
عدد يناقش قضايا ثقافية وفكرية وعلمية متنوّعة
"القافلة" في عددها 710: تحتفي بـ "الكاتب".. شاهدًا على التاريخ وما قبله
عالمي في الامس
سفراء المجتمع
أصدرت مجلة القافلة عددها الجديد 710 لشهري مايو ويونيو 2025، قدمت من خلاله محتوى ثقافي ومعرفي متجدّد، يجمع بين العمق والاتساع، ويعكس وعيًا متصاعدًا بالتحدّيات التي تفرضها التحولات الرقمية، وسؤال العلاقة بالماضي الثقافي، والبحث عن معنى الحضور المعرفي في عصر تسيطر عليه المشتّتات.
قضية العدد: علاقتنا بالماضي الثقافي.. بين الافتتان والانقطاع
في قضية العدد، تتناول القافلة، عبر ثلاث مقالات، إشكالية علاقتنا بالماضي الثقافي العربي بوصفها علاقة يشوبها الانقطاع والارتباك. ويناقش كمال عبداللطيف في مقاله "سؤال التراث في الراهن العربي" كيفية تعامل العرب مع تراثهم الفكري والفلسفي في ظل غياب مشروع تحديثي عميق. فيما يقدّم بدرالدين عرودكي مقارنة بين تعامل الفرنسيين واليابانيين مع تراثهم الثقافي، كأمثلة حيّة يمكن الاستفادة منها في المشهد العربي. أما عدي الحربش، فيختم موضوع القضية بتأمّلات نقدية حول المسارات المحتملة لتجاوز القطيعة الحالية، مقترحًا آليات تصحيح تتسم بالواقعية والتدرج.
أدب وفنون: العمارة، القط، والمشري في الريف السعودي
في قسم "أدب وفنون"، يكتب الدكتور محمد مشاري النعيم عن "خريطة العمارة السعودية"، محللًا تحولات الهوية المعمارية في المملكة من الطابع المحلي إلى العالمي، وكيف تعكس العمارة تطورًا في نظرة المجتمع لنفسه. كما يسلّط العدد الضوء على تجربة الكاتب الراحل عبدالعزيز المشري، حيث يتناول الكاتب سعيد السريحي سيرته الإبداعية من خلال استعراض أعماله التي رسمت ملامح الريف السعودي بأدوات سردية تنبض بالحياة.
الدراما السعودية.. من رمضان إلى المنافسة الإقليمية
يشهد العدد أيضًا احتفاءً بالأعمال الدرامية السعودية، حيث يناقش الدكتور فهد توفيق الهندال في مقاله تطوّر الدراما السعودية وما شهدته، مؤخرًا، من حراك ملحوظ على الرغم من حداثة عهدها النسبي، مؤكدًا نضجها المبكّر في السرد والإنتاج.
وفي زاوية أدبية طريفة، يقدم العدد مقالة بعنوان "قِط الأدب" كتبها عزت القمحاوي، تتناول صورة القط في الأدب العالمي بوصفه كائنًا رمزيًا يمثّل الدهاء والعزلة والغموض، من أعمال إرنست همنغواي إلى قصائد الشعراء العرب.
علوم وتكنولوجيا: بين الإطارات الذكية وسفن الفضاء
في قسم "علوم"، يكتب أمجد قاسم عن "الإطارات الذكية" ودورها في تقليل الحوادث عبر تقنيات الاستشعار، بينما تناقش تسنيم العداربة أهمية التدخل المبكر في تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. ويسرد مقال شيّق للكاتب حسن الخاطر، بعنوان "سفينة الأجيال الفضائية" تصورات مستقبلية لرحلات بشرية طويلة الأمد خارج الكوكب. ويستعرض العدد كذلك محمية جزيرة أبو علي كنموذج للتوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة، بقلم الكاتب محمد الصالح.
مجهر وآفاق: الفكاهة، القلق، والهوية الإنسانية
في قسم "آفاق"، يطرح مقال للدكتورة دانة عوض بعنوان "دور الفكاهة في تعزيز المحادثة الجيدة" تحليلاً اجتماعيًا لقوة النكتة في بناء علاقات إنسانية متينة. كما يناقش مقال مهى قمر الدين "الجانب المشرق للقلق"، وكيف يمكن تحويل القلق إلى دافع للإبداع والنمو الذاتي. كما توثق عدسة إبراهيم سرحان في زاوية "عين وعدسة" رحلة بصرية إلى الحرات في السعودية، مبرزة جمال التشكيلات البركانية.
الملف الخاص: "الكاتب"
يتناول ملف العدد أهمية "الكاتب" وأدواره التي يؤديها بأدوات لا تتجاوز في بساطتها القلم والورقة، ويستعرض الملف كيف تبدّلت وظائف الكاتب وتلوّنت عبر التاريخ، وتفرّعت إلى ما لا يُحصى من الاهتمامات والتخصصات المختلفة، بينما حافظت على بقائها في صميم كل حضارة، لتشكّل الفرق بينها وبين الهمجية. في هذا الملف، يحاول عبود طلعت عطية الإحاطة بما أمكن من عالم الكاتب.
يحمل العدد 710 من مجلة القافلة بين دفتيه حوارًا مستمرًا بين الماضي والمستقبل، بين الثقافة المحلية والانفتاح العالمي، وبين الورق والتقنية. إنه عدد يرسم خريطة ثقافية تمتد من الفلسفة إلى العمارة، ومن فوّهة البركان إلى خشبة المسرح، ويؤكد من جديد أن القافلة لا تزال في طليعة الحراك الثقافي العربي، وهي تفتح الطريق أمام قرائها للتأمل، والحوار، والتجدد.
تصدر القافلة عن أرامكو السعودية منذ عام 1953م، وهي تصدر حاليًا كل شهرين بالتعاون مع شركة "روناء للإعلام المتخصص". ويُتاح للقراء متابعة أحدث ما تنشره المجلة عبر قناتيها على إكس (@QafilahMagazine) والواتساب، وكذلك من خلال موقعها الإلكتروني، الذي يسمح بمطالعة جميع الأعداد من أرشيف القافلة.