اختار اللغة

تطوير مركز مساندة طوارئ الحريق في الظهران

نقلة نوعية في الاستجابة لحوادث الحريق في مناطق أعمال الشركة

عالمي

يقوم فريق من مشغلي الإطفاء في مركز مساندة طوارئ الحريق في الظهران بمراقبة مكالمات 911، وترحيل الموارد، والمحافظة على تقارير الحوادث في الوقت الفعلي عبر شبكة موارد دائرة الوقاية من الحريق المكونة من 56 محطة إطفاء.

أبطال السلامة

عند الاستجابة للطوارئ، يمكن للكفاءة والدقة أن تشكلا الفرق بين الحياة والموت، وبالنسبة لإدارات وأقسام دائرة الوقاية من الحريق في أرامكو السعودية، فإن نظام توجيه البلاغات والموارد المركزي الذي أُنشئ العام الماضي ضمن مركز مساندة طوارئ الحريق الجديد، الذي عمل بكامل طاقته اعتبارًا من الأول من يناير 2025م، يشكل العمود الفقري لأعمال دائرة الوقاية من الحريق، ويضمن سرعة الاستجابة وتخصيص الموارد بشكل فاعل وتبسيط الاتصالات. 

ولهذا المركز، الذي يتم تشغيله عبر ثلاث نوبات عمل على مدار 24 ساعة من محطة الإطفاء في الظهران، أهمية بالغة في تنسيق أعمال مكافحة الحرائق والاستجابة لحالات الإنقاذ عبر 56 محطة إطفاء في جميع أنحاء المملكة. وقد أسهمت مبادرة نظام توجيه البلاغات والموارد المركزي في تحسين الاستفادة من الأيدي العاملة من خلال إعادة توزيع 101 من رجال الإطفاء على محطات الإطفاء، لتحصل المبادرة بذلك على المركز الأول في حفل توزيع الجوائز التقديرية في مجال السلامة والأمن الصناعي، التي قدمها النائب الأعلى للرئيس للسلامة والأمن الصناعي، الأستاذ عبد الله الغامدي. 

وتعمل مجموعة من 6 موظفي تنسيق البلاغات بمثابة عيون وآذان لدائرة الوقاية من الحريق في هذا المركز الذي تضيئه شاشات الكمبيوتر والفيديو الكبيرة المثبتة على الجدران، حيث يراقبون بصورة فاعلة جميع مكالمات الطوارئ الواردة على الرقم 911 في شبكة أرامكو السعودية، وعندما يكون هناك حادث، لا قدر الله، يتطلب تدخل دائرة الوقاية من الحريق، يقوم المركز بتنبيه محطة الإطفاء التي تغطي منطقة الحادث من خلال نظام إنذار مركزي من أجل إرسال ما يلزم من أفراد ومعدات للتعامل مع الحادث.

Khalaf almalki
مشغل إطفاء في مركز مساندة طوارئ الحريق في الظهران، خلف المالكي، يجمع المعلومات يوميًا من مكالمات الطوارئ 911 الواردة إلى شبكة أرامكو السعودية. كما يستطيع المالكي تنبيه إحدى محطات الإطفاء الـ 56 للاستجابة، والتواصل لاسلكيًا مع قائد الإطفاء في الموقع، وإرسال موارد إضافية، وحفظ سجل تقارير الحوادث.

آراء رجال الإطفاء

وتعليقًا على ذلك، قال خالد المطيري، وهو موظف تنسيق بلاغات إطفاء الحرائق (مرحّل) في مركز مساندة طوارئ الحريق: "عندما تردنا مكالمة على الرقم 911 تتطلب استجابة من دائرة الوقاية من الحريق، يتيح لي النظام إمكانية مسح الإمكانات المتوفرة من أفراد ومعدات في قاعدة بياناتنا المركزية، وإرسال رسالة إنذار مسبق إلى المحطة المعنية، وعند تأكيد الحالة الطارئة، أقوم بإطلاق صافرة الإنذار الذي يُبث عبر مكبرات الصوت في تلك المحطة. وبعد إطلاق الإنذار في المحطة، أعطي المستجيبين الأوائل فسحة من الوقت لبضع ثوانٍ لتجهيز أدواتهم ومعداتهم والبدء في مغادرة المحطة قبل الاتصال بمسؤول الإطفاء عبر جهاز اللاسلكي". 

ويظل هذا المرحل على اتصال مع مسؤول الإطفاء في مكان الحادث عبر اللاسلكي طالما ظل الحادث مستمرًا، حيث يدخل تفاصيل الحادث في نظام سجل التشغيل إلى أن يتم تأمين مكان الحادث وينتهي عمل أفراد دائرة الوقاية من الحريق فيه. وعند انتهاء الحادث، يرسل منسق نوبة العمل مسودة تقرير الحادث إلى رئيس محطة الإطفاء، الذي يقوم بمراجعته وتحديث تفاصيله ليتم بعد ذلك وضعه في صورته النهائية. 


يتوفر لدى مشغل الإطفاء، فيصل الغامدي، في مركز مساندة طوارئ الحريق في الظهران، عديدًا من الموارد اللازمة لتلقي التقارير وإرسال الموارد إلى الحادث والمحافظة على سجلات تقارير الحوادث.

من جانبه، أضاف محمد المطيري، وهو رئيس فرع إطفائية: "لقد حسّن هذا النظام قدرتنا على معرفة ما يحدث في مكان الحادث قبل وصولنا، حيث يقوم المرحلون بجمع المعلومات وتزويدنا بها أثناء توجهنا إلى مكان الحادث، مما يجعل عملنا أسهل". 

وقبل ذلك، كانت كل محطة إطفاء تخصص رجل إطفاء ليقوم بدور المرحل في كل نوبة عمل، وكان ذلك يتطلب من رجل الإطفاء ذلك الاستماع إلى كل مكالمة محلية ترد على الرقم 911 في منطقة مسؤولية المحطة، وإذا لزم الأمر، إطلاق نظام الإنذار والشروع في إرسال ما يلزم من أفراد ومعدات. وبعد ذلك يظل رجل الإطفاء على اتصال مع قائد فريق الإطفاء في موقع الحادث، وبعد الانتهاء من التعامل مع حالة الطوارئ، يقوم بإعداد تقرير الحادث النهائي. وكانت هذه الإجراءات تستغرق وقتًا طويلاً وتشغل رجال الإطفاء عن عمليات الاستجابة للطوارئ، وإن كانت تنطوي على ميزة واحدة وهي الإلمام بمنطقة مسؤولية تلك المحطة. 

حسن الزهراني (يسار) يُطلع عبد الرزاق المعيصب على الوضع، خلال تغيير النوبة في مركز مساندة طوارئ الحريق في الظهران. من هذه المحطة، يُمكن لرجل الإطفاء المُناوب مُتابعة جميع مكالمات الطوارئ 911 ضمن شبكة أرامكو السعودية، وتوزيع الموارد، ومتابعة الحادث بشكل مباشر، وحفظ سجلّ تقارير الحوادث. (تصوير: هاني القويز)

جدوى وفاعلية النظام الجديد 

من جانبه، قال محمد الحربي، وهو رئيس فريق إطفاء ويشغل منصب رئيس مركز مساندة طوارئ الحريق: "كان النظام السابق يحتاج لموارد بشرية كثيرة ويتطلب تخصيص ثلاثة رجال إطفاء يوميًا في كل محطة إطفاء في جميع مرافق الشركة، مما يجعل هؤلاء الرجال غير متاحين للاستجابة للحوادث، والآن يمكننا تحقيق ما كان يتطلب في السابق ما يقرب من 125 رجل إطفاء بـ 24 فقط". 

وحيث أن رجال الإطفاء المكلفين بالعمل في مركز مساندة طوارئ الحريق، والمختارين من مختلف إدارات وأقسام دائرة الوقاية من الحريق، سيصبحون مسؤولين عن مناطق ليس لديهم معرفة مباشرة بها، فقد جرى إطلاق برنامج قوي لنقل المعرفة ومشاركتها بهدف إكساب الجميع الدراية والمعرفة بمختلف المناطق الداخلة ضمن مسؤولية الدائرة. 


رئيس فريق الإطفاء، محمد الحربي، المُكلّف برئاسة مركز مساندة طوارئ الحريق في الظهران. ومن خلال منصبه، يُشرف على أعمال تنسيق البلاغات المركزية ودعم العمليات، مما يضمن التنسيق السلس والإشراف الفاعل على جميع حوادث الطوارئ الجارية. وتلعب قيادته دورًا حيويًا في إدارة موارد دائرة الوقاية من الحريق في جميع أنحاء أرامكو السعودية، ودعم جهود الاستجابة للطوارئ على مستوى الشركة.

وأضاف خالد المطيري: "من هذا المركز، يمكننا إدارة حوادث متعددة وإرسال فرق الاستجابة حسب الحاجة. ففي هذا الصباح فقط، كنت أتعامل مع حادثة بسيطة في منطقة أعمال الشركة في ينبع، وهو مكان لم أزره من قبل، ولكن بفضل الأدوات والمعرفة المشتركة في هذا المركز، نجحنا في إرسال ما يلزم من أفراد ومعدات بفعالية وكفاءة".

من جهته قال رئيس قسم الوقاية من الحريق في بقيق (بالوكالة)، طارق الزهراني: "قد أدخل مركز مساندة طوارئ الحريق مزيدًا من التقنيات لتسهيل العمل، حيث يمكننا من استخدام خرائط تحدد المناطق الحساسة وتظهر لنا الموارد المتاحة، ولولا ذلك لاحتجنا إلى الاعتماد على ما يعرفه الأفراد في كل منطقة عن منطقتهم". 

يتوفر لدى مشغل الإطفاء، حسن الزهراني، في مركز مساندة طوارئ الحريق في الظهران، عديدٌ من الموارد اللازمة لتلقي التقارير وإرسال الموارد إلى الحادث والمحافظة على سجل تقرير الحادث.

وتسمح التقنيات الحديثة للنظام بتحسين أوقات الاستجابة والتوسع في تخصيص الموارد والإمكانات. وتتضمن بعض التحسينات المقررة في دائرة الوقاية من الحريق إضافة معدات مثل أجهزة الكمبيوتر اللوحية، مما يسمح لمسؤول الإطفاء في مكان الحادث بإدارة ومتابعة نشاطات الاستجابة في الوقت الحقيقي، ويتيح له طلب ما يحتاج من موارد إضافية.

وأضاف الحربي: "يلعب مُرحِّل بلاغات الإطفاء دورًا فريدًا في مجال الإطفاء، حيث يعمل بمثابة ظل لضابط الإطفاء. وقد عززت هذه المبادرة بشكل كبير قدرتنا على إنقاذ الأرواح وحماية الأصول".

أما خالد المطيري فقال: "أحب تلقي المكالمات وتنسيق الاستجابات من هذا المركز، حيث يتعين علينا أن نتخيل موقع الحادث في رؤوسنا وننسق نشاطات الاستجابة بنجاح. وهذا المركز هو أحد أكثر الأماكن حركة ونشاطًا في دائرة الوقاية من الحريق".

منسق النوبة في مركز مساندة طوارئ الحريق في الظهران، عقيل الأحمد، يراقب الحوادث الجارية التي استجابت لها موارد دائرة الوقاية من الحريق.

مقالات ذات صلة