الأسرة

هل الوقت المستقطع مفيد في تأديب الطفل؟

هل الوقت المستقطع مفيد في تأديب الطفل؟

إن أكثر الأسئلة التي تطرح في المحاضرات الخاصة في مجال الطفل، هو عن أكثر أساليب التأديب شيوعًا اليوم، إلى جانب الضرب والصراخ والتهديد والرشوة وإشعار الطفل بالذنب، ودائمًا يأتي الرد من عدد من الآباء أو الأمهات وهو بحرمان الطفل من الأشياء المفضلة والتجارب الممتعة، بالإضافة إلى نبذه في منطقة العقاب أو على كرسي العقاب، أي «العزلة العقابية».

ما هو مفهوم كرسي العقاب؟
مفهوم كرسي العقاب أو ركن العقاب معروف لدى الجميع اليوم، فقد قالت إحدى الأمهات: «أضع طفلي في العزلة العقابية حتى يُعدل سلوكه»، وقالت أخرى: «لا أستطيع أن أجبر ابنتي على الجلوس في ركن العقاب»، بينما شكى أحد الآباء من أن «كرسي العقاب لا فائدة منه، لأن ابني يستمتع به». وروى أحد المعلمين أنه عندما يريد أن يعاقب طفلًا بالخروج من الفصل، يبدأ الطفل في تشتيت انتباه زملائه ومحاولة إضحاكهم من خلال نافذة الفصل المطلة على الممر». كما اشتكى عدد من المعلمين أيضًا من عقوبة طرد الطالب من المدرسة ليوم أو أكثر (وهي وسيلة أخرى للعقاب)، تبدو للطلبة كمكافأة وليست عقابًا.

من جانبه، قال استشاري الطب النفسي والإدمان، الدكتور محمد المقهوي: «للأسف، فإن فكرة كرسي العقاب من الأفكار الدخيلة على مجتمعنا وضررها التربوي أكثر من فائدتها. فالعزل والحرمان دون حل المشكلة ومعرفة الدوافع لا يحل الأمر بل يزيده تعقيدًا. فحسب نظرية الاختيار والعلاج الواقعي؛ أن لكل سلوكٍ دوافع ومحركات منطلقة مرتبطة بإشباع حاجات معينة، كالحاجة إلى الانتماء أو الحرية أو المتعة أو القوة، بالإضافة إلى الحاجات الفسيولوجية الأساس. فمعرفة الوالدين وفهمهما لهذه الحاجات سيجعلهم يفهمون بشكل أفضل دوافع الطفل للقيام بذلك السلوك. فقد يكون الحرمان وعدم الاهتمام هو الذي تسبب في نقص في إشباع الحاجة إلى الاهتمام، وهو المحرك له للقيام بالتخريب أو العصيان، وذلك من أجل لفت الانتباه، وهكذا في جميع السلوكيات والممارسات.»

احذر الأساليب ذات النتائج السريعة
يرجع شيوع الوقت المستقطع العقابي أو العُزلة العقابية إلى أنها تبدو فاعلة وذات نتائج سريعة. إلا أنها فاعلة فقط إن كان ما تريده هو فقط وقف السلوك السيء في اللحظة نفسها، ولكنها بلا فائدة على المدى البعيد. فعلى سبيل المثال؛ فإن العزل في غرفة العقاب يوقف بالفعل السلوك السيء، فما يمكن لطفل فعله إن كان حبيس صندوق صغير لا تتعدى مساحته المترين؟ ولكن ما هو التأثير بعيد المدى على هذا الطفل الحبيس؟ ماذا يشعر، وبماذا يفكر، وكيف يرى نفسه في حينها وفي مستقبله أيضًا؟ لا يبحث بعض الكبار إلا عن النتائج اللحظية قصيرة المدى، ولا يفكرون في الآثار بعيدة المدى. قد تكون للعُزلة والإهانة فائدة، لكنهما لا تُشعران الطفل بالراحة، ولا تجعلان منه إنسانًا أفضل في المستقبل.

إعداد: سارة مطر

 
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge