القافلة 712: من الرعاية الفكرية إلى ملف السكّر.. رحلة بين الأدب والعلم وآفاق الطبيعة

في هذا العدد، أعلنت المجلة عن تدشين حسابها على منصة "إنستغرام"، في واحدة من خطوات التحوّل الرقمي الذي تشهده خلال الفترة الأخيرة، كما تُطلّ المجلة على القارئ بمحتوى ثري يبدأ من دهشة الرحلات، ويُختتم بملف خاص عن السكّر، مرورًا بقضية الرعاية الفكرية، وقراءات في الأدب والفنون والعلوم.

الرحلة.. دهشةً ومعرفة

في افتتاحية العدد، يكتب رئيس التحرير عن دهشة الرحلات، بوصفها تجربة تتجاوز الجغرافيا إلى إعادة اكتشاف الذات والآخر. ويرى أن السفر ليس مجرد انتقال، بل مسار ثقافي يُعيد تشكيل الوعي ويمنحنا طاقة للتأمل والكتابة.

حول جسور المعنى ومعارك الوعي

في قسم "قبل السفر"، يتحدث الدكتور عادل الثامري عن الترجمة حين تجسّر الهُوّة بين الثقافات، ويلفت أنظارنا إلى أن أغلب الكتابات الإنسانية العظيمة لم تكن لتصلنا لولا الترجمة. فيما يكتب خالد صلاح حنفي عن الصور الزائفة في حروب احتلال الوعي، محللًا آليات التضليل البصري في زمن الإعلام الجديد.

الرعاية الفكرية وحدودها

تحت عنوان "الرعاية الفكرية ضرورة.. ولكن أين حدودها؟"، تُثير القافلة "قضية العدد"، وتتحدث عن علاقة الفكر بمؤسسات الرعاية. يشارك في هذا المحور كلٌّ من عبدالسلام بنعبدالعالي ومعجب الزهراني وعبدالله العقيبي، الذين يطرحون أسئلة عن دور الرعاية في حماية الثقافة، ومخاطر أن تتحول إلى وصاية أو تقييد للإبداع.

النص البصري والسردي

في قسم "أدب وفنون"، يكتب عدنان المناوس عن الرواية والعمل الفني، محلّلًا التداخل بين النص البصري والسردي. وتحاور نسرين البخشونجي الروائية والشاعرة اليابانية الألمانية يوكو تاوادا، مسلّطةً الضوء على تجربتها في الكتابة عبر لغتين وثقافتين. كما يقدّم بدر السماري مقالة عن الرواية والمدينة في الأدب السعودي، محللًا كيف أصبحت فضاءً رئيسًا لتشكّل الحكايات وتداخل مصائر الشخصيات، ومبينًا أن الرواية السعودية الحديثة وجدت في تحولات المدن مرآةً لقراءة المجتمع وتوتراته وصراعاته.

وفي "أدب وفنون" أيضًا، ينسج عبدالعزيز بركة ساكن بكلمات بديعة بورتريهًا للشاعر السوداني الهادي آدم، بوصفه "شاعرًا جسرًا" بين الوجدان الفردي والذاكرة الجماعية، وفي زاوية "رأي ثقافي"، يأتي مقال "في مهبّ الآلة" بقلم عيسى مخلوف، مستعيدًا أسطورة فاوست وميداس ليتأمل ثمن الركون لسطوة التقنية والرأسمالية الرقمية على حساب جوهر الإنسان، فيما يُضيء حسن عبدالموجود على تجربة الفنان التشكيلي عمر الفيومي. كما يضم العدد قصيدة بعنوان "الفُلّ" للشاعر محمد حبيبي، وتحقيقًا لــسكوت بالدوف عن فِرَق موسيقى الروك في المملكة.

من الخيمياء إلى الذكاء الاصطناعي

في قسم "علوم"، يعود فارس دباس السويلم إلى جذور العلم في مقاله "من الخيمياء إلى الكيمياء.. بعض الأحلام تتحقق"، بينما يكتب محمد المندعي عن الذباب ودوره البيئي الذي يستحق تقديرًا أفضل. أما فريق القافلة فيأخذ القارئ إلى المستقبل بمقال عن محركات الالتواء، أحد تصورات السفر الفضائي.

وفي السياق نفسه، يناقش محمد سناجلة كيف أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على تجاوز التحليل إلى صياغة النظريات، في تحول جذري لطبيعة المعرفة. كما يعرض القسم موضوعات عن الثعالب في بيئة الجزيرة العربية وتراثها، ومقالات من "المختبر"، إضافة إلى زاوية "مجهر" التي يتناول فيها الدكتور فهيد السبيعي مواد البناء الحديثة وتأثيرها في جودة الهواء داخل المنازل.

آفاق عن الخيل العربية وتعفّن الدماغ

في قسم "آفاق"، يكتب د. سعيد وهاس عن "تعفّن الدماغ"، ويتطرق من خلاله إلى استنزاف العالم الرقمي لقدراتنا العقلية والمعرفية، بينما يتناول د. صهيب عالم تاريخ حضور الخيل العربية في الهند رمزًا ثقافيًّا وتاريخيًّا. وتصحب زاوية "عين وعدسة" القارئ إلى مدينة شنقيط الموريتانية بعدسة محمد عزيز ومليكة دياجانا، وبقلم الكاتب علي محمد الرباعي، وفي زاوية "فكرة"، يستلم العدد في مقالة بعنوان "هاكونا يوتوبيا"، تجربة مجموعة "كايروس فيوتورا" من العاصمة الكينية نيروبي، حيث جرى اختبار معنى اليوتوبيا في الحياة اليومية. يطرح المقال تساؤلًا عما إذا كانت اليوتوبيا مجرد حلم بعيد، أم أنها قد تتجلى فعلًا في لحظات ومساحات عابرة من تفاصيل حياتنا.

السكر.. من الزراعة إلى الرمزية

يُختتم العدد بملف خاص عن السكر، كتبه عبود طلعت عطية، متتبعًا مساره من زراعته وصناعته إلى حضوره في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. يعرض الملف كيف تحوّل السكر من سلعة نادرة إلى عنصر يومي، وكيف شكّل جزءًا من الثقافة الغذائية، ورمزًا للترف والاحتفال، قبل أن يصبح أيضًا موضع جدل صحي وبيئي.

تحفيز للقراءة والتأمل

يحمل العدد 712 من مجلة القافلة بين صفحاته تنوّعًا يعكس سعة الأفق الثقافي العربي، من قضايا الفكر والرعاية الفكرية إلى الشعر والرواية والفن، ومن رحلات المدن إلى أسئلة الذكاء الاصطناعي.

جديرٌ بالذكر أن "القافلة" هي مجلة ثقافية متنوعة، تصدر عن أرامكو السعودية منذ عام 1953م، ويُتاح للقراء متابعة أحدث ما تنشره المجلة عبر حسابيها على إكس والواتساب، إضافة إلى حسابها على إنستغرام (qafilahmagazine)، وكذلك من خلال موقعها الإلكتروني، الذي يسمح بمطالعة جميع الأعداد من أرشيف القافلة، وتقديم طلبات الاشتراك لاستلام النسخ الورقية من الأعداد الجديدة والاشتراك في النشرة البريدية للمجلة.

ولقراءة العدد ومزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني لمجلة القافلة:

مجلة القافلة (qafilah.com) – مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين.