات بأسعار مناسبة، لأني أريد كسب ثقة الشابات، وأن يصبحن عميلات دائمات لدي".

وتوضح نادية أن مجال عملها في إدارة الموارد البشرية علَّمها كيفية التعامل مع الناس وكسب مودتهم، كما ساعدتها خبرتها والدعم الهائل الذي تلقَّته من والديها.

التنمر قادها للنجاح

وقالت شهد محمد إنها رغم صغرها كانت تحب أن تساعد أمها في وضع الزينة على وجهها، ليبدو مختلفًا بلمساتها. وتبلغ شهد من العمر 22 عامًا، وهي خبيرة في فن المكياج.

وتُشير شهد إلى أنها تعرَّضت للتنمر في مراهقتها بسبب مظهرها، وقد دفعها ذلك إلى تطوير هوايتها في فن المكياج، حتى تحوَّلت لاحقًا إلى عمل حقيقي، موضحة أنها توفِّق الآن بين دراستها في هندسة الكمبيوتر صباحًا، وبين استقبال العميلات في المساء.

وتذكر شهد أنها تلقَّت دعمًا كبيرًا من قبل أسرتها، حتى تمكنت من تجاوز مرحلة التنمر، مؤكدة أن كل ما تفكر فيه الآن أفكر هو المستقبل.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge