إضفاء الطابع المحلي إلى بيئتنا التجارية.. يبدأ من المصدر

نستعرض إنجازات برنامج اكتفاء الذي أسس في عام 2015 بهدف زيادة سلاسل توريد أرامكو السعودية المعتمدة على مصادر محلية.

إضفاء الطابع المحلي إلى بيئتنا التجارية.. يبدأ من المصدر

يهدف توطين سلاسل التوريد إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتمكين إزدهار الإنجازات التقنية، بالإضافة إلى جذب المنتجات الجديدة إلى المملكة، حيث يعود الفضل في ذلك لبرنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء).

وبعد أكثر من خمس سنوات على تأسيسه، أصبحنا نرى نتائجه المُثمرة في كل مكان؛ فمشاريع التنمية متواصلة في العديد من القطاعات وبالأخص فيما يتعلق بجذب صناعات وخدمات جديدة إلى المملكة.

حيثُ شجع ودعم برنامج اكتفاء منذ يومه الأول موردي الشركة على توظيف الكوارد السعودية وتطوير التقنيات بالإضافة إلى تعزيز التصنيع المحلي للسلع والأنظمة وكل ما يتعلق بنهضة الاقتصاد السعودي.

ولم يقتصر هذا التقدم الملموس في توطين سلاسل التوريد على ازدهار الشركة فحسب، بل نهض بالاقتصاد المحلي والوطني.

ولا تزال تأثيرات البرنامج المستقبلية ممتدة فيما يتعلق بنمو الصادرات وزيادة فرص التوظيف المحلية.

سد الثغرات

كان من بين أهداف برنامج اكتفاء النهوض بالابتكار وزيادة الاستثمارات المحلية ودعم إنشاء قطاعات جديدة للتصنيع والخدمات وهو ما سيعود بالفائدة على أرامكو خصوصًا والمملكة عمومًا.

وقد أثمر تشجيع موردينا على سد ثغرات كانت موجودة في ما سبق في سلاسل التوريد، في تعزيز قدرات المملكة وامكانياتها. حيث تم استحداث أكثر من 180 فرصة استثمارية حتى الآن، بالإضافة إلى أن الشركات المتعاونة ستتمكن من الاستفادة من قوى عاملة عالية المهارة آخذة في النمو، والتعرف على المستجدات في هذا القطاع وفرصة الانفتاح على أسواق مربحة في دول مجلس التعاون الخليجي بل وخارجها.

إنجازات جديدة.. وخطىً متسارعة

استطاع برنامج اكتفاء توطين نسبة 59% من سلاسل التوريد في عام 2021 وهي نسبة آخذة في التزايد، وذلك انطلاقًا من نسبة توطين أساسية بلغت 35% مع بداية المبادرة في عام 2015. وتبدو الاستفادة من هذا التحول واضحة لأرامكو السعودية ولقطاع الطاقة بشكل عام، حيث تساهم استدامة سلاسل التوريد في زيادة مستوى الموثوقية ورفع كفاءة دوائر الشركة الأمر الذي يعزز من موثوقيتنا وريادتنا في مجال الطاقة.

وقد كان لمصادر المنتجات الجديدة هذه أثر عظيم في المملكة. حيث أسهمت السلع والصناعات الحديثة في استحداث الآلاف من الوظائف التقنية الجديدة واستقطاب أكثر من 100 مشروع تحققت مكاسبها بالكامل، كما ازداد إنفاق موردينا إلى أكثر من أربعة أضعاف على البحث والتطوير مما أدى إلى نمو سنوي بلغ 50% في استثمارات الموردين في المنشآت المحلية الصغيرة والمتوسطة.

التركيز على الطاقة

لم يقتصر اكتفاء منذ تأسيسه على القطاعات الصناعية بل اشتمل قطاعات أخرى وذلك بعد دراسة عميقة لبرنامج أرامكو السعودية المالي. الأمر الذي كشف عن ثغرات في سلاسل التوريد وفرص عمل محتملة استطعنا اطلاع المستثمرين والموردين عليها. وقد ساهمت هذه الممارسات في وضع الأسس لكل الإنجازات التي حُققت منذ ذلك الحين حيث خلق أكثر من 180 فرصة عمل ممكنة على مستوى هذه القطاعات كاشفًا عن احتياجات محتملة للسوق تبلغ قيمتها حوالي 15 مليار دولار سنويًا.

وأحد أهم منجزات برنامج اكتفاء هو طرح منتجات وخدمات لسد تلك الثغرات، وتراوحت بين التصنيع المحلي لأجهزة حرق الغاز في الشعلات وتصنيع قضبان التسليح غير المعدنية التي تصنع في المملكة لأول مرة.

بينما تشمل القطاعات التي من المنتظر أن تنمو وتزدهر باستثمارات وأفكار جديدة: خدمات وتجهيزات حقول النفط، والطابعات ثلاثية الأبعاد، والمواد غير المعدنية إضافة إلى الخدمات البحرية.

سعيٌ للتقدم بخط أنابيبٍ ممتد

من خلال التأثير الهائل الذي أحدثه برنامج اكتفاء، فإن هناك عددًا ممتدًا من السلع الجديدة التي تم طرحها مؤخرًا في الأسواق كجزءٍ من إسهامات البرنامج للتغيير.

تمثل الأنابيب عنصرًا مهما في بنيتنا التحتية للطاقة، وقد عملنا بجد مع شركائنا المصنعين لإنشاء خطوط توريد محلية جديدة لإنتاج وتوفير بعض القطع التي كانت في السابق تستورد من الخارج.

كما قام برنامج اكتفاء بدعم توفير خدمة التسجيل المحلي لخصائص الآبار عن طريق الأسلاك في الدمام. وهي تقنية تخدم حقول النفط حيث تستخدم لتسجيل أهم القياسات الجيولوجية ومن ضمنها طبقات الصخور وطبيعتها وخصائص أخرى للصخور تساعد جميعها في دقة اختيار موقع البئر وتحقيق أكبر قدر من الإنتاجية.

وبدعمنا أنشأت المملكة أول مركز للتصنيع بالإضافة. وهو مرفق مجهز بأحدث التقنيات التي تقوم بالطباعة الثلاثية الأبعاد لمجموعة واسعة من الأشياء والعناصر المفيدة للعديد من الأغراض الصناعية.

تطورٌ مُستمر ونماءٌ مزدهر

حقق برنامج اكتفاء حتى اليوم تقدمًا هائلًا. حيث تم توقيع 94 اتفاقية جديدة بتكلفة إجمالية بلغت 29 مليار دولار، وإنشاء 34 مصنع محلي جديد وتوسيع دائرة الأعمال لثلاثين مصنعًا آخر على خلفية الأعمال الجديدة.

ومع العديد من التدشينات المنتظرة والمشاريع الجديدة التي ما تزال تتبلور، يسام اكتفاء في صُنع اقتصاد سعودي أكثر مرونة وتنوعًا وقوة بعد أن حقق زيادة في الإنفاق على البحث والتطوير داخل المملكة بلغت أربعة أضعاف. وما يزال التشجيع على توطين الأعمال بالتزامن مع ازدياد الفرص والخبرات الفنية مستمرًا. نريد أن نرى المنتجات والخدمات التي نستهلكها تحمل شعار "صنع في السعودية" حيث إن دعم الصناعات السعودية من العملاء وشركاء الأعمال يساهم في خلق فرص عمل تتطلب مهارة للمواطنين واقتصاد مواكب للمستقبل.

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge