مهندسو أرامكو السعودية يتوصلون إلى ابتكار للمعايرة الذاتية للصهاريج باستخدام الروبوت

مهندسو أرامكو السعودية يتوصلون إلى ابتكار للمعايرة الذاتية للصهاريج باستخدام الروبوت

طور علماء ومهندسو أرامكو السعودية حلًا مبتكرًا للتغلب على تحدٍ صناعيٍ كبير يواجه قطاع الطاقة. 
فعادةً ما يزداد حجم صهاريج التخزين المعدنية مع مرور الوقت، مما يعني أن حجمها يزداد عامًا بعد عام عن حجمها الأصلي.  وتستخدم صهاريج التخزين لخزن المواد الهيدروكربونية وقياسها قبل إرسالها للعملاء. ولكن ذلك يشكل خطرًا ماليًا حيث تخاطر عديد من مرافق التخزين بضخ كميات طفيفة غير مدفوعة الأجر من المواد الهيدروكربونية.

وتوجد الآن طريقة جديدة تضمن دقة قياسات الصهاريج، ويعود فضل ذلك إلى براءة الاختراع التي ابتكرها فريق من مركز الأبحاث والتطوير وإدارة أساليب التصنيع والمراقبة. 
وأطلق على هذا الاختراع مسمى "المعايرة الذاتية للصهاريج باستخدام الروبوت"، حيث يقدم قياسات موثوقة للصهاريج، ويحدد القيمة الحقيقية للمواد.

وقال قائد فريق الأنظمة الذكية في مركز الأبحاث والتطوير، ساجد بتيل: "بفضل اختراعنا هذا، حسنّا المعايير الدولية القائمة باستخدام التقنية، وذلك لتعزيز دقة المعايرة في القطاع بأكمله، وبذلك تتحقق كامل الإيرادات المحتملة للمواد المبيعة."

آلية عمل الإجراء الحالي 

في الإجراء الحالي، تحسب سعة الخزان باستخدام طريقة الخط المرجعي البصري اليدوية التقليدية.  تنطوي الطريقة على مفتشين يعملان معًا لمعايرة القياس الإزاحي للصهريج على طول ارتفاعه وحول محيطه. وللحصول على القياس المطلوب، على أحد المفتشين تسلق الصهريج وسحب سلسلة متصلة بمسطرة وذلك باستخدام حبل متدلي على حافة الصهريج. 

وعند سحب السلسلة للأعلى، يقرأ مفتش آخر عند أسفل الصهريج القياس الإزاحي الظاهر على المسطرة باستخدام مجهر ضوئي. ويتم تسجيل هذه القياسات في أماكن مختلفة وعلى محيط الصهريج بأكمله.  
ثم تُسجل القياسات لبناء نموذج حسابي وذلك لمعرفة سعة الصهريج.

 

آلية عمل تقنية معايرة الصهاريج باستخدام الروبوت 

تتكون تقنية معايرة الصهاريج باستخدام الروبوت من جزئين: يوضع الجزء الأول، والمسمى بمحطة الأساس، باستخدام المغناطيس على الجزء السفلي من الغلاف الخارجي للصهريج. وتحتوي محطة الأساس على ليزر متجه للأعلى باتجاه الجزء الثاني، "الزحافة". والزحافة هي جهاز روبوتي يتسلق على طول ارتفاع الصهريج في خط مستقيم. 

ولا شك أن استخدام مسطرة رقمية لمعايرة القياس الإزاحي بالميكرونات، بدلًا من المليمترات، يمكّن من قياس تغيرات قطر الصهريج بدقة عالية على طول ارتفاعه. وتُرسل المعلومات مباشرة عبر "الواي فاي" إلى جهاز لوحي يقيس سعة الصهريج. 

ويمكن إكمال معايرة الصهريج باستخدام الروبوت خلال أربع ساعات تقريبًا، مقارنةً بالطريقة التقليدية التي تستغرق يومًا كاملًا. ويعني ذلك إمكانية أرامكو السعودية من قياس صهاريجها بشكل متكرر وبدقة أعلى. 
ويعزز هذا الحل القائم على استخدام الروبوت مستوى السلامة، حيث أنه يحدّ من الحاجة إلى قيام المشغلين بالمعاير اليدوية في ارتفاعات عالية، مثل سقف الصهريج.

صنع في المملكة

وقال حسان تريجوي، وهو مهندس في فريق الأنظمة الذكية في مركز الأبحاث والتطوير: "صُمم أول نموذج وطُوّر داخليًا في معاملنا في مركز أبحاث أرامكو السعودية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية."
وأضاف راجا بامبرثي، وهو أيضًا مهندس في إدارة أعمال الفرض في المنطقة الشرقية: "إن تطبيق هذا الحل المبتكر في أرامكو السعودية واعتماده من قبل المنظمة العالمية للمعايير سيكون بمثابة خطوة تمهيدية لتبني تقنيتنا حول العالم."

وقامت أرامكو السعودية، من خلال شركتها التابعة شركة أرامكو السعودية للتقنيات، بمنح مؤسسة وسيم إبراهيم الكعبور للخدمات التجارية "WISKOTS" ترخيص تسويق تقنية معايرة الصهاريج باستخدام الروبوت وتقديم خدمات معايرة الصهاريج لقطاع الطاقة. 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية للتقنيات، عباس الغامدي: "إن الدقة العالية والوقت القصير للمعايرة مع زيادة مستوى السلامة يجعل هذه التقنية نقطة تحول. ونحن متحمسون للإمكانات التي يمكن تحقيقها عندما يتم تسويق هذه التقنية بشكل أوسع."


شرح الصورة أعلى الصحفة: صورة تذكارية تجمع فريق تطوير الروبوت، من اليمين: فضل عبداللطيف، وساجد بتيل، وحمد الصيعري، حسان تريجوي.

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge