خلال مشاركته في مؤتمر الطاقة العالمي

الناصر يدعو إلى استراتيجية واقعية تهدف إلى تحول منظم وشامل في قطاع الطاقة

الناصر يدعو إلى استراتيجية واقعية تهدف إلى تحول منظم وشامل في قطاع الطاقة

في نقاش صريح جرى في إطار الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الطاقة العالمي المنعقد في مدينة روتردام الهولندية، جدد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، دعوته إلى وضع خطة واقعية وشاملة للتحول في قطاع الطاقة تتمحور حول خفض الانبعاثات، وتوفر، في الوقت نفسه، الطاقة اللازمة لدفع عجلة الاقتصاد العالمي. 

وفي حوار له مع المحرر السابق لشؤون الأسواق الناشئة في محطة سي إن إن، جون ديفتيريوس، قال الناصر إن التحول في قطاع الطاقة ربما لن يحدث إذا كان هناك اعتماد على التوجهات السياسية وحدها. كما واصل التأكيد على الأهمية الحيوية للتقنية وكذلك أمن الطاقة وتكلفتها المعقولة للمساعدة في توفير حلول عملية متعددة السرعات، مضيفًا أن الطاقة غير التقليدية قد لا تكون جاهزة لتحمل أعباء الطلب العالمي. 

وأشار الناصر إلى المكاسب المحققة فيما يتعلق بكفاءة استهلاك الطاقة التقليدية واختلاف الاقتصادات والناس في مقدار حاجتهم من الطاقة في مختلف أنحاء العالم: وقال الناصر موضحًا أن ما يناسب دولة ما ربما لا يناسب دولة أخرى، فلا يوجد حل واحد مناسب للجميع. وأضاف: «كثير من صناع السياسات لا يدركون متطلبات التحول في قطاع الطاقة ولا كيفية حدوثه. فنسبة استهلاك المواد الهيدروكربونية في دول الجنوب العالمي ستصل إلى %80 بحلول 2050، مقارنة بنسبة استهلاكها اليوم، وهي %40 في دول الشمال العالمي مقابل %60 في دول الجنوب العالمي. وهذا نمو عظيم لصالح دول الجنوب».

 

خطة واقعية 

وأكد الناصر أنه لا تخلو أي خطة توضع لتنفيذ تحول منظم وواقعي وشمولي في قطاع الطاقة من أربعة عناصر، هي: استثمارات كافية في قطاع النفط والغاز استجابة إلى افتراضات الطلب على الطاقة المطابقة للواقع عوضًا عن التخلي عن النفط والغاز. وزيادة جهود الحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز الكفاءة في جميع القطاعات بالتزامن مع التحول في قطاع المواد. ومواصلة جهود البحث العلمي والاستثمار في المصادر والتقنيات الجديدة المتعلقة بالطاقة، وكلاهما قد يستغرق بعض الوقت حتى يعطي ثماره من حيث قابلية التنفيذ والتنافسية الاقتصادية. ومنح اهتمام كافٍ لاحتياجات الطاقة وأولويات دول الجنوب العالمي بدلًا من التركيز بصورة أساسية على دول الشمال العالمي. 

ودعا رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين إلى الإقرار بأن التحول العالمي في قطاع الطاقة أمر معقد جدًا، إذ يتطلب مشاركة جميع الجهات المعنية في العالم. وقال بأنه ينبغي ألا تسيطر العواطف على الحوار بشأن الحلول المحتملة، بل ينبغي أن يكون التركيز على مصادر وتقنيات الطاقة الحالية والجديدة لمواجهة التحديات التي تواجه جميع الأمم.  

 

اكتشافات علمية

وبين الناصر أن الشركات الصناعية تعمل بجد لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة والحد من الانبعاثات الكربونية. ففي قطاع النقل، على سبيل المثال، أسهمت التحسينات في تعزيز كفاءة استهلاك الوقود في السيارات والشاحنات والسفن والطائرات. كما أن هناك تطورًا في كفاءة الأجهزة المنزلية، من أجهزة تدفئة وتبريد المباني إلى غيرها من الأجهزة. وتساهم الرقمنة كذلك في كفاءة استهلاك الطاقة، حيث قدمت الاكتشافات العلمية في الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة مزايًا أخرى كبيرة. 

وتبرهن مشاركة أرامكو السعودية في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الطاقة العالمي على التزام الشركة بدعم تحول شامل في قطاع الطاقة على مستوى العالم. وقد عُقد المؤتمر، الذي استمر لأربعة أيام، على أعلى مستوى سياسي وحضره العديد من رواد القطاع حول العالم من منتجين وموردين ومستهلكين، كان من بينهم 70 وزيرًا وأكثر من 7 آلاف جهة من الجهات المعنية بالطاقة دوليًا و1200 من ممثلي وسائل الإعلام. 


أهم عناصر خطة تنفيذ التحول المنظم والواقعي والشمولي في قطاع الطاقة 
- استثمارات كافية في قطاع النفط والغاز استجابة إلى افتراضات الطلب على الطاقة المطابقة للواقع عوضًا عن التخلي عن النفط والغاز.
- زيادة جهود الحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز الكفاءة في جميع القطاعات بالتزامن مع التحول في قطاع المواد. 
- مواصلة جهود البحث العلمي والاستثمار في المصادر والتقنيات الجديدة المتعلقة بالطاقة، وكلاهما قد يستغرق بعض الوقت حتى يعطي ثماره من حيث قابلية التنفيذ والتنافسية الاقتصادية. 
- منح اهتمام كافٍ لاحتياجات الطاقة وأولويات دول الجنوب العالمي بدلًا من التركيز بصورة أساسية على دول الشمال العالمي. 

 

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge