كلمة المهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، في منتدى الصين للتنمية

كلمة المهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، في منتدى الصين للتنمية

أكد رئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، أن أمن الطاقة في الصين وتنميتها عالية الجودة على المدى البعيد يعد من بين أهم أولويات الشركة، وذلك خلال منتدى التنمية الصيني في بكين (CDF) الذي تمحور هذا العام حول «الانتعاش الاقتصادي: الفرص والتعاون». وفي كلمته تحدث الناصر، لأول مرة حضوريًا منذ أربع سنوات بسبب جائحة كوفيد- 19، عن توافق أفكار الشركة والرئيس الصيني، شي جين بينغ، المتعلقة بالتحول في قطاع الطاقة.

كما رحب الناصر بأفكار الرئيس التي وصفها بـ«الأفكار البراغماتية» في مواجهة تحديات الصراع المستمر في أوروبا، والرياح الاقتصادية المعاكسة العالمية، وأزمة الطاقة. وقال: «نتفق مع رأي فخامة الرئيس شي جين بينغ الذي يؤكد على ضرورة استمرار عمل مصادر الطاقة التقليدية بالتوازي مع مصادر الطاقة الجديدة لعقود قادمة. ونتفق أيضًا بأن الصين لا يمكنها تحقيق أهدافها المتعلقة بالحد من تغير المناخ على حساب أمنها في مجال الطاقة. وكان مبدأ «الحصول على الجديد قبل التخلص من القديم» الذي أعرب عنه فخامة الرئيس الصيني متماشيًا مع مبدئنا".

إستراتيجيات رئيسة

ومضى الناصر في تفصيل ثلاث إستراتيجيات رئيسة تتبعها أرامكو لدعم أولويات الطاقة والتنمية في الصين، فقال: «أولًا، ستسهم زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة بمقدار مليون برميل في اليوم لتصل إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027م في تعزيز أمن الطاقة بعيد المدى في الصين، فضلًا عن زيادة إنتاجنا من الغاز بأكثر من خمسين في المائة بحلول عام 2030م، مما سيؤدي إلى إتاحة مليون برميل إضافية من النفط في اليوم لدى أرامكو وتخصيصها للتصدير".

وأكمل قائلًا: «ثانيًا، إننا عازمون على تحقيق المزيد من خفض كثافة انبعاثات الكربون المصاحبة لإنتاج النفط، وهي نسبة منخفضة أصلًا في إنتاج النفط السعودي مقارنة بأنواع النفط الأخرى، كما نعمل على خفض كثافة انبعاثات غاز الميثان. ونعمل أيضًا بشكل كبير على تطوير حلول مثل التقنيات المتقدمة في مجال احتجاز الكربون وتخزينه، وتقنيات الاقتصاد القائم على تدوير الكربون. وعلاوة على ذلك، أطلقنا مؤخرًا صندوقًا للاستدامة برأس مال بقيمة مليار ونصف المليار دولار، بهدف الاستثمار في التقنيات المتقدمة التي ستساعدنا جميعًا على الاقتراب من تحقيق هدف الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري في المستقبل.» وأشار الناصر إلى مساحة رأس المال الاستثماري في الصين، وهو مجال قال عنه أنه «يوفر فرصًا استثمارية مهمة لتحفيز تطوير التقنية والابتكار المطلوب.» حيث أن تطوير محركات وأنظمة هجينة أكثر كفاءة وأقل انبعاثًا من شأنه أن يسهم في تحقيق الصين لأهدافها المتعلقة بتقليل الانبعاثات.

وأضاف: «ثالثًا، نعمل باستمرار على إضافة مصادر طاقة ذات انبعاثات كربونية أقل إلى مجموعة أعمالنا، وخاصة الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء والوقود الاصطناعي ومصادر الطاقة المتجددة. كما أننا نعمل أيضًا على تقييم الدخول في مجال الغاز الطبيعي المسال.» كما سلط الناصر الضوء على «القضية الحرجة» المتعلقة بالتحول في مجال المواد، مشيرًا إلى أن خفض الانبعاثات من القطاعات التي يصعب السيطرة عليها مثل صناعات الحديد والألمنيوم والأسمنت والخرسانة، يُعد أمرًا ضروريًا للتنمية عالية الجودة في الصين.

مصدر طاقة متكامل

وقال الناصر: «نعمل مع شركة باوستيل الصينية لتأسيس مصنع لإنتاج ألواح فولاذية في المملكة العربية السعودية ذات أثر كربوني أقل. وفي الواقع، يُعد هذا مثالًا رائعًا على الفرص المتعددة والجاذبة للشركات الصينية في المملكة ضمن مجموعة متنوعة من مجالات الطاقة وغيرها من المجالات.» كما أطلقت الشركة مركز (نيكسل) وهو مركزٌ جديد للتميز في التقنيات غير المعدنية في بكين. وقال الناصر أمام حضور المنتدى: «نسعى لأن نصبح مصدرًا شاملًا للطاقة والكيميائيات بالنسبة لأمن الطاقة في الصين على المدى البعيد ولأعمال التطوير عالية الجودة في الصين. ولهذا السبب تضاعفت إمدادات الطاقة إلى الصين، بما في ذلك المنتجات الجديدة منخفضة الكربون، والمواد الكيميائية، والمواد المتطورة، وكلها مدعومة بتقنيات الحد من الانبعاثات الكربونية".

وشارك الناصر رؤية أرامكو السعودية لإتاحة فرصة «تعود بالنفع على الجميع» لبناء قطاع تكرير وتسويق متكامل ورائد عالميًا في الصين، مع التركيز بشكل خاص على التحويل العالي للسوائل مباشرة إلى كيميائيات كجزء من خطط أوسع لتوسيع أعمال تحويل السوائل إلى كيميائيات. فقد وقعت الشركة خلال المنتدى «اتفاقيات نهائية» مع نورث هواغين كميكال بانجين زينتشنغ لبدء بناء مصفاة متكاملة ومجمع للبتروكيميائيات في مقاطعة لياونينغ في الصين.
واختتم الناصر قائلًا: «إن رؤية أرامكو السعودية لمستقبل الطاقة، والسبل الأكثر واقعية للوصول إلى ذلك، تنسجم بشكل وثيق مع رؤية الصين. وكما هو الحال في الصين، فإننا في أرامكو نخطط للمستقبل بناء على أفق زمني طويل يمتد لعقود وليس لشهور. وهذا ما يفسر تعاملنا بأولوية قصوى مع أمن الطاقة في الصين على المدى البعيد وأعمال التنمية عالية الجودة لديكم".

واستمع حضور منتدى التنمية الصيني إلى حديث بعض كبار المسؤولين الصينيين حول الدافع نحو التنمية المدفوعة بالابتكار لتسريع تحديث القاعدة الصناعية للدول. كما تم التركيز على الاقتصاد الرقمي خلال المنتدى.

 

نص كلمة المهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين

 

أصحاب السعادة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله مساءكم بكل خير. 

تسعدني العودة إلى بكين من جديد لألتقي بالأصدقاء الأعزاء والشركاء المقربين.

فقد اجتمعنا من جديد في ظلال بعض التطورات التي تحيط بنا، بما في ذلك  الخروج مؤخرا من جائحة كوفيد، واشتعال النزاع في أوروبا، والظروف غير المواتية التي يشهدها الاقتصاد العالمي ، بما في ذلك أزمة الطاقة. 

ومما يزيد من تعقيد هذه التطورات واقع وآفاق التحول العالمي في مجال الطاقة، الذي يحتاج وبشدة إلى التحلي بقدرٍ من الواقعية والوضوح.

ولذلك، فإننا نرحب بالأفكار العملية التي طرحها فخامة الرئيس شي جين بينغ حول هذا الموضوع. 

وإننا نتفق مع رأيه الذي يؤكد على ضرورة استمرار عمل مصادر الطاقة التقليدية بالتوازي مع مصادر الطاقة الجديدة لعقود قادمة.

ونتفق أيضًا بأن الصين لا يمكنها تحقيق أهدافها المتعلقة بالحد من تغير المناخ على حساب أمنها في مجال الطاقة.

وكان مبدأ "الحصول على الجديد قبل التخلص من القديم" الذي أعرب عنه فخامة الرئيس الصيني متماشيًا مع مبدئنا.

وفي الواقع فإن أرامكو السعودية تعمل بالفعل على تطوير ثلاث استراتيجيات رئيسة لدعم أولويات الطاقة والتنمية في الصين مع أخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار. 

أولًا، ستسهم زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة بمقدار مليون برميل في اليوم لتصل إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027 في تعزيز أمن الطاقة بعيد المدى في الصين. 

فضلًا عن زيادة إنتاجنا من الغاز بأكثر من خمسين في المائة بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى إتاحة مليون برميل إضافية من النفط في اليوم لدى أرامكو وتخصيصها للتصدير، ليسهم ذلك أيضًا في تعزيز أمن الطاقة في الصين.

ثانيًا، إننا عازمون على تحقيق المزيد من خفض كثافة انبعاثات الكربون المصاحبة لإنتاج النفط، وهي نسبة منخفضة اصلا في انتاج النفط السعودي مقارنة بأنواع النفط الأخرى ، كما نعمل على خفض كثافة انبعاثات غاز الميثان. 

ونعمل أيضًا بشكل كبير على تطوير حلول مثل التقنيات المتقدمة في مجال احتجاز الكربون وتخزينه، وتقنيات الاقتصاد القائم على تدوير الكربون. 

وعلاوة على ذلك، أطلقنا مؤخرًا صندوقًا للاستدامة برأس مال بقيمة مليار ونصف دولار، بهدف الاستثمار في التقنيات المتقدمة التي ستساعدنا جميعًا على الاقتراب من تحقيق هدف الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري في المستقبل.

ويوفر قطاع رأس المال الجريء في الصين فرصًا استثمارية مهمة لتحفيز الجهود الرامية إلى تطوير التقنية والابتكار اللازمين. 

وفي الوقت نفسه، وفي ظل التوقعات باستمرار هيمنة السيارات ذات المحركات التقليدية على الطرق في المستقبل المنظور، فإننا نقوم بتطوير محركات وأنظمة هجينة أكثر كفاءة وأقل انبعاثات.

وهذا السبب الذي دفع الشركة إلى التوقيع على خطاب نوايا لتكون جزءًا من كيان جديد تنشئه شركتا جيلي ورينو.

ومن شأن جميع هذه المبادرات أن تساعد الصين على تحقيق أهدافها في مجال الحد من الانبعاثات.

ثالثًا، نعمل باستمرار على إضافة مصادر طاقة ذات انبعاثات كربونية أقل إلى مجموعة أعمالنا، وخاصة الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء والوقود الاصطناعي ومصادر الطاقة المتجددة.

كما أننا نعمل أيضًا على تقييم الدخول في مجال الغاز الطبيعي المسال.

ومع تطور عمليات التحول في مجال الطاقة، فإننا نعمل أيضًا على أعمال التطوير المهمة المتعلقة بالتحول في مجال المواد. 

ويُعد الحد من الانبعاثات الناتجة من القطاعات التي يصعب السيطرة عليها مثل صناعات الحديد والألمنيوم والإسمنت والخرسانة أمرًا ضروريًا لأعمال التنمية عالية الجودة في الصين.

ونعمل مع شركة باوستيل الصينية لتأسيس مصنع لإنتاج ألواح فولاذية في المملكة العربية السعودية ذات أثر كربوني أقل. 

وفي الواقع يُعتبر هذا مثالًا رائعًا على الفرص المتعددة والجاذبة للشركات الصينية في المملكة ضمن مجموعة متنوعة من مجالات الطاقة وغيرها من المجالات. 

وعلى نطاق أوسع، فإننا نعمل على تطوير مواد متطورة وأكثر استدامة مثل تلك المواد التي تعتمد على البوليمرات والكربون لتصبح متممة للمواد التقليدية، إلى جانب خفض تكلفتها العالية.

كما دشنا مركزًا جديدًا للتميز في مجال تقنيات المواد غير المعدنية وهو مركز "نيكسل" هنا في بكين. 

وبعبارة أخرى، فإننا نسعى لأن نصبح مصدرًا شاملاً للطاقة والكيماويات بالنسبة لأمن الطاقة في الصين على المدى البعيد ولأعمال التطوير عالية الجودة في الصين.

ولهذا السبب تضاعفت إمدادات الطاقة إلى الصين، بما في ذلك المنتجات الجديدة منخفضة الكربون، والكيماويات، والمواد المتطورة، وكلها مدعومة بتقنيات الحد من الانبعاثات الكربونية.

وعلى وجه الخصوص، فإننا نرى فرصة كبيرة تعود بالنفع على الجميع لبناء قطاع متكامل عالمي رائد في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في الصين، مع التركيز بشكل خاص على تحويل السوائل مباشرة إلى كيميائيات بشكل كبير كجزء من خطط التوسع الأكبر في أعمال تحويل السوائل إلى كيميائيات.

وفي الواقع، فإننا نقوم اليوم بإبرام اتفاقيات نهائية مع شركتي نورث هواجين كيميكال وبانجين زينتشنغ للبدء في إنشاء مجمع شامل ومتكامل لأعمال التكرير والبتروكيميائيات في مقاطعة لياونينغ.

أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، إن رؤية أرامكو السعودية لمستقبل الطاقة، والسبل الأكثر واقعية للوصول إلى ذلك، تنسجم بشكل وثيق مع رؤية الصين.

وكما هو الحال في الصين، فإننا في أرامكو نخطط للمستقبل بناء على أفق زمني طويل يمتد لعقود وليس لشهور.

وهذا ما يفسر تعاملنا بأولوية قصوى مع أمن الطاقة في الصين على المدى البعيد وأعمال التنمية عالية الجودة لديكم.

شكرًا لكم! 

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge