إثراء يُطلق الفلم الوثائقي العالمي "على خُطى الرسول" في بينالي الفنون الإسلامية
أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الفلم الوثائقي "على خُطى الرسول ﷺ" الذي بني على أبحاث أكاديمية وميدانية حول هجرة الرسول محمد ﷺ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، تلك الرحلة الملهمة التي استغرقت 8 أيام، وذلك كعرض أول في بينالي الفنون الإسلامية الذي تنظمه مؤسسة بينالي الدرعية والذي يعد الأول من نوعه في العالم والمقام حاليًا في جدة، وذلك مساء يوم الخميس 17 شعبان 1444ه الموافق (9 مارس 2023م)، وسط حضور نخبة من المختصين والمهتمين في الفنون الإسلامية من رجال الفكر والإعلام من مختلف دول العالم.
وقد أُنتِجَ الفلم الوثائقي "على خطى الرسول ﷺ" مكملًا لإطلاق (إثراء) للمعرض المتنقل "الهجرة: على خطى الرسول ﷺ" العام الماضي المقام في مركز "إثراء" والذي يرتكز على البحوث الأكاديمية والطبوغرافية المتطورة للدكتور عبد الله القاضي الذي قدّم الأسس القائمة على الأدلة، والتي انبنى عليها مشروع الهجرة من معرض وكتاب وفلم وثائقي، فيما أَخرج الفلم المخرج أوفيديو سالازار، الذي سلّط الضوء على القصة الإنسانية للهجرة إضافة إلى إلقاء نظرة حديثة وتثقيفية عن الرحلة التي بدأ منها التقويم الإسلامي.
وأوضحت مدير البرامج في إثراء، نورة الزامل، في كلمة لها، أن إطلاق الفلم الوثائقي " على خُطى الرسول ﷺ" يأتي ضمن مشروع ثقافي نوعي متكامل يعد الأول من نوعه في سرد وتوثيق الأحداث التاريخية المهمة للهجرة النبوية الشريفة بطريقة غير مسبوقة ومعاصرة، حيث يشتمل المشروع الذي يقدمه المركز بالتعاون مع الشركاء من عدة جهات محلية وعالمية، على معرض متنقل افتتح في مركز إثراء بالظهران العام الماضي، على أن يجوب مدن العالم خلال ثلاث سنوات مقبلة.
كما يشتمل المشروع على كتاب يتناول الهجرة وفقًا لسرد الأحداث المقترنة بالصورة التوضيحية التي تقدم للقارئ رحلة معرفية قيّمة، إلى جانب الفلم الذي يعرض للمرة الأولى في بينالي الفنون الإسلامية.
وأضافت : "نسعى في إثراء إلى أن يعيد مشروع الهجرة بأوجهه الثلاثة تعريف العلاقة بين الثقافة والفن في الحضارة الإسلامية من خلال شراكات مع فنانين وأكاديميين ومؤسسات ثقافية من جميع أنحاء المملكة والمنطقة والعالم، لإعادة تقديم حجر الزاوية في التاريخ الإسلامي في سياق جديد، وإبراز تأثير الهجرة النبوية على جميع الحضارات في العالم، من خلال الاستفادة من الذاكرة الجمعية للعالم الإسلامي والعربي."
وأشارت الزامل إلى أن مشروع الهجرة ومن ذلك فلم ( على خُطى الرسول ﷺ) يعالج الفجوة المعرفية في موضوع الهجرة النبوية الشريفة، ويسلّط الضوء إلى الإرث الضارب بعمق الجزيرة العربية ويعزز صناعة المحتوى المحلي، حيث يستند على باقة من الأبحاث استمرت أكثر من عقدين لخبراء متخصصين على مستوى العالم،كما يقدم تجربة ثرية للمتلقي، بالإضافة إلى جعل قصة الهجرة النبوية التاريخية في متناول الجمهور، ويتم تسليط الضوء عليها للثقافات العالمية.
من جانبه قال الدكتور عبدالله القاضي، وهو باحث متعمق في دراسات الهجرة النبوية والمسارات والمواقع التاريخية وأحد أهم الباحثين المعاصرين في السيرة النبوية: "نحن نقدّم أبحاثًا ومنهجيات ونتائج جديدة بناءً على عملٍ ميدانيّ مكثّف، مما سيعيد تحديد وجهات النظر فيما يتعلق بهذه الرحلة التاريخية، إذ لا يزال هذا الحدث محافظًا على أهميته رغم مرور الأيام؛ وذلك بفضل ما يمثّله من رمزية تذكّر الناس بالأسباب التي تدفعهم للانتقال من مكانٍ إلى آخر، وتأكيده على حقهم الشرعي في ممارسة معتقداتهم بكلّ أريحية."
ويستعرض الفلم الوثائقي جهود أكثر من 20 عامًا تناثرت على أثر خطى النبي ﷺ وتحديد مساره بدقة فائقة، حيث يروي الفلم رحلة استكشاف الدكتور عبدالله القاضي، ويمضي ليبحث عن إجابات لأسئلة المشاهد ويسرد قصة الهجرة من بدايتها ويعرض تأثير العصر الحديث عليها. كما يزيح الستار عن هذه المواقع من خلال مقاربة النصوص التاريخية للبحث الميداني، فيما تمت معالجة الفلم بتقنيات حديثة تتحدى حاجز الزمن بحيث من يشاهد الفلم بعد عدة سنوات لا يلحظ عليه تقادم السنين.
يشار إلى أن إطلاق الفلم الوثائقي سبقه جلسة حوارية تحت عنوان " مشروع الهجرة : إثراء ثقافي عالمي بلغة معاصرة"، شارك فيها كل من الدكتور عبدالله القاضي، ومخرج الفلم، أوفيديو سالازار ومنتج الفلم، ياسين سالازار، وقيّم المعارض المتنقلة في إثراء، كميل المصلي، وقيّم الفن الإسلامي في إثراء، إدريس تريفثان. وقد تناولوا خلالها كيفية التعاطي مع الجانب الإبداعي والثقافي المستخلص من حقبة تاريخية مهمة في التاريخ الإسلامي، إلى جانب استعراض أبرز الطرق والوسائل التي تمت الاستعانة بها للتحقق من طريق الهجرة، علاوة على التحديات التي كانت واجهت فريق العمل، وأبرز تطلعاتهم المستقبلية لهذا النوع من المحتوى الذي يوجه للعالم ككل.