نتائج أرامكو السعودية المالية لعام 2023م
مزيد من التفاصيل حول النجاح التشغيلي والمالي للشركة
استعرض كل من رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، والنائب التنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين، الأستاذ زياد المرشد، النجاح التشغيلي والمالي للشركة في عام 2023م وذلك خلال حديثهما مع مجموعة من المحللين الدوليين الأسبوع الماضي.
وقال المهندس أمين الناصر معلقًا على إعلان الأرباح السنوية لعام 2023م: «لقد حققت أرامكو السعودية أداءً قويًا في عام 2023م، سواء من الناحية التشغيلية أو المالية، وواصلت الشركة تنفيذ إستراتيجيتها من خلال تنمية أعمالها الأساسية الحاليّة، وتوسيع نطاق أعمالها بالوصول إلى مناطق جغرافية جديدة والعمل على تطوير أعمال جديدة.»
وأضاف الناصر: «عكفت الشركة خلال العام على تعزيز مكانتها في قطاع التنقيب والإنتاج، حيث نفذت مجموعة من المشاريع الأكثر تميزًا في العالم، ترسيخًا لريادتها على صعيد انخفاض تكلفة الإنتاج وانخفاض كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج. لقد تلقينا توجيهات من الحكومة مطلع هذا العام بإبقاء مستويات الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة للنفط الخام عند 12 مليون برميل في اليوم، وهي مستويات ما زالت تتيح للشركة تنفيذ مشاريعها الرئيسة قيد الإنشاء وتأجيل المشاريع التي لم تبدأ تنفيذها بعد.»
كذلك أشار الناصر إلى التقدم الذي أحرزته الشركة في زيادة إنتاجها من الغاز إلى أكثر من %60 في عام 2030م، مقارنة بمستويات عام 2021م، مؤكدًا أن «ذلك سيسهم في تلبية الطلب المحلي على الغاز الآخذ في الارتفاع وتوفير كميات أكبر من السوائل للتصدير.»
أما بخصوص قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، فأشار الناصر إلى أنه في عام 2023م ذهب نحو %50 من إنتاج الشركة من قطاع التنقيب والإنتاج إلى أعمال التكرير والكيميائيات والتسويق في الشركة، بصورة جعلتها تحقق قيمة أكبر من خلال تكامل الأعمال، وتوفير منافذ أكثر لبيع النفط الخام الذي تنتجه، لافتًا إلى أن هذه الكميات ستزيد نتيجة إبرام اتفاقيات إلزام بالشراء بكميات كبيرة وحصص ملكية منخفضة، مثل تلك المبرمة في الصين.
وفي معرض حديثه عن عوائد المساهمين، قال الناصر: «في عام 2023م، ظل تركيزنا منصبًّا وثابتًا على تحقيق أكبر عائدات ممكنة للمساهمين على المدى البعيد حيث عملنا على إيجاد قيمة إضافية من أعمال الشركة والاستفادة منها، في الوقت الذي واصلت فيه أرامكو السعودية تنفيذ أضخم برنامج استثمار رأسمالي في تاريخها، حيث زادت استثماراتها الرأسمالية بنسبة %28 مقارنة مع عام 2022م.»
التحول في مجال الطاقة
وقال الناصر: «إننا على قناعة بأن هذا المزيج الفريد من الموارد والخبرات والبنية التحتية الذي يمثل ركيزة تميز الشركة في قطاع الطاقة التقليدية هو نفسه الذي سيمكننا من تحقيق الريادة في مسيرة التحول العالمي في مجال الطاقة.»
وسلط الناصر الضوء على استثمارات الشركة في مجال مصادر الطاقة المتجددة، قائلًا: «تستثمر الشركة في مجموعة من أكبر معامل الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم على أرض المملكة تحت مظلة البرنامج الوطني للطاقة المتجددة الذي ينفذه صندوق الاستثمارات العامة. وتشير التوقعات إلى أن الطاقة الشمسية ستصبح مصدرًا رئيسًا للطاقة الكهربائية في المملكة، حيث أن الظروف مواتية جدًا بفضل وجود مساحات مسطحة شاسعة وخالية تنعم بطاقة شمسية وفيرة وبتكلفة معقولة جدًا.»
وأضاف: «بفضل الطبيعة الجيولوجية المتميزة التي حباها الله عز وجل للمملكة، تعمل الشركة على الاستثمار في مجال استخلاص الكربون مما سيدعم أيضًا سلسلة توريد الهيدروجين الأزرق في أرامكو السعودية، حيث تسعى الشركة في مجال الهيدروجين إلى الاستفادة من إنتاجها المتزايد ومنخفض التكلفة من الغاز ومكانتها القوية في مجال إنتاج الأمونيا.»
الشؤون المالية
من جانبه، قدم الأستاذ زياد المرشد معلومات أكثر تفصيلًا عن الأداء المالي لأرامكو السعودية في عام 2023م، قائلًا: «خلال العام، كانت أرباح قطاع التنقيب والإنتاج قبل خصم الفوائد والضرائب قوية، حيث بلغت 230.3 مليار دولار أمريكي، على الرغم من انخفاض أسعار النفط المحققة بنسبة %17 وانخفاض كميات إنتاج السوائل بنسبة ٧٪ وبلغت أرباح قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق قبل خصم الفوائد والضرائب 5.6 مليار دولار أمريكي، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى انخفاض هوامش أرباح التكرير والكيميائيات، وتغيرات تقييم المخزون.»
وأكد أن المؤشرات المالية الأخرى كانت مذهلة قائلًا: «بلغ العائد على متوسط رأس المال المستثمر نسبة %22.5 مما جعل الشركة تتبوأ مكانة رائدة مقارنة بالشركات الأخرى في القطاع، لا سيّما خلال فترة سجلت خلالها مستويات قياسية من الاستثمارات الرأسمالية، حيث تمتلك الشركة استثمارات رأسمالية كبيرة قيد الإنشاء أدت إلى زيادة رأس المال المستثمر، ولكنها لم تدخل مرحلة التشغيل بعد لتحقيق عوائد.»
وأضاف المرشد: «بلغ حجم الاستثمار الرأسمالي في عام 2023م، بما يشمل الاستثمارات الخارجية، نحو 50 مليار دولار أمريكي، ليكون في منتصف النطاق الاسترشادي للشركة، والمشاريع التي تنفذها الشركة تمضي قدمًا في مسارها الصحيح». وأشار إلى أن هذه زيادة بنسبة %28 مقارنة بعام 2022م، ومن المتوقع أن تواصل الشركة رفع قيمة برنامج الاستثمار الرأسمالي هذا العام، بحيث تتراوح القيم الاسترشادية للإنفاق الرأسمالي بين 48-58 مليار دولار أمريكي، بما يشمل الاستثمارات الخارجية.
وأردف المرشد بقوله: «نتوقع انخفاضًا بنحو 40 مليار دولار أمريكي على مدى خمس سنوات من مخصصات برنامج الاستثمار الرأسمالي في الشركة نتيجة لتوجيهات الحكومة المتعلقة بمستويات الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة، وستواصل الاستثمارات الرأسمالية النمو حتى منتصف العقد. ويستهدف هذا النمو في الاستثمارات الرأسمالية بشكل أساسي أعمال السوائل والغاز في قطاع التنقيب والإنتاج، وأعمال تحويل السوائل إلى كيميائيات في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، ومصادر الطاقة الجديدة.»