عمارة المساجد في أرامكو السعودية.. تاريخًا ومعنى وفنًا

عمارة المساجد في أرامكو السعودية.. تاريخًا ومعنى وفنًا

إن أول ما يتبادر إلى ذهن السامع عندما يأتي الحديث عن العمارة الإسلامية، هو الحديث عن بيوت الله، المساجد. تلك البيوت التي ترتفع مآذنها عاليًا وتضم بين أروقتها مختلف الأعراق والألوان واللغات، وتلك التي ما إن وجّهت نظرك إليها تحدثت جدرانها عن عميق ما تحمل من هوية خاصة وإرث ثقافي وديني. وقد تبلورت بين تلك الجدران عديدٌ من الرؤى وعُقدت داخلها كثير من الدروس القيّمة على مر الأزمان. فالعمارة بصورة عامة، والمساجد بصورة خاصة، هي السحنة الحقيقية لملامح ثقافة الأمة. وعمارة المساجد، عمارة لجانب أساس من جوانب الإسلام في حياتنا، وتُسهم في تطوير واجهته حضاريًا وتنشر رسالته لتصل إلى كافة أصقاع المعمورة.

ومن أسمى الواجبات والمسؤوليات التي تحملها أرامكو السعودية على عاتقها هي الاهتمام ببيوت الله في أحيائها السكنية ومناطق أعمالها، إذ هي ركن أساس في أي مجتمع. ومن هذا المنطلق، بَنت الشركة الكثير من المساجد والمصليات في مختلف مناطق أعمالها.

 

مسجد اللؤلؤ

ويذكر التاريخ، وتراه العين شاهدًا بوصفه أول مسجد، في الظهران، اعتنت به الشركة منذ أن بُني؛ وهو مسجد اللؤلؤ، وهو تحفة معمارية بُنيت عام 1952م، بمبادرة خاصة من موظفين اثنين من أرامكو السعودية، يحملان الجنسية الباكستانية. ويُطلق عليه أسماء عديدة أبرزها: المسجد الأزرق، نسبة إلى اللون الأزرق الذي يكسو جدرانه وبعض أبوابه. وقد أعادت الشركة ترميمه عدة مرات، كان آخرها في سبتمبر 2022م.
 

مساجد أحياء أرامكو السكنية 

ويلي المسجد الأزرق، مسجد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أو كما يطلق عليه مسجد المجمّع، الذي بنته الشركة عام 1986م ويستوعب 990 مصليًا. وتوالت عقبه المساجد في الظهران. ففي العام 1998م، افُتُتح مسجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أو مسجد المنيرة كما يُطلق عليه، ويتسع لـ 1025 مصليًا. وجاء بعده مسجد مصعب بن عمير، الذي افتُتح عام 2007م. 

واستكمالًا لمسيرتها في إعمار المساجد؛ بَنت الشركة أحدث مساجدها في الظهران عام 2019م، وهو مسجد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، الذي يستوعب 1200 من المصلين. أما في أحياء الفاضلي السكنية، وهي أحدث أحياء الشركة السكنية التي بنتها لموظفيها، فقد شرّع أحدث المساجد فيها أبوابه في يناير من عام 2021م، بسعة إجمالية لـ 375 مصليًا.

 

معرض شطر المسجد

وإكمالًا لمسيرة الشركة الثرية في عمارة المساجد والاهتمام بها، وسعيًا من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي مع العالم، ونشر المعرفة فيما يخص عمارة المساجد بصورة خاصة والفنون الإسلامية بصورة عامة، وسبر أغوار المعاني والسياقات التي تقبع خلف جدران هذه المباني؛ أقام المركز معرض شطر المسجد الذي ما زال ألقه يزدان في أعين الزوار منذ ما يقرب العامين لا سيما في هذا الشهر الفضيل، مسلطًا الضوء على المعنى التاريخي للمساجد وثقافتها وتطورها ووظائفها والأدوار المختلفة التي اضطلعت بها على مر التاريخ. 

ويضم المعرض بين جدرانه 116 قطعة أثرية تتناول مفهوم المسجد، 84 منها مستعارة من متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وتتبع المتبقية منها لمجموعة إثراء الفنية. وما يميز المعرض عن غيره هو توظيفه لتقنيات مختلفة، منها تقنية الواقع الافتراضي التي تتيح لزواره من المسلمين وغير المسلمين عيش تجربة زيارة خمسة من كبرى مساجد العالم الفريدة، يأتي في مقدمتها الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويركّز المعرض على ثلاثة محاور رئيسة هي: التطور والجمالية والوظيفة، حيث تقف في مختلف زوايا المعرض شاشات كبرى تتناول البعد الجمالي للمساجد ومراحل تطورها على لسان متحدثين مختصين يتحدثون عن عناصر رئيسة ومهمة في المساجد مثل المصابيح والمنابر وسجادات الصلاة وغيرها.

 

تعليق الصورة أعلى الصفحة: الجامع الكبير في الفاضلي. 


Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge