مجلس "إثراء" الثقافي الرمضاني يطلق جلساته بسرد معاصر للإبل تزامنًا مع عام الإبل 2024
انطلقت الجلسات الحوارية لمجلس إثراء الثقافي الرمضاني والذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، مساء كل يوم أربعاء من شهر رمضان المُبارك، إذ يأتي ذلك من منطلق دور المركز نحو إثراء المجتمع بالمعرفة والاستثمار في الطاقات البشرية من خلال إحداث حراك معرفي عبر التنّوع والتفاعل الحيوي، حيث توصّل المشاركون خلال الجلسات التي سلّطت الضوء على الإبل كمورث ثقافي إلى أبرز ما يمكن تدوينه في التاريخ المعاصر للإبل تزامنًا مع عام الإبل 2024.
تنوع ثقافي
وتضمنت الجلسة التي شارك بها أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة الملك سعود، الدكتور عبد السلام الوايل، والباحث في النقوش الثمودية ممدوح مزاوم، حوارًا حول الأحداث الثقافية والتاريخية المرتبطة بالإبل وتأثيرها على مر العصور، سواءً على الفّن والمجتمع أو علاقتها بالإنسان. وشدد الدكتور عبد السلام في مُستهل حديثه على أهمية التعرف على مفهوم الثقافة، سواءً الكلية أو الجزئية من منظور التكيّف مع البيئة، منوهًا إلى التسارع في الخطاب الثقافي في المملكة العربية السعودية، التي يأتي تماشيًا مع ضرورة تنوع مصادر الثقافة وغزارة مواردها وأبرزها للإبل.
منتجات ثقافية
من جانبه كشف الباحث ممدوح مزاوم عن تاريخ النقوش الصخرية والمناطق الأكثر ثراءً بها، قائلًا: “مما لا شك فيه أن عجلة التنمية الثقافية تدور ولن تتوقف ولدينا كنوز ثقافية قابلة للتحول لمنتجات اقتصادية استثمارية بأنماط ثقافية سواءً في الشعر أو الأمثال وغيرها، ومن هنا تعمقت في قراءة المدلولات الخاصة في الإبل عبر رسومات تعود إلى العصر الحجري". وأوضح بأن المنحوتات التي عُثر عليها في عام 2010 بمنطقة الجوف جميعها دلائل على استيطان الإبل. وذكر أن إحدى الرسومات بلغت مساحتها 7 سم ورسومات أخرى وصلت لأكثر من 5 أمتار وغيرها الكثير كلها توثق وترصد حياة الإبل في حالات متعددة.
واختتم المشاركون الجلسة باستعراض مفهوم التبصّر الثقافي الذي يُعد بوابة لفهم التاريخ ومعرفة أبعاده وتأثير استحضار الإبل في الشعر العربي على مر العصور، سواءً في أوصاف المعارك أو المدح والثناء وعلاقة ذلك بالعرب الاوائل وما للإبل من ارتباط وثيق بالهوية الثقافية.
توقيع كتاب
على الصعيد ذاته، شهد المجلس توقيع كتاب بعنوان "حداء الذاكرة: مرويات الناس والإبل"، حيث عكف فريق مركز إثراء على إنجاز الكتاب التي تركز فكرته الرئيسية على تسليط الضوء على القصص الخاصة التي تجسّد العلاقة الحميمة بين الناس في مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة وبين إبلهم، بين الجمّال ورحوله وبين الهجّان وناقته، والتاجر وبعيره، وما تراكم في السرد الشفهي لقصص تناقلتها الألسن وحملتها الريح وحفظتها القلوب، من مكان إلى آخر.
الجدير بالذكر أن جلسات المجلس تستمر مساء كل يوم أربعاء خلال شهر رمضان، حيث سيتم تسليط الضوء خلال الجلسات المقبلة على علاقة الإبل بالأدب، الرواية والشعر، إلى جانب فتح باب الحوار حول دور الإبل وتأثيره على اقتصاد المملكة منذ القدم وحتى الآن.
شرح الصورة أعلى الصفحة: صورة للمشاركين في الجلسة الحوارية.