ما كان خيالًا علميًا.. أصبح واقعًا

تقنيات شبكة الجيل السادس

تقنيات شبكة الجيل السادس

لا تنحصر التقنية في حياة المستهلك العادي في جهاز حاسوب أو هاتف محمول، فقد أصبحت طريقًا لإنجاز مهام كثيرة في حياتنا اليومية والمجتمعية والعملية، فلم يتوقف الإنسان عن البحث والتطوير فيها. ولكن هل شاهدت تلك الرموز الغريبة التي تظهر في أعلى شاشة جهازك الجوال مثل: (E, 2G, 3G, 4G, 5G)، وتساءلت يومًا ما، ما الذي تعنيه بالضبط؟

تعد هذه الرموز تعريفًا بنوع الشبكة التي يستخدمها جهازك الجوال في إرسال واستقبال البيانات. فعلى سبيل المثال، كانت شبكة الجيل الثالث تمثل البداية في تقديم قدرة أكبر مما سبقها على تعزيز التواصل المرئي بين المستخدمين، وتسريع نقل البيانات، علاوةً على بناء حجر الأساس لعدد كبير من التقنيات الواعدة في المستقبل وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد عليها في تسريع معالجة البيانات بغرض اتخاذ القرارات.

وظهرت الفاعلية المذهلة لتلك التقنية منذ بدايات استخدامها في قدرتها على تخزين البيانات بسرعة خاطفة تحتاج إلى أقل من لحظة واحدة، وهذا امتد بفوائد جمّة على النشاطات الإنسانية المتنوعة التي تعتمد على قواعد البيانات، مثل المستشفيات والمصانع والتعليم. ولك أن تتخيل مقدار التطور الذي سيشهده العالم عند الاعتماد على شبكة الجيل السادس.

 

الجيل السادس.. نقلة نوعية

لقد تمتع الجيل الخامس بكفاءة وسرعة جعلتنا نشعر حقًا بالنقلة النوعية في الخدمة التي أحدثتها هذه الشبكة الرقمية، ومع كون البعض يعتقدون أن ما تقدمه شبكات الجيل الخامس كافٍ، فإن المتعطشين للقوة المفرطة مؤمنون دائمًا بالنتائج المتقدمة التي بوسعها تقديمها، حيث تشير الأبحاث إلى أن سرعة نقل البيانات قد تصل في الجيل السادس إلى 1 تيرا بايت لكل ثانية (لاسلكيًا)، وسيعزز الجيل السادس من موثوقية الشبكات أكثر من أي وقتٍ مضى. وبإمكانه جعل المزيد من الأجهزة تظل بالشبكة مع الاحتفاظ بنفس كفاءة الاتصال وسرعة نقل البيانات. كما أن بإمكان هذا الجيل السادس من التقنية توسيع نطاق الإشارة، لأن الطيف الترددي للجيل السادس أعلى وهو: تيرا هرتز، فهو يتجاوز بطموحه غلافنا الجوي ويجتاح الفضاء. وسيسهم الجيل السادس في تحقيق الحلم الذي راود المولعين بالاتصال، ما جعل الإنترنت يصل إلى أي مكان على وجه الأرض. ويحاول الجيل السادس التغلب على المشكلات التي ظهرت لدى الأجيال السابقة.

 

استخدامات الجيل السادس

تشمل المجالات التي ستمارس فيها تقنية شبكات الجيل السادس وظائفها: الذكاء الاصطناعي، والتقنية الضوئية اللاسلكية، والشبكة ثلاثية الأبعاد (3D)، وطائرات الدرونز، والاتصال الكمي، وتكامل شبكات الوصول، وتقنية تكامل الاستشعار، وتحليل كميات هائلة من البيانات.

ونشير إلى أن أي شيء يمكنه الاتصال بالإنترنت سيستفيد حتمًا من الجيل الجديد، مثل السيارات الكهربائية والهجينة التي تتمتع بتقنية الواي فاي، والأجهزة المُستخدمة في المستشفيات، أما التغير الحقيقي الذي ستحدثه هذه الشبكة فهو جعل العالم كله مرتبط بشبكة واحدة.

انتظار وترقب للشبكة الجديدة

يمتد تأثير شبكة الجيل السادس إلى الكثير من مناحي حياتنا اليومية، وذلك بغرض تحسينها والاستمتاع بنمط جديد من العبقرية الإنسانية، فالمستخدم سيحصل من خلالها على: إمكانية تمثيل نفسه بتواجد ثلاثي الأبعاد عن بعد، والاستفادة من التطبيقات الصحية الإلكترونية، والتواصل عبر العوالم الافتراضية بسرعة وسلاسة. وجميع الأجهزة اللاسلكية ستصبح أكثر قوة وفاعلية في الاتصال، وسنكون على موعد مع أجهزة شديدة القوة تنقل قدرًا هائلًا من البيانات، وهذا يتطلب شبكة ذات قوة موازية تساعدها على أداء مهامها، وستوفر هذه التقنية إمكانية صناعة أجيال إلكترونية تستخدم الإنترنت بذكاء أكبر.

ومن المُتوقع أن تعاني شبكة الجيل السادس من بعض التعقيد والصعوبة في الاستخدام خاصةً خلال الفترة الأولى من إسناد المهام إليها، وعليه يصبح من الضروري إشراك تقنية التعلم الآلي في تعزيز كفاءة شبكات التواصل اللاسلكية في المستقبل، وإلى جانب ذلك تمكننا من تطوير تطبيقات متنوعة وغزيرة تقدم خدماتها بكفاءة وتطور ملموسين وقيمة أعلى من أي وقتٍ مضى.

المجتمع الإنساني وتقنية الجيل السادس

إن التوقعات التقنية التي نعيشها في عالم الحاضر بوسعها أن تعطينا رؤية عن الشكل الذي سيكون عليه الناس في المستقبل القريب والبعيد أيضًا، مثل: إنشاء مُدن صديقة للبيئة مع الإسهام الكبير الذي ستقدمه في تنمية العقل الإنساني، والذي سيصبح أكثر قدرة على تحليل البيانات وتنمية المعارف، ومشاهدة مدن ذكية بالكامل.

كما يتوقع أن تفتح هذه التقنية الباب للإنتاج الهائل والتطور السريع والنمو العالمي. وستحدث طرق اتصال جديدة وتعزيز التنمية المستدامة للدول الطموحة والمتقدمة، مما يسهم في خلق المزيد من الفرص لجميع البشر.
والآن، وبعد هذا الكم من المعلومات والتصورات المتوقعة للتطور الذي سيشهده العالم في المستقبل القريب مع بداية ظهور تقنية الجيل السادس، هل أنت ممن يتعطشون إلى التطور أم ممن يخافونه؟!

 إعداد: حسن الهلال
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge