أرامكو السعودية تناقش التحول في قطاع الطاقة خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول

تعزيز جهود إزالة الكربون

جمع هذا المؤتمر قادة الفكر في قطاع الطاقة العالمي لاستكشاف سبُل الارتقاء بعملية إزالة الكربون في قطاع الطاقة اليوم، ومن أجل التعاون لمواجهة تحديات الطاقة في المستقبل. ووصف الغزاوي نهج أرامكو السعودية لتوفير مزيج الطاقة المناسب للمستقبل بقوله: "لا يمكن وصف التحول بأنه عملية مباشرة على الإطلاق، إذ يتعين علينا أولًا أن نضع في اعتبارنا حجم وضخامة نظام الطاقة العالمي، هذا النظام الذي يدعم الاقتصاد العالمي بما يقدر بـ 100 تريليون دولار أمريكي. ولا بد لأي خطة أن تقر بمدى تعقيد هذا النظام وضخامته لتحقيق هذا التحول".

الطاقة المتجددة

وفي إشارة إلى الانقسام العالمي بين الشمال والجنوب، تطرق الغزاوي إلى ما أكد عليه رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، حول إنشاء إطار عمل فعال وواقعي للمضي قدمًا في التحول في قطاع الطاقة مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات والأوضاع الخاصة بكل بلد. وأضاف أن أرامكو السعودية تتبوأ مكانة عالمية رائدة من حيث خفض الانبعاثات، وتعزيز الكفاءات، والحد من حرق الغاز في الشعلات، واستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه. كما أضاف: "نحن نستثمر في الطاقة المتجددة، وتربطنا شراكة مع صندوق الاستثمارات العامة وشركة أكوا باور لإنتاج 40 جيجا واط بحلول عام 2030م".

استخلاص الكربون

وأكد الغزاوي:"نحن نستثمر أيضًا في استخلاص الكربون واحتجازه مع شريكين عالميين، هما: شركة شلمبرجير وليندي لتطوير مشروع احتجاز وتخزين الكربون بقدرة 9 مليون طن سنويًا، والذي يُعد واحدًا من أكبر المشاريع، إن لم يكن الأضخم، في هذا المجال على مستوى العالم. وهناك تركيز أيضًا على الحلول القائمة على الطبيعة، وتعتزم الشركة زراعة 650 مليون شجرة مانغروف بحلول عام 2035م. كما تتابع الشركة عن كثب تطوير الهيدروجين. ولدينا خطط لإنتاج مليوني طن من الهيدروجين بحلول عام 2030م. وفي الوقت الذي كان فيه الناس يتحدثون عن الهيدروجين، كانت أرامكو قد انتهت بالفعل من اختبار خطوط الإمداد بإرسال شحنتين إلى كوريا الجنوبية واليابان".

احتياجات العالم من الطاقة

قال الغزاوي: "سنواصل توفير احتياجات العالم من الطاقة اليوم، وسننفق أيضًا مبالغ ضخمة في سبيل تطوير تقنيات وحلول مبتكرة، لإنتاج الطاقة النظيفة التي يحتاج إليها العالم غدًا". واختتم حديثه مشيرًا إلى الفرص القيمة المتاحة لجيل الشباب لشحذ شغفهم للعمل في قطاع الطاقة، حيث إن هذا القطاع يمس كل جانب من جوانب الوجود الإنساني، ويوفر وظائف يمكن أن تُحدث نقلة نوعية على مستوى العالم.

وقد اجتذب معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2023» في نسخته الأكبر على مدار تاريخه الممتد لما يقرب من 40 عامًا، أكثر من 160 ألف مشارك من 164 دولة. وأُقيمت فعاليات هذا الحدث العالمي قبل سبعة أسابيع فقط من استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب28)، ما أتاح منصة لاجتماع الحكومات والقائمين على قطاع الطاقة والقطاعات الأخرى ذات الصلة للتوافق على مستقبل منخفض الكربون، ذي نمو مرتفع للطاقة. وقد كان لأرامكو السعودية معرض كبير ضمن فعاليات المؤتمر، كما قام موظفو الشركة وخبراؤها بإلقاء عروض تقديمية فنية تناولت مجموعة كبيرة من المواضيع ذات الصلة بالقطاع.


شرح الصورة أعلى الصفحة: ناقش الأستاذ أشرف الغزاوي موضوع التحوّل في قطاع الطاقة، موضحًا أنه يُشبه سباق التتابع الجماعي، حيث ينبغي أن يعمل الجميع معًا لتحقيق النجاح.