زرع جابر أشجاره بعدما بلغ 25 سنة من العمر حيثُ كان يجد صعوبة في كسب لقمة العيش، أما الآن عندما بلغ أواخر الأربعينيات من العمر فإنه قد حظي بحفاوة كبيرة من مبادرة أرامكو لدعم مزارعي البن ليتخطى طموحه حدود الجغرافيا ويصل مداه إلى بيع حبوب البن الخاصة به في مختلف أنحاء العالم.

قصص واقعية تستنهض الهمم – تحفيزٌ من نوعٍ آخر

قصص واقعية تستنهض الهمم – تحفيزٌ من نوعٍ آخر

نشأ جابر محاطًا بأشجار البن بين الجبال والتلال الخضراء في محافظة الداير بجازان؛ أقصى جنوب المملكة العربية السعودية.

تُعدُّ هذه المنطقة موطنًا للبن الخولاني الذي يتميز بمذاق حلو ونكهة بسيطة من المشمش والتوابل إذ يوصف بأنه إحدى أسرار المملكة العربية السعودية التي لا يعرفها الكثيرون.

فمن أكثر الذكريات التي يفتخر بها جابر في حياته هي مساعدته لوالده في حصاد البن واعتماد والده عليه في نقل الحبوب من المزرعة إلى منزلهما.

"عندما كنت صغيرًا.. كان الأمر صعبًا للغاية، فلم نملك سيارات حينئذٍ بل كنا نستعين بالجمال والحمير لنقل البن.

لكنني كنت متأكدًا من أن والدي لن يكلفني بهذه المهمة لو لم أكن قادرًا على القيام بها، وهذا ما جعلني أشعر بأني جدير بالثقة".

أن تكون مزارعًا للبن

تعلّق جابر بزراعة البن، فقد فتح والده عينيه على أسلوب حياة يُنظر له بنظرة التقدير في إطار ثقافة وتقاليد أهل منطقته، فالسنوات عندهم تقاس بزراعة البن وحصاد حبوبه.

يقول جابر "شجعني والدي على الإيمان بهذه الحرفة باعتبارها إرثًا عظيمًا، وغرس في نفسي حبًا كبيرًا لها".

كان لدى جابر بعض الأراضي، وبدأ في سن الخامسة والعشرين بزراعة أشجاره فوصل عددها إلى 70 شجرة، ولكنه واجه هو وزملاؤه من مزارعي البن العديد من التحديات، مثل نقص المياه اللازمة للري وصعوبة العثور على أيدٍ عاملة في كثير من الأحيان، فضلًا عن عدم تمكن المزارعين من أصحاب المحاصيل الصغيرة من العثور على سوق لمنتجاتهم.

مساعدة الخبراء

أطلقت أرامكو السعودية عام 2016 مبادرة أسهمت بمساعدة جابر وغيره من المزارعين على توسيع إنتاجهم وتجارتهم، فقد دُشّنت مشاريع لاستصلاح الأراضي لتحسين المصاطب الزراعية شديدة الانحدار والواقعة على تلال وجبال محافظة الداير، ورُكبت أنظمة ري ذكية لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المائية المحدودة، وأُضيفت عناصر مغذية وأسمدة عالية الجودة إلى التربة، ودُرب المزارعون على أحدث تقنيات الزراعة وزُودوا بالأدوات، ووفرت لهم هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان الشتلات، وحضر خبراء للمساعدة في رفع جودة المنتجات.

يقول جابر "في منطقتي؛ واجه المزارعون صعوبات عدة، أما أرامكو فكانت من أشد الداعمين لهم، وزادت مبادرتها المذهلة من اهتمامي بتوسيع نطاق حرفتي لأصل في نهاية المطاف إلى الحصول على المزيد من الشتلات وعلى مصنع صغير أيضًا، فهذا هو الطموح الذي شجعتنا شركة أرامكو السعودية على السعي لتحقيقه".

كما وقعت أرامكو أيضًا مذكرة تفاهم لإنشاء مركز متخصص للنهوض بصناعة البن في المملكة، وهو المركز الوطني لتطوير البن، الذي يهدف إلى الارتقاء بصناعة البن ودعم المزارعين المحليين من خلال تحسين طرق وأساليب الزراعة وزيادة كفاءة الإنتاج والدخل ورفع مستوى الوعي المحلي والعالمي بحبوب البن السعودية.

تنوع وانتشار 

قدمت المبادرة أيضًا الدعم لمساعدة المزارعين على بيع حبوب البن وتسويقها في الأسواق المحلية والدولية.

أما الآن؛ يمتلك جابر أربع خلطات من حبوب البن ضمن علامته التجارية التي تحمل اسم "قهوتكم"، من بينها خلطة ابنته جواهر، بالإضافة إلى خلطة أخرى اسمها "سحاب".

كما يبيع جابر منتجاته في المتاجر المحلية وعبر الإنترنت ما يعني أن منتجاته تباع أيضًا خارج المملكة.

يقول جابر "أبعد مسافة وصلتها منتجاتنا حتى الآن هي دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت.

أحمد الله على استمراري في زراعة البن. حيث مدت هذه المبادرة لنا يد العون أنا وغيري من المزارعين والذين أتمنى لهم مسيرة ناجحة في زراعة البن".

طموحات تعانق عنان السماء  

حقق 975 مزارعًا من مزارعي البن، الذين استفادوا من الخطة الخمسية في هذا الجزء من جازان، زيادة في إنتاجهم السنوي بواقع عشرة أضعاف من 24 إلى 276 طنًا متريًا سنويًا.

كما أتيحت لهم الفرصة لتحقيق دخل مستدام ونجاح طويل الأمد.

ولن تقف مسيرة جابر، الذي أصبح الآن في أواخر الأربعينات من عمره، عند هذا الحد،

فطموحاته كبيرة بعدما مكنه دعم أرامكو السعودية من الوصول إلى ثلاثة آلاف شجرة في مزرعته.

يقول جابر بفخر "وضعت نصب عيني هدفًا يتمثل بتطوير تجارتي لتتحول إلى شركة كبرى على مستوى المملكة العربية السعودية بل وعلى مستوى العالم أيضًا".

قصص ملهمة 

تحتفي هذه السلسلة ببعض القصص لأشخاص سعوديين تحولت حياتهم بفضل مشاريع تفخر أرامكو بدعمها. فقد أحيينا قصصهم من خلال حكايات مصورة، كما فعلنا مع قصة جابر. يمكن مشاهدة التقديم التمهيدي للاطلاع على النسخة التفاعلية الكاملة.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge