«نعي حجم عملنا.. نتفوّق على أنفسنا ونحقق التميز»

يوم في حياة مهندس في دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت

يوم في حياة مهندس في دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت

أمضى فريق التحرير يومًا مع المهندس في قسم المنتجات المكررة التابع لدائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت، محمد الدهيمي، للتعرف أكثر على رسالة الدائرة المتمثلة في توريد الطاقة بموثوقية وعلى الوجه الأمثل.


مع بداية الصباح، يستفتح المهندس محمد الدهيمي يومه بتصفح سلسلةٍ من التقارير التي يصدرها النظام آليًا أثناء الليل، حيث تمنحه التقارير تصوّرًا عن أداء منظومة قسم المنتجات المكررة التابع لدائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت، وتشمل هذه المنظومة العديد من مستودعات المنتجات البترولية والمصافي وفرض التصدير. 

لا مجال للخطأ

استعداده للعمل يبدأ قبل التوّجه للشركة، حيث يُمارس الدهيمي التمارين الرياضية، ويقول إن «النشاط الرياضي يُساعد على تصفية ذهني والاستعداد لبدء يومي»، حيث يتطلّب عمله تركيزًا مستمرًا وقدرة على التعامل بسرعة مع أي مشكلةٍ قد تطرأ، ويتسم عمله بالضغط العالي منذ اللحظة التي تطأ فيها قدمه المكتب، حيث «لا مجال للخطأ».

وفي حال حدوث أي مشكلة تتطلب اتخاذ إجراء فوري، يتعيّن على الدهيمي وزملاؤه تشخيص المشكلة أولًا، ومن ثمَّ تفعيل خطة الطوارئ للمُحافظة على موثوقية ومرونة إمداد المواد الهيدروكربونية لحين عودة الأعمال إلى طبيعتها.
ويقول الدهيمي: «يجب علينا اتخاذ إجراءات فورية.. فمَهمَّتنا إعادة الأمور إلى نصابها».

وتتكون دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت من أربعة أقسام تشغيلية هي: قسم الزيت، وقسم الغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعي، وقسم المُنتجات المكررة، وقسم تخطيط الفرض. 
كما تضم ثلاثة أقسام مساندة، هي: قسم تخطيط وتحسين توريد الزيت، وقسم التخطيط والمساندة، وقسم إدارة الطوارئ وضمان استمرارية الأعمال.

 
وتضطلع جميع الأقسام بدورٍ محوريٍ في تحقيق رسالة الإدارة المتمثلة في تزويد عملاء الشركة المحليين والدوليين بأفضل المُنتجات الهيدروكربونية بكلِّ انتظامٍ ومثالية، وبشكلٍ مسؤول يُراعي السلامة والمحافظة على البيئة، وذلك بالاستعانة بكوادر الشركة المؤهلة التي تستغل أحدث التقنيات للمحافظة على مرونة المنظومة وتحقيق أعلى الإيرادات.
ويُشدّد الدهيمي، بأن «كل موظف في دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت يُدرك أنه لا مجال للخطأ أبدًا، ويجب علينا فعل ما يلزم لضمان إمداد العملاء محليًا ودوليًا بالطاقة بموثوقية وأمان».
 

شبكة الانجاز

ويعتبر «التواصل» مفتاح النجاح في دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت؛ ففي (الساعة 07.05) من كلِّ صباح يُجري نائب الرئيس لدائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت، الأستاذ محمد الغامدي مكالمة مع كبار الإداريين، وهي المكالمة التي غالبًا ما تستمع إليها الإدارة التنفيذية.

وفي العادة، يُقدّم مديرو المرافق، ورؤساء الأقسام المناوبون، من كافة مرافق المواد الهيدروكربونية على مستوى المملكة؛ تقاريرًا عن مستوى الأداء، والإبلاغ في حال كان هنالك أي مشكلة وشيكة ينبغي إطلاع الدائرة عليها.
ويقول الدهيمي: «مع أن مدة المكالمة قصيرة إلّا أنها مُهمة جدًا للتأكيد على سلامة الشبكة أجمع وللإبلاغ في حال كان هناك أي أمر ينبغي إطلاع الدائرة عليه لتلقي الدعم من دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت».

 

ويتبع هذا الاستعراض الشامل؛ العديد من المكالمات التي تتعمق في التفاصيل بما في ذلك اجتماع قسم المُنتجات المُكررة في الساعة (08:30 صباحًا) الذي يستمر لمدة 20 دقيقة وفور انتهائه يرفع المهندسون تقريرًا يتضمَّن جميع المسائل المتعلقة بالتشغيل خلال آخر 24 ساعة في سائر منظومة التكرير في المملكة. 

بعد ذلك، يتولى المهندسون تحليل البيانات وتعديل خطة التوريد اليومية، لضمان التزامهم بخطة القسم التشغيلية (قصيرة المدى)، وهي الخطة الشهرية التي تتبعها دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت للوفاء بالتزاماتها في توريد الطاقة.

 

سباق مع الزمن

ويستخدم الدهيمي وزملاؤه حاليًا برامج مصممة داخل الشركة تجمع آليًا كل البيانات اللازمة لإعداد خطة التوريد الأمثل، الأمر الذي وفر على القسم ساعات عمل لا تُحصى.
ويقول الدهيمي: «كُنّا في السابق نطلع على الخطة التشغيلية (قصيرة المدى) حيث يتمّ تغذيتها بالبيانات يدويًا، ونقوم بالمراجعة، وتسجيل الطلب على المواد، وتتبع إنتاج المصافي، ثم ننقل جميع هذه المعلومات إلى صفحة (إكسل)، ومن ثّم نضع خطة التوريد اليومية المُحسّنة لقسم المُنتجات المُكررة».

يُضيف: «اليوم يؤدي البرنامج جميع ما سبق آليًا، فالبرنامج يُعد لك تقريرًا ويُقدّم الخطة الأمثل لما ينبغي عليك فعله، وقد استغرق بناء البرنامج عامين نظرًا للكم الهائل من نقاط البيانات المُستخدمة، وقد وفرّ الكثير من الوقت».
وقد أتاح التقدّم التقنّي في دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت للمهندسين التركيز أكثر على التحوّل الرقمي وأتمتة الأعمال.

ويقول الدهيمي: «وفرت علينا العديد من المشاريع التي نفذناها لأتمتة أعمال الدائرة وتحسينها وقتًا كبيرًا، حيث نستطيع الآن التركيز أكثر على أمورٍ ذات أهميةٍ أكبر مثل التحوّل الرقمي. فاليوم لدينا الوقت للتركيز على تطوير أدوات برمجية وفهم كيفية استخدام الأدوات المتاحة حاليًا بما ينعكس إيجابًا على أعمال الدائرة».
ولا يزال هناك المزيد في المستقبل، حيث يبحث فريق دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت كيف يُمكن أن تُسهم أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة والروبوتات في الارتقاء أكثر بالقسم.

 

مؤشرات الأداء 

وتتمثل أحد أهم جوانب عمل الدهيمي في مراقبة مؤشرات الأداء الرئيسة للتأكد من توفير دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت للطاقة بموثوقية وعلى نحو أمثل. وقد قامت الدائرة حاليًا بترحيل تقارير الأداء إلى لوحة معلومات متطورة وفاعلة وسهلة الاستخدام، إذ يُمكن الوصول إليها عن طريق الهاتف الذكي من خلال تطبيق آمن يُتيح تفحّص الأوضاع مثل توصيل النفط الخام للفرض أو نسبة المخزون.

ويقول الدهيمي: «لا شك أن التقنيات الحديثة جعلت عملنا أسهل وساعدتنا في التعامل بسرعة مع أي مشكلة، ولا مجال للخطأ خاصة عندما يتعلّق الأمر بمؤشرات الأداء الرئيسة المتعلقة بموثوقية الشركة، فأكثر سمة تشتهر بها أرامكو السعودية هي موثوقيتها».

وقبل مغادرته العمل، يُشارك الدهيمي غالبًا في الفحص اليومي من غرفة متابعة الطوارئ التي تُستخدم عندما يكون هناك حوادث خطرة للتأكد من عملها على أكمل وجه. ولدى العاملين في غرفة متابعة الطوارئ إمكانية الوصول لبث مباشر وصور جوية للمرافق في جميع أنحاء المملكة بالإضافة إلى خدمة رسائل عن طريق الانترنت والراديو للبقاء على تواصل مع الكوادر المهمة في الميدان. ويُسلّم الدهيمي مهامه لفريق مناوبة (ما بعد الظهر) ويُبلغهم بأي عملٍ ينبغي تنفيذه. 

وغالبًا ما يكون اليوم حافلًا بالأعمال المستمرة، ويُدرك الفريق أهمية العمل الذي يقومون به. ويقول: «يتملّكنا شعور عظيم بالفخر والمسؤولية في دائرة تخطيط وتنظيم توريد الزيت وإدراك لحجم العمل الذي نقوم به. ونعي أننا لسنا مُطالبين بأداء أعمالنا اليومية على أكمل وجه فحسب؛ بل أن نتفوّق على أنفسنا ونُحقّق التميُّز في كافة الجوانب».

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge