واستُخدم الليزر لأول مرة في عام 2021م لإزالة القشور من خط التدفق السطحي في عين دار، مما ساعد في إزالة ترسبات القشور من خطوط أنابيب الإنتاج بطريقة آمنة ومستدامة. كما تتطلب أعمال إزالة الترسبات عادةً أدوات ميكانيكية أو وسائل كيميائية أو كلاهما معًا. ومع استخدام الليزر في إزالة القشور، تنتفي الحاجة إلى الوسائل الكيميائية، مما يتيح إعادة استخدام الأنابيب التي تمت إزالة القشور عنها، ويقلل وقت التشغيل ويقلص الاحتياج إلى الأيدي العاملة.
وقد كان استخدام الليزر للمرة الثانية يمثل إنجازًا عظيمًا في الآونة الأخيرة، حيث نجح مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة، بالتعاون مع إدارة هندسة الإنتاج في منطقة الأعمال الجنوبية وإدارة أعمال إنجاز الآبار في منطقة الأعمال الجنوبية، في إجراء أول تجربة ميدانية للتثقيب بالليزر في قاع البئر باستخدام تقنية الليزر عالي القدرة.
وتعليقًا على هذا الإنجاز، قال كبير التقنيين في قسم تقنية الإنتاج في مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة، سعد المطيري: "يجسّد هذا الحدث التاريخي ريادة أرامكو السعودية من خلال استخدام تقنية الليزر في قطاع النفط والغاز لأول مرة".
نجاح الليزر في قاع البئر
بدأت رحلة استخدام تقنية الليزر في قطاع النفط والغاز في عام 2011م، عندما استعان مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة بخبرة الباحث في تفاعل الليزر والصخور، سميح بطارسه، لقيادة المشروع. وقد كَرّس مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة جهوده منذ ذلك الحين، لتصميم نظام ليزر يتميز بتدابير فعالة للسلامة. كما سَهّل مختبر الليزر عالي القدرة الذي يعمل بأحدث التقنيات إجراء العديد من التجارب لاستقصاء التفاعلات بين الليزر والصخور والسوائل، مع الاستفادة من قدرات الألياف البصرية.
وأثمر هذا التعاون عن الاستخدام الناجح لأداة الثقب بالليزر عالي القدرة في الآبار النشطة، ما أدى إلى تحقيق ثقب فعّال يُحَسن إنتاجية البئر بنسبة 10% على الأقل. ومن خلال استخدام هذه الأداة، نتغلب على التحديات والمخاطر التقليدية ونعزز بروتوكولات الكفاءة والسلامة.
وطوال هذه الرحلة، نجحت أرامكو السعودية في حماية ملكيتها الفكرية، وحصلت على أكثر من 55 براءة اختراع، وقدّمت 75 إفصاحًا علميًا في إطار برنامج الليزر. وحصلت الأبحاث التي أُجريت على اعتراف دولي من خلال 60 ورقة بحثية، وتسع منشورات في الصحف والمجلات، وأربع جوائز مرموقة.
وبالنظر إلى المستقبل، يعمل باحثو ومهندسو أرامكو السعودية على تطوير تقنية تزيل الترسبات الجوفية، كبديل مستدام للممارسات التقليدية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة حاليًا لتطوير أداة أصغر حجمًا تساعد على إحداث ثقب أعمق، وتمكين الحفر بالليزر في المستقبل. ويخطو هذا المشروع خطوة مدهشة إلى الأمام من خلال الجمع بين قوة الليزر وأعمال النفط والغاز، كما يسهم في إحداث ثورة في القطاع، ويحقق الكفاءة والاستدامة.
نجاح التجربة الميدانية للتثقيب بالليزر: العمل بروح الفريق
أصبح نجاح التجربة الميدانية للتثقيب بالليزر ممكنًا بفضل العمل الجماعي المثالي بين الإدارات المشاركة. فقد علّق مدير مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة، الأستاذ غيثان المنتشري قائلًا: "أدى إيماننا الراسخ باستراتيجية الشركة طويلة المدى، في مجال البحث والتطوير إلى واقع نعتز به اليوم. فبفضل جهود باحثي المركز الرائدة، وعقليتهم المبتكرة، ودعم والتزام شركائنا، تمكنّا من ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس".
وقال مدير إدارة هندسة الإنتاج في منطقة الأعمال الجنوبية، الأستاذ محمد العطوي: "يثبت هذا النجاح إمكانات الابتكار اللامحدودة في تخطي حدود المألوف، وترجمة الفكرة إلى واقع، وتطوير تقنية إنجاز الآبار الضخمة. فقد أفضت روح الفريق الرائعة إلى نتائج مذهلة".
وقال مدير إدارة أعمال إنجار الآبار في منطقة الأعمال الجنوبية، الأستاذ نايف الشمري: "هذا الإنجاز دليل على العقل التحولي والشغف الذي يتمتع به أعضاء فرقنا المتعاونة. أنا فخور جدًا بهذا النجاح الاستثنائي الذي لم يكن ممكنًا دون هذا التعاون وروح الفريق والالتزام بالتغلب على التحديات وتوليد القيم، في كل من المختبر والميدان".
تكريم الفريق العلمي
وفي حفل تكريم فريق أبحاث الليزر في مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة، أشاد النائب الأعلى للرئيس لهندسة البترول والتطوير، الأستاذ وليد الملحم، بمثابرة فرق أبحاث الليزر الحالية والسابقة التي قادت هذا الإنجاز الرائع. وعلّق الملحم قائلًا: "في حين بدت تحديات تطوير تقنية الليزر شاقّة في البداية، إلا أن تصميم فريقنا الذي لا يتزعزع حوّل هذه التحديات إلى واقع رائد. كما أن هذا الإنجاز لا يوسّع آفاق التقدم في قطاع التنقيب والإنتاج فحسب، بل يعزز أيضًا من ريادة أرامكو السعودية في الابتكار".
شرح الصورة أعلى الصفحة: فريق أبحاث الليزر يجري تجارب في المختبر.