تحت شعار "السير بخطى حثيثة نحو النجاح المستقبلي"
منتدى ومعرض اكتفاء ينطلق الاثنين ويأخذ بقطاع التوريد وبرامج التوطين إلى آفاق أرحب
قطع منتدى ومعرض برنامج اكتفاء شوطًا طويلًا منذ أن أبصر النور ببدايات متواضعة في مبنى المكاتب في الدمام عام 2015م، ثم ارتقى أكثر فأكثر وصولًا إلى عام 2023م، حيث أصبح فعالية يحرص كل من كبار الموردين على مستوى العالم والمملكة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة المحلية تحديدًا على المشاركة فيها في مركز معارض الظهران.
وإن دلّ التطور الذي شهده المنتدى والمعرض على شيء فهو يدل على النجاح الملموس الذي حققه برنامج اكتفاء الذي برز خلال السنوات كقاطرة تقود جهود التحول في سلسلة توريد أرامكو السعودية والآلية التي تنتهجها الشركة لأداء أعمالها في مجال المشتريات.
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات دورة منتدى ومعرض اكتفاء لعام 2023م من 30 يناير إلى 2 فبراير تحت شعار "السير بخطى حثيثة نحو النجاح المستقبلي".
تطوير الفعاليات
يُعدّ برنامج اكتفاء، في جوهره ركيزة أساس لتحفيز منظومة قطاع الطاقة التي أثبتت جدارتها خلال أصعب الأوقات.
ومن بين الأهداف الأساس التي ينطوي عليها برنامج اكتفاء تنمية قطاع خدمات الطاقة الوطني الذي يساعد الصناعات المرتبطة بالطاقة محليًا على الازدهار واكتساب القدرة على المنافسة عالميًا.
وأكد النائب الأعلى للرئيس للمشتريات وإدارة سلسلة التوريد، الأستاذ محمد الشمري، أن دورة معرض ومنتدى برنامج اكتفاء لهذا العام ستُنظم للمرة الأولى على مدار أربعة أيام، وبمجموعة من المزايا الجديدة التي تهدف إلى تفعيل دور الشركات في مجال التواصل والاطلاع على المزيد من تفاصيل برنامج اكتفاء وعلى رأس ذلك كله، آفاق الأعمال العديدة المتاحة.
ولتحقيق هذه الغاية، ستتميز دورة منتدى ومعرض اكتفاء لعام 2023م، من خلال الجهود التي بُذلت لإعدادها، بأجنحة وزوايا تعرض الفرص المتاحة في مجالات مثل أدوات التمكين والاستدامة والتقنيات الرقمية والإنتاج والصناعة.
وفي هذا الصدد قال الشمري: "صُمم منتدى ومعرض هذا العام على نحو أكثر تخصصًا بحيث تتمكن الشركات والزوار أيضًا من رؤية المواد والفرص المهمة لهم بوضوح، فضلًا عن المشاركة في ورش العمل والمحادثات التي تتناول مجالات الاهتمام هذه." وأضاف: "ستشتمل دورة المنتدى والمعرض لهذا العام على 200 فرصة استثمارية في جميع القطاعات." وبين أن المنتدى والمعرض سينظم على مدى أربعة أيام للمرة الأولى هذا العام، ويرجع السبب في ذلك إلى متابعتنا للملاحظات التي وردتنا من الأعوام السابقة التي جعلتنا ندرك أن المشاركين كانوا مهتمين للغاية بتوسيع نطاق فرص التواصل، وإتاحة المزيد من الوقت لاغتنام فرص الأعمال، فالكثير من فرص الأعمال تُغتنم خلال المنتدى والمعرض."
وأضاف الشمري قائلًا: "يتيح معرض ومنتدى برنامج اكتفاء هذه المنابر للتواصل ولاغتنام فرص الأعمال." فجميع هذه الأجنحة ستجتمع في بوتقة واحدة بما يكفل للزوار سهولة الوصول إلى الجناح الذي يثير اهتمامهم، وإذا أرادوا التعرف على الفرص المتاحة في مجال التقنية الرقمية والتصنيع وما إلى ذلك، فيمكنهم التوجه بسهولة إلى هذه الأجنحة.
تعزيز آلية تقييم الشركات
وقد أضاف القائمون على برنامج اكتفاء أربعة عناصر إضافية يمكن أن تساهم في تعزيز تقييم الشركات المهتمة بإقامة شراكة مع أرامكو السعودية التي تواصل مسيرة توطين سلسلة التوريد. وهذه العناصر هي: القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة، وأمن تقنية المعلومات، وإنشاء مقرات إقليمية، وإزالة السقف المحدد لنسب الصادرات التي أصبحت الآن جزءًا لا يتجزأ من المشهد.
وتابع الشمري: "كل هذه العناصر مهمة، وعندما نفكر في أمن تقنية المعلومات، فإن الشركة لن تنعم بمستوى أعلى من هذا النوع من الأمن إلا إذا تبنى موردوها المعايير المثلى، وتأتي إزالة السقف المحدد لنسب الصادرات في إطار التشجيع المستمر للشركات المتفوقة في هذا المجال على زيادة صادراتها، فيما سيعود إنشاء مقرات إقليمية بفوائد واضحة على أرامكو السعودية والمملكة والشركات والكفاءات المحلية."
توطين الوظائف والمنتجات والخدمات
وتحدث الشمري بفخر عن السعودة مشيرًا إلى أن برنامج اكتفاء سجل منذ إطلاقه قفزة هائلة في نسبة السعودة بواقع 70% بين صفوف موردي أرامكو السعودية منذ خروج المملكة وبقية العالم من جائحة كورونا، فضلًا عن الجهود المبذولة على صعيد المحتوى المحلي بنسبة إجمالية بلغت 63% حققتها أرامكو السعودية وبرنامج اكتفاء نهاية عام 2022م، بعد أن كانت 35% عام 2015م. وأضاف: "هدفنا هو تحقيق نسبة 70% بحلول عام 2025".
وأدت جميع هذه الجهود إلى نشوء مرونة مذهلة في سلسلة التوريد في أرامكو السعودية وهي السمة التي تصدرت المشهد في أعقاب الظروف الاقتصادية الأخيرة.
"إن الارتقاء بالموثوقية والمرونة يعد من بين الأهداف الرئيسة التي يسعى برنامج اكتفاء لتحقيقها، ليس في أرامكو السعودية فحسب وإنما في المملكة أيضًا." محمد الشمري.
وقد تبنت المملكة النهج ذاته واعتمدت نموذج برنامج اكتفاء وآليته، فقد شهد العام الماضي نشوء 30 شركة تصنيع جديدة بعدد يزيد على 150 شركة تصنيع منذ إطلاق البرنامج.
تطوير سلسلة التوريد
تجدر الإشارة إلى أن إنفاق الموردين على تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة زاد بنسبة 120% مقارنة بالعام الماضي وهو ما يشير إلى تسارع ملحوظ في تطوير سلسلة التوريد.
وفيما يخص النظرة المستقبلية للبرنامج، قال الشمري: "سيمكننا برنامج اكتفاء من السير بخطى حثيثة على طريق النجاح المستقبلي، فقد أصبح البرنامج منبرًا نضمن من خلاله تبني الممارسات المثلى وإذكاء جذوة الابتكار من خلال سلسلة التوريد المحلية، فهو يهدف إلى تمكين سلسلة التوريد المحلية من تبوّء مكانة رائدة على خريطة سلاسل التوريد في شتى أصقاع المعمورة."
وأنهى إلى القول بأن برنامج اكتفاء يحقق أهدافه بفضل المساندة التي تقدمها أرامكو السعودية بدءًا بالإدارة العليا ووصولًا إلى جميع إدارات الشركة. ومن الأهمية بمكان القول بأن برنامج اكتفاء أصبح فلسفة راسخة وثقافة متجذرة في أرامكو السعودية.
