إندونيسيا.. موطن الجزر الخلابة والشواطئ الساحرة

إندونيسيا.. موطن الجزر الخلابة والشواطئ الساحرة

إندونيسيا أرخبيل بحري فريد من نوعه لتعدد الحياة الفطرية والطبيعة النباتية في قلبه، يقع في جنوب شرق آسيا، ويتكون من 17،000 جزيرة مختلفة أكبرها جزيرة سومطرة، ثم جاوة و كالمنتان، وتتميز جزره بتنوعها الحيوي وطبيعتها الخلابة، وسواحلها ذات المياه الكريستالية، وبغاباتها الجبلية المزدهرة بمختلف أنواع النباتات الاستوائية.

تنبع فرادة إندونيسيا من مساحاتها الشاسعة، ومناخها الاستوائي، والجغرافيا الأرخبيلية التي تجعلها ثاني أعلى مستوى للتنوع البيولوجي في العالم، فهي تحتوي على النباتات والحيوانات من أنواع القارتين الآسيوية والأسترالية.
وتستعرض إندونيسيا خليطًا متمايزًا بين الثقافات والشعوب المختلفة، فلكل شعب خصائص ثقافية ودينية وعرقية متعددة مما يعكس ثراء المحتوى الثقافي في البلاد. وتعد رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان حيث يبلغ عددهم حوالي 275 مليون نسمة، كما أنها تعتبر أكبر بلد في العالم ذي أغلبية سكانية مسلمة.

 

هنا، سنستعرض أشهر جزر أرخبيل إندونيسيا السياحية وهي جزر: بالي، لومبوك، وجاوه.

نبدأ رحلتنا في أرخبيل إندونيسيا بزيارة جزيرة بالي، لؤلؤة السياحة الإندونيسية، التي تقع في جنوب البلاد وتتميز بطبيعتها الساحرة ابتداء من الجبال والشلالات والبحيرات ومزارع الأرز، وصولًا إلى شواطئها الخلابة وجزرها الأخاذة، بالإضافة إلى المعابد الهندوسية ذات التصاميم المعمارية الفريدة من نوعها.

تعد شواطئ أولواتو وكوتا من أبرز معالمها الطبيعية، ويعتبر جبل باتور البركاني الذي يتميز بمشهد الحمم البركانية المتجمدة من أبرز جبالها، إضافةً إلى منطقة أبود التي تشتهر بحقول الأرز ذات المساحات الخضراء الشاسعة، وبشلالاتها العديدة والمرتفعة داخل غاباتها الخضراء.

ومن أجمل شواطئها شاطئ أولواتو الواقع في الغرب الجنوبي للجزيرة، والمشتهر بالمعبد الهندوسي معبد «بورا لوهور» الذي يرتفع عن سطح المحيط ما يقارب 70 مترًا، والذي ترتطم الأمواج بقاعدته في منظر طبيعي مهيب وفريد من نوعه، مما يتيح للزائر مشاهدة أمواج المحيط شاهقة الارتفاع، كما يضم العديد من القِرَدة التي تشكل بدورها عامل جذب سياحي للمنطقة.

ثاني وجهاتنا في أرخبيل إندونيسيا جزيرة نوسا بينيدا التابعة لمقاطعة بالي، حيث السفوح الجبلية الساحلية الخلابة التي تبدو وكأنها من عالم الخيال، وأشهرها مشهد شاطئ كلينكيغ في جنوب غرب الجزيرة بتشكيلاته الصخرية للشاطئ المكسور، بالإضافة إلى خليج «كريستال باي»، والشاطئ الألماسي في الساحل الشرقي للجزيرة.

 

أما عن وجهتنا الثالثة في هذا الأرخبيل الأخاذ فهي جزيرة لومبوك الساحرة والأقل صخبًا وزحامًا عن جزيرة بالي، مما يجعلها المكان المثالي للاسترخاء على السواحل الرملية الناعمة ذات المياه الكريستالية والشواطئ الساحلية الخلابة، مثل الشاطئ الوردي، وشاطئ كوتا وشاطئ سينجيجي.

ومن أبرز مزاراتها، جزر جيلي الثلاث في شمال غرب لومبوك وهي جيلي تراوانغان، جيلي إير، وجيلي مينو، إذ تتميّز هذه الجزر الثلاث بهدوئها وجوها الملائم للتأمُّل والاسترخاء، وبرياضة السباحة والسنوركل، والغوص برفقة السلاحف البحرية ومختلف الأسماك، وبالحياة المرجانية متعددة الألوان، كما تحتوي جزر جيلي على العديد من المنتجعات البحرية.

تلفت الجزيرة السواح بمشاهدها الطبيعية المبهرة، ومن ضمنها جبل رينجاني ثاني أعلى قمة جبلية في إندونيسيا بعد جبل كرينيسي في سومطرة، وبالقرب من الجبل تمتد حديقة واسعة تُسمى «حديقة جبل رينجاني الوطنية» وهي من أجمل الأماكن السياحية فيها.
ويتميز المشهد الثقافي في لومبوك بتعدد المساجد وتميز تصاميمها المعمارية، وتسمى جزيرة الألف مسجد نظرًا لأن الغالبية السكانية في الجزيرة مسلمة. ومن أجمل مساجدها «مسجد المركز الثقافي الإسلامي» في العاصمة «ماتارام»، وتستحق المدينة الزيارة نظرًا لشهرتها في تجارة اللؤلؤ والمنسوجات التقليدية الإندونيسية واحتوائها على عدة أسواق منها الحديثة والشعبية.

وحين نصل لوجهتنا الأخيرة فإننا سنتحدث عن العاصمة الإندونيسية جاكرتا، التي تتألق باحتوائها على مجموعة متنوعة من المراكز التجارية العصرية والمباني التاريخية القديمة في منطقة «كوتا توا»، والتي تعود لعهد الاستعمار الهولندي للبلاد وتتميز بالممرات المائية والمباني ذات التصاميم المعمارية الهولندية.

ويبرز مسجد «الاستقلال» كأكبر مسجد في إقليم جنوب شرق آسيا وواحد من أكبر مزاراتها، كما تتنوع متاحف جاكرتا والتي منها متحف الفن المعاصر «ماكان»، ومتحف المعلم الوطني ومتحف تاريخ جاكرتا.
ومن أهم أسواقها الشعبية سوق آشلي تاناه أبانغ أكبر سوق لبيع المنسوجات في جنوب شرق آسيا الذي يستعرض مجموعة متنوعة من الملبوسات والأقمشة الآسيوية بالإضافة إلى القرية الصينية.
وأخيرًا تتميز جاكرتا بطابعها الثقافي القديم ممتزجًا بالعمران الحديث مستعرضةً تاريخًا عتيقًا في بوتقة معاصرة، ممثلةً بأحد أجمل عواصم جنوب شرق آسيا النابضة بالحياة.
عبدالعزيز حماد
 
شرح الصورة أعلى الصفحة: جزيرة نوسا بينيدا، شاطئ كلينكينغ، والذي يعد أشهر شواطئ الجزيرة. (تصوير عبدالعزيز حماد).

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge