أرامكو السعودية.. يدٌ تُمِدُّ العالم بالطاقة ويدٌ تحمي البيئة

أرامكو السعودية.. يدٌ تُمِدُّ العالم بالطاقة ويدٌ تحمي البيئة

قطعانٌ من المها العربي والغزلان الرملية والنعام تتجوَّل بحرية وأمان على رمال الربع الخالي، بينما تنمو شتلات القرم الصغيرة لتصبح بيئة خصبة وملاذًا آمنًا للروبيان وكثير من الأسماك والطيور البحرية على سواحل الخليج العربي. وعلى بعد كيلومترات من الساحل، تجد الضبَّان المهدَّدة بالانقراض مخبأً لها في محميتها الجديدة في تناقيب.

خلف كلِّ تلك الصور الحافلة بالحياة تظهر أرامكو السعودية، التي تؤمن أن دورها لا يقتصر على توفير الطاقة والكيميائيات التي يعتمد عليها العالم، بل إنها تأخذ على عاتقها أيضًا مسؤولية حماية البيئة والمحافظة عليها للأجيال القادمة.

ومع نموِّ أعمال أرامكو السعودية، يتوسَّع نطاق المبادرات التي تطلقها في مناطق المملكة، التي تتميز بتنوع مناخي وبيئي فريد، حيث تُدير الشركة عديدًا من البرامج لحماية النُظم البيئية البحرية والبرية، من أجل تحقيق هدفها المتمثِّل في حماية الطبيعة واستدامة مواردها.

الحد من انبعاثات الكربون

انطلاقًا من المكانة الرائدة لأرامكو السعودية في مجال الطاقة، تتمثَّل أحد أهم إسهاماتها الفاعلة في السعي نحو إيجاد حلول شاملة لعدد من القضايا التي ترتبط بالبيئة، مثل التغلُّب على تحديات تغيُّر المناخ، من خلال الحد من كثافة انبعاثات الكربون.

وتحرص الشركة على تنفيذ عدة مبادرات من أجل تحقيق هذا الهدف، بما فيها برنامج إدارة الطاقة، الذي أطلقته في عام 2000م، وحقَّق تحسينات في كفاءة الطاقة عبر جميع أعمالها. كما أن مشروع الشركة لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه يحدُّ من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، حيث يتم استخلاص تلك الانبعاثات، وتخزينها في باطن الأرض أو تحويلها إلى منتجات مفيدة.

زراعة القرم.. ورعاية البحر

وعلى صعيد آخر، أطلقت الشركة مبادرة زراعة أشجار القرم، بهدف استعادة الموائل الطبيعية واحتجاز ثاني أكسيد الكربون في المناطق الساحلية في المنطقة الشرقية من المملكة. وفي رأس تنورة، يجري إنشاء حديقة أشجار القرم البيئية، التي ستحمي حال إنجازها 63 كيلومترًا مربعًا من غابات أشجار القرم والمستنقعات الملحية وموائل النباتات البحرية، التي تُعدُّ حاضنات مهمة للأسماك والروبيان. وستساعد هذه الحديقة على تعزيز الوعي والاهتمام بهذه البيئة الحساسة.

وفي السياق نفسه، تعمل الشركة حاليًا على تنفيذ مبادرة تستهدف زرع شعب مرجانية صناعية، حسب خطة موضوعة تشمل عديدًا من المواقع الإستراتيجية في الخليج العربي، حيث تسمح هذه الشعب بتكوين موائل طبيعية منتجة، وتحسين الثروة السمكية، وتعزيز التنوع الحيوي في المناطق البحرية، كما توفِّر في الوقت نفسه بيئة مقاومة لآثار التغير المناخي.

محميةٌ في الشيبة.. وأخرى بين الجبال

ومن أهم مبادرات الشركة الرامية إلى حماية البيئة إنشاء محمية الحياة الفطرية في الشيبة، التي تجسِّد اهتمام أرامكو السعودية بالمناطق البيئية الحساسة، وحرصها على رعاية التنوع البيئي الذي تحتضنه تلك المناطق. وضمن هذه المبادرة، أُعيدت ثلاثة أنواع أصيلة كانت على وشك الانقراض من حيوانات شبه الجزيرة العربية إلى موطنها مرة أخرى، حيث تجول الآن قطعانٌ من المها العربي والغزلان الرملية والنعام بكل حرية في المحمية المسوَّرة بالقرب من مرافق الشركة في المنطقة، التي تؤوي أيضًا عشرات الأنواع من النباتات والحيوانات الأصيلة.

من جانب آخر، وبالتعاون مع الهيئة السعودية للحياة الفطرية ومؤسسة سميثسونيان، قامت أرامكو السعودية بمهمة إنقاذ تستهدف المحافظة على العقعق العسيري، وهو أحد الطيور المهدَّدة بالانقراض، والطائر الوحيد الذي يتخذ من المملكة دون غيرها موطنًا له.

الطبيعة في جوار مرافق الأعمال

ومع توسُّع أعمالها ضمن عدد من مناطق المملكة، اضطلعت أرامكو السعودية بدور فاعل تجاه تحقيق التزاماتها البيئية، لتؤسِّس أمثلة يُحتذى بها لمواقع إنتاج للهيدروكربونات صديقة للبيئة. وتُعدُّ مبادرة حماية السحالي ذات الذيل الشوكي المعروفة بالضب في منطقة تناقيب إحدى تلك المبادرات، حيث تسعى لاصطياد مجموعة محدودة من حيوان الضب المُهدَّد بالانقراض، ثم إطلاقها داخل محمية أُنشئت هناك، حيث يتم مراقبة صحتها خلال الفترة المقبلة بينما يستمر العمل على تطوير البرنامج.

وفي خريص، أُعيد تأهيل جزء من المنطقة المسيَّجة من خلال إنشاء ثلاث برك ماء، تحتوي على أكثر من 120 شجيرة محلية، وثلاثة أبراج لتعشيش الطيور، وملجأين حجريين صغيرين طبيعيين، الأمر الذي يحوِّل المنطقة إلى مركز آخر للتنوُّع الحيوي.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge